دخلت الوداد مدار الفراغ وظهرت مهزومة بطريقة غير مفهومة، والمدرب ميشل دوكاستيل عاجز عن تصحيح المسار وتحسين المردود والنتائج، وبعد الخروج من منافسات كأس عصبة الأبطال الافريقية والعرش تلقى الفريق أول هزيمة في عقر الدار واستقبل مرماه الهدف، فهل هي بداية التراجع أم أنها فترة فراغ عابرة؟ لا أحد ينكر أن هزائم الوداد مثيرة، ويراها جمهور الفريق مستفزة وغير مقبولة، لأن الإمكانيات متوفرة، والمسؤولون أعدوا الأدوات والطاقات المتمثلة في مجموعة من اللاعبين عملوا على ضمهم بهدف اعتماد تشكيلة قوية متميزة منسجمة وفاعلة تحقق أرقى النتائج لكن ربما أخطأوا في اختيار الربان عندما تعاقد مع المدرب السويسري «ميشل دوكاستل». وقد أوضحت المباريات أن دور المدرب لم يرق الى الطموح المنشود وما تنتظره أسرة الفريق، والمباريات الأربعة الأخيرة تبين هزالة الأسلوب وما يحضره الخبير دوكاستل. ولاحظنا كيف اختار الركون للدفاع في لقاء الترجي التونسي بالدارالبيضاء، وفكر أكثر في تفادي الهزيمة بدل البحث عن التهديف، والحسم بنسبة كبيرة في انتزاع اللقب. وتابعنا أيضا كيف ترك مهاجما واحدا ووحيدا (فايريس أونداما) معزولا في مقدمة الهجوم، يصارع وسط مدافعي الترجي ويعاني بلا معين!! وأمام قلق الجمهور كان «دوكاستل» يعلل ما حدث بوجود مباراة ثانية في تونس!؟ وفي ملعب رادس ظل المدرب وفيا لنهجه وأسلوبه المقرون بالحيطة والحذر والخوف من الهزيمة، لاحظنا كيف أضاع الرجل على الوداد لقبا قاريا هاما، وكيف عصفت الهزيمة بأحلام الفريق بالمشاركة في كأس العالم للأندية؟ وفي نصف نهاية كأس العرش تعرضت الوداد للهزيمة، وأضاعت فرصة أخرى وأخفقت في تحقيق إنجاز لها كل الإمكانيات لإدراكه، لكن سوء التأطير التقني للخبير السويسري ألقى بالفريق في المنحدر. ومساء الاثنين وفي ليلة باردة وأمام مدرجات فارغة حل فريق الدفاع الحسني الجديدي بالدارالبيضاء مثقلا بالهموم، وقد عصفت هو الآخر سلبياته بثلاثة مؤطرين في طاقمه (عز الدين أمان الله- أوصمان- الشريف) وظهر بالمركب الرياضي محمد الخامس أكثر رغبة واستعدادا لتحقيق الفوز وتصحيح الوضع، وكان له ذلك من خلال هدف «جميل» هو الأول في مرمى الوداد. والأغرب أنها المرة الأولى التي يتحرك فيها المدرب «دوكاستل» مندفعا ويتخلص من سترته الرياضية، ويتقدم قرب رقعة التباري ليحتج على حكم يقوم بدوره. انتهى اللقاء بأول هزيمة للوداد في المسار في الدوري الاحترافي، هزيمة تأتي في فترة توالت فيها السلبيات، وبدأ الشك في القدرات يتسرب لدى اللاعبين، والمشاكل تتراكم. الوداد تتوفر على ما يكفي من الإمكانيات والطاقات لتحقيق الإيجابيات، لكن السيد المدرب تعذر عليه حسن توظيفها، ولم يقو على فرض الانضباط والإمتثال وضخ الحماس في صدور اللاعبين وتحريكهم للعب برغبة ومتعة. ولاحظنا كيف «داخ» الرجل عندما أصيب اللاعبان أيوب الخالقي ونادر لمياغري، وكيف فشل في تحضير تركيبة بشرية متكاملة ومنسجمة يكون فيها اللاعب المناسب في المركز المناسب. واليوم، وأمام توالي السلبيات، تبقى المسؤولية على الرئيس عبد الإله أكرم ومن معه، لإيجاد الحل تفاديا لوقوع الأسوأ وإهدار الجهود المبذولة ماديا ومعنويا، خاصة وأن الآتي في الدوري الاحترافي لن يكون سهلا، والمفروض تضميد الجراح وتأطير الفريق ليتعافى بسرعة، لأن الخبير دوكاستل فشل في المهمة؟