تتواصل المعارك العنيفة الأحد في قطاع غزة بين إٍسرائيل وحركة حماس، في ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات في الضفة الغربيةالمحتلة، بعد تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رفضه أي "سيادة فلسطينية" في مرحلة ما بعد الحرب. وأفادت حماس الأحد عن عشرات الغارات الجوية والضربات المدفعية على قطاع غزة، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية استهدفت محيط مستشفيي ناصر والأمل في مدينة خان يونس (جنوب) التي يتركز فيها القتال منذ أسابيع، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع. وأشار مراسل لوكالة فرانس برس عن سماع دوي إطلاق نار وغارات جوية وقصف مدفعي كثيف خصوصا في خان يونس، في ما أفاد شهود عن قصف إسرائيلي من زوارق على مدينة غزة ومناطق أخرى من شمال القطاع باكرا صباح الأحد. وقال شهود لفرانس برس إن الجيش الإسرائيلي عاود صباح الأحد قصف محيط مخيم جباليا. من جهة أخرى، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في الضفة الغربية، لا سيما في الخليل وقلقيلية وجنين، على ما أفادت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية التي أشارت الى أنها نفّذت اعتقالات. كما أشارت إلى هدم منزلين في الخليل يعودان لناشطين فلسطينيين. – "نحو 20 رهينة" في نفق – وتؤكد إسرائيل أن من ضمن أهداف حربها في قطاع غزة تدمير شبكة الأنفاق التابعة لحماس، والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي مساء السبت إن الجيش عثر على نفق في خان يونس كان يحتجز فيه بعض الرهائن. وقال "عثرنا على أدلة تشير إلى وجود رهائن"، ذاكرا من ضمنها رسوما لطفلة مخطوفة في الخامسة، على حائط في النفق. وأشار إلى أن "نحو 20 رهينة" كانوا محتجزين في النفق في أوقات مختلفة "في ظروف صعبة من دون ضوء (…) مع قليل من الأوكسجين ورطوبة رهيبة". وكشف هاغاري أن الجنود دخلوا النفق حيث واجهوا مسلحين وخاضوا معركة "تم فيها القضاء على الإرهابيين". وألقى الجيش الإسرائيلي السبت مناشير على مدينة رفح التي يتجمّع فيها عشرات آلاف النازحين، تحمل صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات عنهم. وتظاهر آلاف الإسرائيليين في وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتانياهو. في القدس، تظاهر حشد من الإسرائيليين مساء السبت رافعين أعلام بلادهم قرب منزل نتانياهو، مطالبين بوقف الحرب في قطاع غزة. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الحرب ستتواصل لأشهر. "وهم" وقال نتانياهو خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بادين الجمعة "بعد تدمير حماس، على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية"، على ما أفاد مكتبه. وتثير الحرب التي دخلت يومها ال107 توترا في علاقات الدولة العبرية مع حليفتها الولاياتالمتحدة، لا سيما حول مسألة "حل الدولتين" التي يرى الأميركيون ودول أخرى أنها محورية لمرحلة ما بعد الحرب. وأبدى بايدن بعد المكالمة الجمعة تمسّكه بحلّ الدولتين، موضحًا أنّ "هناك أنواعا لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة (…) ليست لديها جيوش". في المقابل، اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق السبت أنّ بايدن يحاول "بيع الوهم الذي… لا ينطلي على شعبنا". وأكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش السبت خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا أنّ "رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول". والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية السبت وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تركيا، على ما أفادت مصادر دبلوماسية الأحد، مشيرة إلى أن المحادثات تناولت "إقرار وقف إطلاق نار في غزة بأسرع ما يمكن وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن وحل الدولتين من أجل سلام دائم". – "الزمان والمكان المناسبان" – ومع دخول الحرب شهرها الرابع، تتزايد المخاوف من اتّساع نطاقها وسط تبادل يومي للنار على الحدود الإسرائيليّة اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن وتكثيف الضربات الأميركيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن. وفي جنوبلبنان، قُتل مدني وعنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وحزب الله. وقُتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني السبت في ضربة قالت دمشقوطهران إنها إسرائيلية، دمّرت مبنى بكامله في العاصمة السورية، وتوعّدت طهران بالرد "في الزمان والمكان المناسبَين". وقالت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية إن بين القتلى الخمسة "مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا". ووصف الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الضربة ب"الهجوم الجبان"، مضيفا "إضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بالحق في الردّ على الإرهاب المنظّم للكيان الصهيوني المزيّف في الزمان والمكان المناسبَين". ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. وفي العراق، أطلق مسلّحون مدعومون من إيران عصر السبت صواريخ بالستية وصواريخ على قاعدة عراقية تؤوي جنوداً أميركيين ما أسفر عن إصابة عسكري عراقي بجروح واحتمال إصابة عدد من العسكريين الأميركيين بارتجاج دماغي، بحسب ما أعلن البنتاغون. وتبنّت الهجوم "المقاومة الاسلامية في العراق"، وهي شبكة من الفصائل المسلحة الموالية لايران، سبق أن شنت عشرات الهجمات على التحالف الدولي المناهض للجهاديين منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر. وأعلنت الولاياتالمتحدة السبت أنها شنّت ضربات جديدة على أهداف تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن، مستهدفة صاروخا مضادا للسفن كان "جاهزا للإطلاق".