الغيابات وأخطاء دوكاستل كانت وراء ضياع اللقب أحرز فريق الترجي التونسي ثلاثية تاريخية، بعدما توج بلقب عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، عقب فوزه على فريق الوداد البيضاوي بهدف نظيف سجله هاريسون أفول (د.21)، في إياب المباراة النهائية التي جمعت بينهما أول أمس السبت بملعب رادس بتونس العاصمة. ولم ينجح نادي الوداد البيضاوي في تحقيق الآمال التي عقدت عليه كممثل وحيد للمغرب في هذه المسابقة وتتويج مساره المتميز الذي قهر خلاله أعتى الأندية الإفريقية وفي مقدمتها الأهلي المصري ومولودية الجزائر. ويعود آخر عهد للأندية المغربية مع هذه الكأس إلى سنة 1999 حيث كان قد توج بها فريق الرجاء البيضاوي سنوات 1989 و1997 و1999 والوداد البيضاوي سنة 1992 وقبلهما فريق الجيش الملكي 1985. وضرب الفريق التونسي بقوة ونجح في إحراز ثاني لقب له على المستوى القاري وأعاد للكرة التونسية مكانتها على الساحة الإفريقية وحرم بالتالي الفريق المغربي من لقبه الثاني في المسابقة. وصبت النتيجة «الفخ» (0-0) التي آلت إليها مباراة الذهاب يوم الأحد الماضي في الدارالبيضاء في مصلحة الفريق التونسي الذي تعامل بروح قتالية عالية وبذكاء كبير مع مجريات لقاء الإياب، مستغلا غياب بعض اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة وأبرزهم الحارس الدولي نادر المياغري والمهاحم محسن ياجور والمدافع الصلب أيوب الخاليقي. ويبدو أن القراءة التقنية والمتأنية والنهج التكتيكي الذي اعتمده المدرب التونسي نبيل معلول، ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا الإنجاز حيث عرف كيف يمتص حماس واندفاع اللاعبين المغاربة. وجاءت أطوار هذا اللقاء، الذي كانت تبدو فيه كفة ممثل كرة القدم التونسية راجحة اعتبارا لعوامل الأرض والجمهور والخبرة متكافئة بين فريق الترجي المتمرس على مثل هذه المواعيد القارية الهامة وفريق الوداد البيضاوي الذي يبلغ لثاني مرة في تاريخه الأدوار النهائية لهذه المسابقة الإفريقية. واستهل الفريقان التونسي والمغربي هذا اللقاء بنوايا مختلفة لكن بطموح واحد هو بلوغ مرمى الفريق الآخر في أقرب فرصة في محاولة للتحكم في مجريات اللعب وبعثرة الأوراق. وإذا كان فريق النادي الترجي قد اندفع منذ الوهلة الأولى نحو معترك ياسين بونو معتمدا على المرتدات الهجومية الخاطفة وبأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فإن الوداد آثر تعزيز الدفاع وملء وسط الميدان مع الاعتماد على فابريس أونداما كرأس حربة هذا الأخير الذي كان يتناوب على هذا المركز مع ياسين لكحل. وبعد مرور 21 دقيقة وعلى إثر أول محاولة للفريق التونسي نجح المهاجم هاريسون أفول في افتتاح حصة التسجيل واضعا فريقه في المقدمة بعد توقيعه هدف الامتياز إثر قذفة لم تترك أي حظ للدفاع والحارس بونو. وإذا كان لهذا الهدف وقعه الإيجابي على نفسية ومعنويات لاعبي معلول، فإنه على العكس من ذلك نزل كقطعة ثلج على لاعبي الفريق المغربي إلى غاية الدقيقة 28 التي عرفت أول محاولة حقيقية للتسجيل كان من ورائها اللاعب ياسين لكحل الذي سدد من على بعد 30 متر على العارضة. ورد فريق الترجي بقوة على هذه المحاولة بتسديدتين مركزتين (د.26 و27) مرت الأولى محاذية للقائم الأيمن، فيما استقرت الثانية في أحضان الحارس بونو الذي يعود له الفضل في هذه النتيجة وأمام عجز مجموعة المدرب السويسري ميشيل دوكاستيل عن اختراق الجدارين البشريين اللذين أقامهما معلول لجأ اللاعبون المغاربة إلى التسديد من بعيد حيث كادت إحداها أن تتحول إلى هدف (د.30). ووضع الفريق التونسي منافسه المغربي تحت الضغط خاصة بعدما نجح في إجهاض وتكسير جميع محاولاته والرد على ذلك بمرتدات كانت تحمل الكثير من الخطورة على مرمى بونو. وكان أصدقاء الحارس التونسي معز بنشريفية بقليل من الحظ قريبين في الدقيقتين 32 و35 من مضاعفة الحصة عبر يانيك نغانغ، قبل أن يرد الكونغولي أونداما بتسديدة أبعدها بنشريفية ببراعة متناهية إلى الزاوية. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يدرك الفريق البيضاوي التعادل قبل انتهاء الشوط الأول فاجأ حكم المباراة الإيفواري دوي نومانديز بإشهار الورقة الحمراء في وجه مراد لمسن في الوقت بدل الضائع. ونسج التونسيون على نفس منوال نهاية الشوط الأول ونجحوا في امتصاص حماس اللاعبين المغاربة والقيام بهجمات مرتدة سريعة ومركزة، مع الانضباط التكتيكي والانتشار الجيد داخل رقعة الميدان. ووجد لاعبو الفريق الأحمر أنفسهم أمام خيار واحد ووحيد وهو الخروج من منطقتهم بحثا عن هدف التعادل والعودة في المباراة وهو ما كاد يؤدي ثمنه غاليا حيث خلف هذا الاندفاع فراغات كان الفريق التونسي قريبا من استغلالها لولا السقوط في فخ التسرع وقلة التركيز ويقظة بونو. ولضخ دماء جديدة في شرايين الوداد قام دوكاستيل بتغيير سعيد فتاح بأيوب سكومة وياسين الرامي بباسكال أنغان وياسين لكحل بيوسف القديوي في محاولة لتدارك الموقف، الشيء الذي أنعش خط هجوم الفريق المغربي الذي خلق بعض المتاعب للدفاع التونسي لكنها لم تسفر عن شيء يذكر.