أنهى المنتخب الوطني رحلته في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار في محطة دور الثمن عقب هزيمة أمام منتخب جنوب إفريقيا بنتيجة (2-0). ومرة أخرى يغادر "أسود الأطلس" المسابقة قبل نهايتها على يد نفس الخصم لكن بسيناريو مختلف حيث حضر المنتخب الوطني في الدورة الحالية مرشحا كبيرا لمناقشة لقب الكأس القارية بعد أزيد من سنة عن تألقه في مونديال قطر وبلوغ دور النصف وتحقيق الرتبة الرابعة في إنجاز غير مسبوق. المنتخب الوطني تجاوز الدور الأول متصدرا مجموعته بحصيلة محترمة رغم تعادله في اللقاء الثاني مع منتخب الكونغو الديمقراطية (1-1)، لينتقل إلى دور الثمن حيث وجد أمامه منتخب جنوب إفريقيا كخصم عنيد انهزم أمامه في 17 يونيو 2023 بنتيجة (2-1) في الإقصائيات المؤهلة إلى النهائيات. جاءت هذه المباراة والمنتخب الوطني ضمن التأهل ما قد يبرر الهزيمة، لكن وبعد 228 يوما تجدد اللقاء بين المنتخبين وكررت جنوب إفريقيا الفوز بنتيجة (2-0) في لقاء فاصل أهدر فيه بعض اللاعبين فرصا واضحة سانحة للتسجيل، خاصة أمين عدلي وعز الدين أوناحي وأشرف حكيمي الذي أضاع ضربة الجزاء في الدقيقة 84 عندما كان منتخبنا متخلفا بهدف ويسعى للرجوع في المباراة وبلوغ التعادل. كان سيناريو الخسارة والإقصاء حزينا لأن المنتخب الوطني جسد الخصم المنتظر القادم من المونديال متألقا ومتفوقا وأكبر مرشح لكسب الكأس القارية اعتمادا على جيل نادرا ما يجود الزمان بعناصره، لكن إكراهات حالت من جديد دون تحقيق الطموح حيث حرم الفريق من اللاعبين حكيم زياش وسفيان بوفال بسبب الإصابة. المدرب وليد الركراكي بدوره أخطأ الحساب في التدبير وفي اختيارات بعض العناصر دون أخرى، وتابعنا كيف أشرك نصير مزراوي في الرحلة رغم إصابته وزج به في المباراة الرابعة الحاسمة منذ بدايتها حتى الدقيقة ال76 ولم يظهر بالمستوى المطلوب. ويغادر المنتخب الوطني "الكان" مرة أخرى بعد إقصائه في دور المجموعات في تسعة دورات سابقة وفي محطات أخرى بين دور الثمن والنهائي في تسع دورات، ومن مكر الصدف أن جنوب إفريقيا كانت وراء إقصائنا في عدة دورات: في دورة 1998 ببوركينا فاسو، انهزم المنتخب الوطني أمام منتخب جنوب إفريقيا في دور الربع بنتيجة (2-1) وتكررت نفس الخسارة أمام نفس الخصم في دورة مالي 2002 في دور المجموعات بنتيجة (3-1)، وفي دورة جنوب إفريقيا 2013 غادر منتخبنا "الكان" بتعادل أمام نفس الخصم منتخب البلد المنظم بنتيجة (2-2). وفي الدورات الثلاثة الأخيرة، انهزم المنتخب الوطني بدورة الغابون 2017 بنتيجة (1-0) أمام منتخب مصر وأقصي في دور الربع، وودع دورة مصر 2019 من دور الثمن بهزيمة أمام منتخب بنين بضربات الترجيح (4-1 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، وفي دورة الكاميرون 2021 تجددت الخسارة والإقصاء أمام منتخب مصر بنتيجة (2-1). الثلاثاء الماضي تتجدد الإخفاق وتبخر حلم الفوز بلقب ثان بعد الإنجاز الأول والوحيد في نسخة إثيوبيا 1976، لكن طعم خسارة هذه المرة كان أشد وأقوى مرارة نتجرعها للأسف بعد التألق عالميا في المونديال. غادرت الأسود كوت ديفوار مرغمة من دور الثمن، وأسئلة كثيرة تطرح حول الدورة القادمة التي يحتضنها بلدنا 2025 ونحن على نشوة الفوز بشرف احتضان وتنظيم الحدث والأمل في الفوز بالكأس، فهل نكون في الموعد ننظم ونتوج؟ أم نستمر في مطاردة الحلم؟