تصل مسابقة كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، والمقامة حاليا بكوت ديفوار، لمرحلة نصف النهاية، حيث يستضيف ملعب السلام مباراة نيجيرياوجنوب إفريقيا، بينما ستجرى مباراة كوت ديفوار ضد الكونغو الديمقراطية، على أرضية ملعب "الحسن واتارا" بالعاصمة الاقتصادية أبيدجان… ونحن نتابع المباراتين، سيتحسر الجمهور المغربي، لغياب كتيبة "أسود الأطلس"، عن هذا المرحلة المتقدمة، والتي تم الرهان عليها بقوة، على أمل تأكيد المستوى المبهر، وصلنا إليه خلال كاس العالم بقطر 2022… الأكيد أن بلوغ نصف نهاية المونديال أصبح من الماضي، وإن كان يحق لنا الافتخار به على امتداد التاريخ، إلا أن هناك مونديالا آخر، بصيغة إفريقية، كان المتتبعون ينتظرون تألق المنتخب المغربي بمنافساته، لكن مع الأسف جاء الخروج من دور الثمن… هذا المربع الذهبي، سبق لوليد الركراكي أن وعد بالوصول إليه، وربط هذا الوعد بتقديم الاستقالة، في حالة إذا لم يتمكن من ذلك، وقال بالحرف: "إما نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، أو الاستقالة، فلا مجال للأعذار"… قالها مع التشديد من طرفه – وهو محق في ذلك- على أن جميع الظروف مواتية، من أجل تحقيق لقب تحول إلى حلم صعب المنال… بداية هذا الأسبوع، وكما كان منتظرا، تفضلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالإعلان في بلاغ لها، عن تجديد الثقة في الركراكي، كمدرب للمنتخب الوطني الأول، على الرغم من الإقصاء المبكر. كما استفاقت ودادية المدربين فجأة، من سباتها العميق، لتعلن للرأي العام، عن تضامنها مع كل الطاقم التقني، المشرف على المنتخب المغربي، داعية كل الغيورين على المصلحة العليا لكرة القدم الوطنية، إلى دعم هذه الأطر، قصد مواصلة المشوار، حتى تكون في مستوى الاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة. انتهى الكلام، وبقي "رأس لافوكا" في مكانه، وما علينا سوى متابعة صفوة كرة القدم على الصعيد القاري، تتنافس بقوة لكسب لقب النسخة ال (34)، على أمل أن تتمكن كرة القدم الوطنية بالنسخ القادمة، من تحقيق لقب ثان تطارده منذ عقود خلت… نعود للموعد الإفريقي مساء هذا اليوم، ويضم رباعيا بصم على أداء لافت خلال كل المراحل، إلى درجة أن كل منتخب، وصل إلى هذا الدور، أعطى الدليل القاطع على أنه يستحق التتويج، وإلى أبعد الحدود… أربعة منتخبات لها تاريخ طويل في البطولة، إذ سبق أن كسبت ثمانية ألقاب، فنيجيريا صاحب الكؤوس الثلاثة، وكوت ديفوار بلقبين، أما الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)، فتوجت مرتين من قبل، وأخيراً منتخب جنوب أفريقيا الذي نجح في حمل اللقب، مرة واحدة بتاريخه. كلها منتخبات قدمت مستوى، يشرف كرة القدم الإفريقية، بسخاء بدني لافت، وتكتيكات موفقة، ولاعبين متميزين، والأكثر من ذلك امتلاك رغبة قوية في تحقيق الفوز، والتمسك بالأمل في تحقيق الانتصار، إلى آخر رمق، فالكثير من المباريات حسم مصيرها خلال الثواني الأخيرة، سواء في الوقت القانوني أو الإضافي… فرجة ممتعة…