نحو توفير الشروط الضرورية لتسيير مركز متعدد الوظائف للنساء في وضعية صعبة وتوفير مناخ ملائم لاندماجهن في الحياة العادية تم مؤخرا بالحاجب، التوقيع على اتفاقية شراكة تروم توفير الشروط الضروية لتسيير مركز «ابتسامة» المتعدد الوظائف للنساء في وضعية صعبة، وذلك بين كل من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وعمالة إقليم الحاجب والتعاون الوطني. وقد وقع الاتفاقية التي حضر حفلها الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمساواة في جمهورية بولونيا إليبيتا رادتزسويسكا، كل من وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي وعامل إقليم الحاجب محمد علوش ومدير التعاون الوطني محمد الطالبي. وتتعهد الأطراف الموقعة بموجب هذه الاتفاقية، بالعمل على تدعيم مهام هذا الفضاء، الذي تم افتتاحه ورصد 11 مليون درهم لبنائه، في حين تكفلت الحكومة البولونية بتجهيزه وبتكوين الأطر المكلفة بتسييره، وذلك عبر توفير الشروط الضرورية لتأطير ورعاية وتأهيل النساء في وضعية صعبة وتوفير مناخ ملائم لاندماج المستفيدات في الحياة العادية وتأهيلهن للعب أدوار إيجابية في المستقبل. كما تروم الاتفاقية تأهيل الإطار المؤسساتي الكفيل بتحفيز المستفيدات على الابتكار في المجالات التربوية والفنية والحرفية، وتقديم خدمات اجتماعية ومعنوية وتربوية ونفسية وقانونية تستجيب لحاجيات النساء المتضررات، وتشجيع التضامن والتطوع التنموي، وتعبئة الإمكانيات والقدرات المحلية لأغراض التنمية الاجتماعية والبشرية. وتلتزم الوزارة من جانبها، بموجب الاتفاقية، بتقديم الدعم المعنوي والإداري من أجل اضطلاع الفضاء بالمهام المنوطة به حسب الإمكانيات المتوفرة، لاسيما من خلال تمويل المشاريع الموجهة لتأهيل الفضاء وتخصيص دعم مالي سنوي لتسيير الفضاء. أما التعاون الوطني، فيلتزم بالمساهمة في التكوين المستمر لفائدة الأطر والموظفين والأعوان العاملين في الفضاء، وبإدراج الوظائف للنساء ضمن خريطة المؤسسات الاجتماعية التابعة له، وتقديم المساعدة التقنية والمواكبة والخبرة، ومنحة تسيير سنوية لفائدة الجمعية التي ستشرف على الفضاء. وتلتزم عمالة الإقليم من جهتها، بتخصيص البناية المحدثة بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي خصصت للفضاء، ووضعه تحت وصاية التعاون الوطني للإشراف الإداري والمالي والتربوي والاجتماعي، وتقديم الدعم المعنوي واللوجيستيكي، والتسهيلات الإدارية وتخصيص دعم مالي سنوي. وبموجب الاتفاقية، يعهد تدبير الفضاء إلى جمعية محدثة طبقا للقوانين الجاري بها العمل، تشتغل في مجال النهوض بحقوق النساء، فيما يشرف على الفضاء لجنة تدبير تعتمد برنامج عمله والمصادقة على ميزانيته السنوية وتحديد أهدافه الإستراتيجية وتطبيق مساطر التسيير. وعبرت الصقلي بالمناسبة، عن الارتياح لإنجاز هذا الفضاء الذي اعتبرته ترجمة للإرادة القوية حيال ترسيخ دولة الحق والقانون والديمقراطية المتقدمة التي تضمن الحقوق الأساسية للمواطنين من الجنسين ومن كل الفئات العمرية، إلى جانب الأشخاص المعاقين والمسنين على أساس تكافؤ الفرص. وبعد أن اعتبرت هذا الإنجاز ثمرة تعاون ناجح، أكدت أن علاقات التبادل القائمة بين المغرب وبولونيا غنية ومثمرة، إن على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي، معربة عن امتنانها للحكومة البولونية على الدعم الذي قدمته للمشروع المتعدد الاختصاصات، والذي سيتيح استفادة النساء في وضعية صعبة من التجربة البولونية الغنية في هذا المجال. وأبرزت أن دور هذه المؤسسة التي تروم إعادة الابتسامة للنساء في وضعية صعبة، يكمن في الاستماع إلى هؤلاء، والإيواء المؤقت للنساء ضحايا العنف، وضمان المواكبة عبر تطوير التعاون مع قطاعات حكومية معنية، كوزارة العدل والأمن الوطني والدرك الملكي والمستشفيات والجماعات المحلية وغيرها، وجمع قاعدة معطيات حول قضايا كالنوع والمساواة، ووضع برامج متخصصة للتكوين المهني وإعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي.