المدينة الحمراء على موعد مع الحدث السينمائي المتميز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومن تنظيم مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ينطلق مساء يومه الجمعة 2 ديسمبر فعاليات الدورة الحادية عشر من مهرجان مراكش الدولي للفيلم، الحدث الفني والثقافي الكبير والاستثنائي، الذي ينعقد سنويا بربوع مدينة مراكش، وينطلق إشعاعه إلى العالم، من خلال مستوى التنظيم و الانتقاء الذي يقف خلفه مديرة المهرجان مليتا طوسكان دو بلانتيي والمدير الفني برونو بارد، أو من خلال قيمة النجوم العالميين الذين يستقطبهم أو قيمة ما يعرض من أفلام ذات مستوى كبير تتبارى من اجل الظفر بإحدى نجمات المهرجان التي تحرسها عادة لجن تحكيم يرأسها كبار المخرجين السينمائيين العالميين، تعودنا على مهرجان مراكش أن يعود بشكل دوري محملا بالمفاجآت، وبالجميل المتميز والملتزم الرائع من الإبداع السينمائي، ويبدو أن هذه الدورة لن تشذ عن القاعدة. مساء اليوم سيمد البساط الأحمر عند مدخل قصر المؤتمرات، وستفتح مدينة مراكش أذرعها لضيوفها الكبار ومشاهير الفن السابع من ممثلين ومخرجين ومنتجين قادمين من أنحاء العالم، للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية التي تحتفي بالفن السابع في العالم، وكما جرت بذلك العادة ستحضر السينما المغربية الناشئة بقوة، وتفتتح الدورة بشريط نرجس النجار الجديد وهو تحت عنوان «عاشقة من الريف» كما أنه من المتوقع حسب البرنامج أن يختتم بالشريط المغربي «موت للبيع» لفوزي بنسعيدي، سيكون المغرب حاضرا كذلك في فقرة التكريم إذ من المقرر تكريم العديد من الوجوه السينمائية من بينها الممثل المغربي محمد بسطاوي، كما ستخصص الدورة فقرة نبضة قلب للسينما الوطنية من خلال عرض بانوراما لأجمل ما أنتجه المخرجون المغاربة خلال السنوات الأخيرة التي تميزت بنهضة سينمائية ملحوظة. شريط الافتتاح «عاشقة من الريف» للمخرجة المغربية نرجس النجار، وهو عمل من إنتاج مشترك مغربي بلجيكي، فرنسي، مأخوذ عن نص روائي يحمل نفس الاسم للكاتبة المغربية نفيسة السباعي، يحكي قصة معاناة نساء بشمال المغرب مع تجارة المخدرات، ويشارك في بطولته كل من عمر لطفي، نادية كوندة، مراد زكندي، نرجس النجار. ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة من مدينة شفشاون اسمها «آية» ومعاناتها اليومية من أجل الحصول على المال في منطقة جبلية تُعرف بزراعة المخدرات، لينتهي بها الحال في السجن. كما تحكي المخرجة في هذا الفيلم -الذي يقوم بتقمص أدوار البطولة فيه مجموعة من الممثلين والممثلات من داخل وخارج المغرب- حياة النساء داخل السجن، واللواتي لهن مشاكل في حياتهن ومع أسرهن. يُذكر أن نرجس النجار سبق لها وأخرجت فيلما آخر بعنوان «انهض يا مغرب» وترك أثرا سيئا عقب مشاركته في المسابقة الرسمية لاحدى الدورات السابقة، فعسى أن يعيد «عاشقة من الريف» إلى المخرجة نرجس النجار بعضا من البريق الذي ميز شريطها الأول «العيون الجافة.» أما فيلم الختام فهو إنتاج مغربي بعنوان «موت للبيع» إخراج فوزي بنسعيدي وبطولة كل من فهد بنشمسي، فؤاد الأبيض، محسن مالزي، إيمان مشرافي، فوزي بنسعيدي. وتدور أحداثه حول ثلاثة شباب لا يرهبون أي شيء في المجتمع هم «مالك» يبلغ من العمر 26 عاما ويعشق فتاة تدعي «دنيا» ويريد تخليصها من عالم الدعارة، والثاني «علال» 30 سنة، يحلم بضربة العمر من خلال الاتجار بالمخدرات، وسفيان 18 سنة شاب متهور كله غضب يتغذي من فكرة الانتقام من المجتمع. ويبلغ إجمالي عدد الأفلام التي سيتم عرضها في إطار المسابقة الرسمية وتكريم السينما المكسيكية و(نبضة قلب) التي تحتفي بالسينما المغربية 83 فيلما تمثل 21 دولة، من بينها 15 شريطا تسلط الضوء على مخرجين دوليين صاعدين. وتعتبر عشرة أفلام من بين الأشرطة الطويلة المتنافسة هي الأولى لأصحابها وثلاثة أفلام هي الثانية لمخرجيها. ومن الدول المشاركة في المهرجان دول المغرب وفرنسا وألمانيا والبوسنة والولايات المتحدةالأمريكية واستراليا بالإضافة إلى الفلبين وتايلاند وبلغاريا وسويسرا وايطاليا والمكسيك والدنمارك وبولندا واسبانيا وإيران. يذكر أن مهرجان مراكش يمنح إلى جانب نجمته الذهبية وهي الجائزة الكبرى جوائز لجنة التحكيم وجائزتي أحسن دور نسائي وأحسن دور رجالي. ويستقبل مهرجان مراكش السينمائي عددا من نجوم الدراما المكسيكية الذين سيحلون بالمغرب ضمن البعثة المكسيكية المشاركة في فعاليات تكريم السينما المكسيكية بعد أن تم اختيارها ضيف شرف المهرجان. ومن جهة أخرى تتضمن دورة هذه السنة برنامجا غنيا لفائدة المكفوفين بعرض أشرطة تستعمل فيها تقنية «الوصف السمعي» كما يعتزم المهرجان تقديم سلسلة جديدة من «ماستر كلاس» والتي تتميز بلقاءات مع مجموعة من مهنيي الفن السابع العالمي. وسيقدم المهرجان للطلاب وجمهور مراكش وكذا جميع المهنيين فرصة فريدة للاطلاع على عملية صناعة الأفلام. ومن المقرر أن ينشط هذه اللقاءات المخرج وكاتب السيناريو الفرنسي جان جاك أنو, والمخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو, والمخرج وكاتب السيناريو التركي نوري بيلج سيلان والمخرج وكاتب السيناريو, ومخرج مسرحيات الأوبرا الأمريكي تيري جيليام والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الانجليزي رولاند جوف.