شكل موضوع «الابتكار من أجل عصرنة وتحسين إنتاجية سلسلة النخيل» محور يوم علمي نظم، يوم السبت الأخير بأرفود، في إطار فعاليات المهرجان الدولي للتمر بالمغرب، الذي استمرت فعالياته إلى غاية يوم الأحد الماضي تحت شعار «الواحة، منبع التنمية التضامنية». وأوضح حسن سدرة، عن المعهد الوطني للبحث الزراعي بمراكش، أن تحسين إنتاجية التمر تتطلب اختيار المناخ المحلي الملائم ونوعية التضاريس وموقع المزرعة فضلا عن توفير مياه الري على المدى البعيد ومعرفة مكونات التربة واختيار الشتلة المناسبة لها. وأضاف أن اتباع النصائح والتوجيهات العلمية المتعلقة بغرس أشجار النخيل قبل وأثناء وبعد إحداث المزرعة يعد أمرا ضروريا للرفع من إنتاجية التمور وتحسين جودتها وذلك باختيار الصنف المناسب للتربة والمناخ وطريقة ري الأغراس. وبخصوص تطور نتائج البحث العلمي بالمغرب في مجال تحديث سلسلة النخيل، أبرز حسن سدرة أن المغرب قطع أشواطا مهمة في هذا المجال، مشيرا أنه تم تحديد واختيار عدد مهم من سلالات نخيل التمر الجيدة وجرد 253 صنف من مختلف بساتين النخيل من بينها ستة أصناف معروفة بمقاومتها لمرض البيوض («بوستحمي السوداء» و»بوستحمي البيضاء» و»إكلان» و»تادمنت» و»صاير لعياليت» و»بوفكوس»). وأضاف أنه تم, في نفس السياق، جمع 1130 شتلة مهجنة (خلط) ذات تمر جيد وغرسها بميادين التجارب التابعة للمعهد الوطني للبحث الزراعي وتم تطوير طريقة الإكثار من باستخدام تقنية زراعة الأنسجة وملائمة هذه الطريقة للمجموعة كبيرة من أصناف وسلالات نخيل التمر المختارة والمكونة من 40 صنفا جينيا. وتم على هامش هذه التظاهرة العلمية تنظيم عدد من الندوات انصبت حول «إنشاء بساتين نخيل التمر» و»تدبير المشاريع والموارد الطبيعية» و»حماية المنتوجات» و»تثمين المنتوجات وتنظيم السلسلة». وتهدف هذه التظاهرة، التي نظمتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمعهد الوطني للبحث الزراعي ووكالة الشراكة من أجل التنمية، إلى تسليط الضوء على أهم المعطيات والتقنيات الحديثة التي تم التوصل إليها في مجال تحديث سلسلة التمر وتحسين إنتاجيتها. ويسعى هذا الملتقى العلمي، الذي شارك فيه ثلة من الباحثين وعدد من الفاعلين الوطنيين والدوليين، إلى عرض مختلف الاستراتيجيات الرامية إلى تثمين قطاع النخيل والواحات من أجل إعطاء دينامية جديدة للاقتصاد الفلاحي في مناطق الواحات وكذا تبادل التجارب والخبرات بين مختلف البلدان المشاركة في هذا المهرجان من أجل تثمين جودة أشجار النخيل وجعلها ركيزة اقتصادية في تنمية وحماية الواحات.