بدأت السلطات الكويتية تحقيقات فورية مكثفة وسط سرية واسعة النطاق بعد تأكد مقتل الشيخ باسل حفيد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح الذي حكم الكويت بين عامي (1965-1977)، وهو إبن أخ وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح. وكان والده الراحل الشيخ سالم وزيرا للدفاع ووزيرا للخارجية ووزيرا للداخلية، وحتى آخر لحظاته في الحياة كان ممسكا بملف شؤون الأسرى والمرتهنين الكويتيين الذين أسرهم النظام العراقي السابق، وثبت أنه قام بتصفيتهم بعد أن دخلت القوات الأميركية الى العراق عام 2003. وحتى توقيت إعداد هذا التقرير، فإن المعلومات التي استجمعتها «إيلاف» من مصادر أمنية كويتية رفيعة المستوى هي أن خال المجني عليه النقيب في الجيش الكويتي فيصل عبدالله الجابر الصباح، كان قد توجه ليل الخميس الجمعة -17، 18 يونيو- إلى منزل ابن شقيقته المجني عليه في قصر المسيلة الذي تعود ملكيته الى أمير الكويت الراحل، لتناول العشاء والسهر عنده في ديوانه الخاص، فطلب المجني عليه من خاله الجاني التوجه إلى غرفة مجاورة للخوض في نقاشات مالية تخص تجارة بينهما، إذ تشير المعلومات الى أنهما يتاجران بالسيارات الفاخرة. وأثناء النقاش حدث خلاف كبير بدأ بنقاش عنيف وصراخ سمعه بعض أفراد الأسرة الحاكمة الذين كانوا في الديوان، وقبل محاولتهم التدخل لتهدئة النقاشات الدائرة سمعت أصوات أعيرة نارية في أرجاء المكان، وعند فتح الغرفة التي كان يجلس بها الجاني والمجني عليه، وجد الشيخ باسل مضرجا بدمائه، والجاني في حال من الذهول، فتم نقل الشيخ باسل الى مستشفى كلية الطب في جامعة الكويت (مستشفى مبارك الكبير)، إلا أن أطباء المستشفى أبلغوا بأن الشيخ باسل قد توفي على الفور بثماني رصاصات إستقرت في جسده. وحسب نفس المصدر، فإن كبار أفراد أسرة الحكم الكويتية كانوا قد انتقلوا إلى المستشفى الذي طوقه تواجد أمني كبير جدا، منعا لتدفق أعداد إضافية من الشيوخ وأصدقاء المجني عليه، وسط انطباعات في الداخل الكويتي أن القتيل الذي يحظى بشعبية واسعة على المستوى الشبابي داخل الأسرة الحاكمة، قد قتل بسبب الانفعال ونتيجة استسهال إطلاق النار من أسلحة العسكريين، حيث رصدت هذه الموضة بكثافة في الداخل الكويتي، إذ ألقي القبض على أكثر من عسكري أطلقوا النار على أقارب وأصدقاء في حوادث مأسوية. والشيخ باسل، الذي دفن في مقبرة الأسرة الحاكمة في مدينة الصليبخات، لم يكن يشغل أي منصب رسمي، وزاهد في الأضواء، وأبلغ المقربين منه مرارا أنه ليس له أي طموحات في الحكم، وأنه يكتفي باستمرار بإنشغاله بأعمال تجارية ومالية، وأنه يحب السفر كثيرا، وله صلات عمل في المحيط الخليجي، والدول العربية والأوروبية الأخرى. وقال المقربون منه، يضيف ذات المصدر،أنه عرض عليه في الأوان الأخير عدة مناصب رسمية إلا أنه كان يميل إلى الاعتذار عنها، بسبب إنشغالاته المالية الواسعة، بيد أنه يعتبر من الخلية الأكثر نشاطا على مستوى الأسرة الحاكمة، وشؤونها الخاصة. وخلال حياته تزوج الشيخ باسل (52 عاما) مرتين الأولى من الشيخة أمار إبنة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، فيما كان زواجه الثاني من إحدى بنات العائلات الكويتية، وأنجب أبناء وبنات من الزواجين.