أكدت حركة حماس الأحد أن هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل كان "خطوة ضرورية واستجابة طبيعية" لمواجهة "الاحتلال الإسرائيلي"، مطالبة ب"وقف فوري للعدوان" على قطاع غزة. ميدانيا، أفادت السلطات في القطاع الذي تحكمه حماس بوقوع العديد من الغارات الجوية والقصف المدفعي لا سيما في مدينة خان يونس الأكبر في جنوب القطاع والتي صارت مركز القتال. وشددت الحركة في وثيقة بعنوان "هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟" على "انضباط" مقاتليها ونفت تعمد استهداف المدنيين خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل. لكن حماس أقرت للمرة الأولى باحتمال وقوع "بعض الخلل" الذي عزته إلى "انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية" و"بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج" الفاصل بين غزة وإسرائيل. ودعت الحركة إلى إجراء "تحقيقات نزيهة" في ما وقع أثناء الهجوم، قائلة إنها "سوف تؤكد صدق روايتنا وكذب مزاعم الاحتلال" عن قتل رضع واغتصاب نساء. وأدى الهجوم غير المسبوق في الشدة والنطاق في تاريخ إسرائيل، إلى إعلان الدولة العبرية الحرب وإطلاق حملة عسكرية لا هوادة فيها على القطاع الصغير أسفرت حتى الآن عن مقتل 25105 أشخاص، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأحد. في وثيقتها، طالبت حماس ب"وقف فوري للعدوان" بينما ترفض الحكومة الإسرائيلية أي وقف للقتال قبل "القضاء" على الحركة وتحرير الرهائن. وفيما أكدت الحركة أن من أهداف هجومها "أسر جنود العدو ومقاتليه من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى… من خلال عملية تبادل"، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأحد أنه يرفض "بشكل قاطع" شروط حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وقال نتانياهو في مقطع فيديو "أرفض بشكل قاطع شروط الاستسلام التي وضعتها قيادة حماس. فمقابل إطلاق سراح رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب، وانسحاب قواتنا من غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن… إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى. إذا قبلنا بذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا". في ما يتعلق بمصير غزة بعد الحرب، رفضت الحركة في وثيقتها "أي مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة"، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني يملك القدرة والكفاءة في أن يقرر مستقبله بنفسه". وكان نتانياهو رفض السبت منح الفلسطينيين "السيادة" مستقبلا على القطاع الساحلي. من جهته، بحث رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية السبت في تركيا مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "إقرار وقف إطلاق نار في غزة بأسرع ما يمكن وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن وحل الدولتين من أجل سلام دائم"، بحسب مصادر دبلوماسية. في خان يونس، أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء على مقاتلين فلسطينيين"، والعثور على نفق السبت تم فيه احتجاز "نحو 20 رهينة… في ظروف صعبة من دون ضوء (…) مع قليل من الأوكسجين". وذكر شهود عيان أن الجيش ينفذ أيضا عمليات في محيط جباليا شمال قطاع غزة. إلى ذلك، حذرت الأممالمتحدة من أن سكان القطاع باتوا معرضين لخطر المجاعة والأوبئة، في ظل نزوح ما لا يقل عن 1,7 مليون من أصل نحو 2,4 مليون نسمة. وانتظر عشرات النازحين، حاملين أوعية، الأحد أثناء توزيع منظمة أطباء بلا حدود المياه في رفح بأقصى جنوبغزة حيث لجأ مئات الآلاف من السكان، وفق مراسلي وكالة فرانس برس. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنه لم يتم إحراز أي تقدم في زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، مع رفض الحكومة الإسرائيلية الدعوات الدولية لوقف إنساني لإطلاق النار. لكن هيئة "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والتي تنسق "الأنشطة المدنية" للجيش في الأراضي المحتلة، أوضحت أن 260 شاحنة تقل مساعدات دخلت غزة الأحد، أي "أكبر عدد من (الشاحنات) منذ بدء الحرب". في الأثناء، تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في أعمال العنف بمستوى لم يسبق له مثيل منذ نحو عقدين. ونفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات دامية في المنطقة في الأيام الأخيرة، حيث دمر منزلي اثنين من المقاتلين الفلسطينيين في الخليل. وتفيد السلطة الفلسطينية أن الجيش والمستوطنين قتلوا منذ 7 أكتوبر ما لا يقل عن 364 فلسطينيا في الضفة الغربية. كما تفاقم الحرب التوترات بين إسرائيل وحلفاء حماس في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، ولا سيما حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يتم تبادل القصف يوميا منذ 7 أكتوبر، أسفرت غارة نسبت إلى إسرائيل عن مقتل عنصر في حزب الله في جنوبلبنان الأحد، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عدة غارات في المنطقة. وأدى العنف عبر الحدود إلى مقتل أكثر من 195 شخصا في لبنان، 144 منهم على الأقل من مقاتلي حزب الله.