ثلاث مباريات في عشرة أيام عرت فريق الوداد وكشفت عوراته التقنية والطاكتيكية وضعف النهج الذي يعتمده المدرب «دركاستيل» في تحضير الفريق وتركيب تنشكيلنه البشرية. نعم... في عشرة أيام تبخرت أحلام الوداد، وأضاع الفريق لقبي كأس عصبة الأبطال الافريقية، وأخلف موعدا هاما مع التاريخ، تعذر عليه بلوغه منذ سنة 1992، وكأس العرش، وأهدر بذلك ما يقارب المليار من السنتيمات مقابل اللقب الافريقي والتأهل والمشاركة في كأس العالم للأندية التي ستقام منافساتها في اليابان، اضافة الى منحة بلوغ النهاية في مسار كأس العرش وبعدها اللقب. نعم، ثلاث مباريات كشفت، وعلى أرض الواقع، أن الوداد لم تتخلص في التباري من أساليب الهواية بسبب الخبير السويسري دوكاستل، مدرب هادئ، بارد، لاحظنا كيف «تسمر» في دكة الاحتياط في الدارالبيضاء ورادس وفاس يتفرج ويتابع المجموعة التي أعدها تناقش اللقاءات الثلاثة بدون انضباط تاكتيكي وبأخطاء بدائية. وتابع المتفرجون، المحبون والمهتمون كيف «داخ» دوكاستيل بفرط التفكير في تفادي الهزيمة واعتمد الدفاع بتركيب تشكيلة ترمي في أدواتها الى تحصين المرمى دون التجرأ على الهجوم، مما ساعد الخصم التونسي على تنفيذ خطته وخطف اللقب القاري. وظل دوكاستيل وفيا لنهجه في الدارالبيضاء ورادس، وترك المهاجم المتقدم، والوحيد، فابريس أونداما معزولا، مجردا من أي دعم وبعيدا عن خط الوسط. وبعد لقائي الدارالبيضاء ورادس، جاءت مباراة فاس في محطة نصف نهاية كأس العرش لتعمق الجراح، وتحرم الوداد من التنافس على لقب آخر، وأقصي الفريق رغم توفره على ما يكفي من الطاقات والقيم البشرية لتحقيق المطلوب. وتابعنا المردود الهزيل لبعض اللاعبين، يفرطون في الاحتفاظ بالكرة والمراوغات، بناء هجومي ضعيف لا يصمد أمام العمليات التي يعتمدها الخصم في التخريب، وأخطاء قاتلة أدت الوداد ضريبتها، أوضحها الطرد الذي تعرض له مراد لمسن إثر ضرب لاعب خصم في اللقاء الحاسم، وكان السبب في النقص العددي، والخلل الذي هز دفاع الفريق، ومكن فريق الترجي من توقيع هدف الفوز باللقب. لا أحد ينكر أن مسؤولي الوداد وخاصة رئيسه «أكرم» بذلوا جهدا كبيرا بهدف تعزيز الفريق بأقوى اللاعبين، وحرصوا على ضم الأسماء مباشرة عند انتهاء الدوري الوطني الأخير، لكن اليوم وأمام هذا الوضع، حيث التركيبة مهزومة بطريقة غير مفهومة هل أصابوا في التعاقد مع مدرب من عيار السويسري ميشيل دوكاستيل؟ لا أعتقد، لأن الرجل مثال لاعب الورق (الكارطة) يحسن تنضيد الأوراق في يده لكنه لا يجيد اللعب، ولم يفلح بعد في تشكيل تركيبة قارة ولم ينجح في وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب في مجموعة من المراكز، كما تعذر عليه بهدوئه المقرون بالشرود فرض الإنضباط والعبرة بالنتائج؟ أضاع فريق الوداد لقب كأس عصبة الأبطال الافريقية وفرصة المشاركة في كأس العالم، وأضاع التأهل الى نهاية كأس العرش وأضاع بذلك مداخيل مالية مقابل تكاليف باهضة يتحملها صندوق الفريق. فهل يقرأ مسؤولو الوداد الحصيلة والأسلوب المعتمد تربويا وتقنيا وطاكتيكيا لتحسين النتائج في الدوري الوطني، والدفاع على ما بقي في الألقاب، أم سيتركوا الحال على حاله بيدي دوكاستيل؟