أقصي فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، من دور المجموعات، بعد احتلاله المرتبة الثالثة بالمجموعة الثالثة، وراء اسيك ميموزا الايفواري وسيمبا التنزاني… إقصاء يحدث لأول مرة، منذ ثماني سنوات، إذ تعود بطل المغرب على الحضور اللافت بهذه المسابقة، وأصبح رقما صعبا بالمعادلة الكروية على الصعيد القاري، حيث حطم كل الأرقام بعدد الوصول إلى نصف النهاية والمقابلة النهائية؛ والتتويج مرتين وكانتا سنة 2017 و 2022، كما لعب في مناسبتين كأس العالم للأندية… كان من الممكن أن تكون نتيجة الاقصاء مسألة عادية، ولو كان الأمر يتعلق بناد عادي، لأن الوداد مختلف تماما، يجر وراءه تاريخا طويلا وحافلا، وتمكن من تصدر الأحداث قاريا ووطنيا، خلال العشر سنوات الأخيرة، والأكثر من ذلك اختير ضمن الثماني الكبار، بأول نسخة من دوري السوبر الإفريقي، وهى المسابقة التي لعب مباراتها النهائية، وخسرها أمام ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي… فريق بكل هذه المميزات غير العادية، اعتبر إقصاؤه هذه السنة من دور المجموعات حدثا غير عادي تماما، بل مفاجأة للمتتبعين لمسابقة الأندية الإفريقية. إلا أن كل من يعرف دقائق الأمور، لا يمكن أن يرى في المغادرة المبكرة للفريق الأحمر، مسألة مفاجئة، لأن المرحلة التي يمر منها صعبة وجد معقدة، لعبت دورا سلبيا، وخلقت ارتباكا واضحا داخل صفوفه… فالفراغ الإداري والتسييري الذي تركه الرئيس سعيد الناصري، المتابع قضائيا بتهم ثقيلة، وما ترتب عن ذلك من غموض أصبح يخيم على كل مفاصل النادي، خاصة من الناحية المالية، كان له تأثير مدمر على كل الفعاليات، مما جعل الفريق غير قادر على المنافسة على أعلى مستوى… غادر الوداد المسابقة التي عشقها وتألق فيها، وهو حاليا يحتل رتبة متأخرة عن كوكبة المقدمة بالدوري المحلي، في انتظار المشاركة بمسابقة كأس العرش، ولا أحد من الوداديين يمكن أن يتقبل خروج ناديهم خاوي الوفاض، وعلى هذا الأساس، فإن الرغبة قوية في المحافظة على ماء الوجه… وكيفما كانت الظروف التي سترافق فريق الوداد، خلال ما تبقى من الموسم، فإن الإخفاق إذا ما حصل، ليس نهاية العالم، فالأندية الكبيرة تمرض ولا تموت، والعائلة الودادية مطالبة بلملمة الصفوف، وتجاوز مكامن الخلل التي رافقت تسييرا فرديا، لرئيس اختزل ناد كبير في شخصه، بعدما فرض سيطرة مطلقة على الجميع، وبعد غيابه الاضطراري، انفجرت الأزمة الطاحنة… المعروف أن هناك كفاءات ودادية، قادرة على إعادة ترتيب النادي من الداخل، وإدخال تغييرات هيكلة على كل الجوانب المرتبطة بالتسيير، والتدبير الإداري والمالي والتقني، والمرحلة الآن تقتضي تكاثف الجهود لإعادة القعلة الحمراء لمكانها الطبيعي والعادي، شريطة قطع الفريق نهائيا مع أسلوب أعطى نتائج آنية، لكنه لم يؤسس للمستقبل ولم يضع هياكل ضامنة للاستمرارية..