النظام السوري يطلب ردا عربيا على الدعوات الأمريكية وزعماء عرب يعرضون اللجوء على بشار طالبت سوريا الجامعة العربية برد على ما اعتبرتها دعوات أميركية إلى الدول العربية لمقاطعتها، في وقت اعتبر فيه مسؤول أميركي رفيع رحيل بشار الأسد حتميا، قائلا إن قادة عربا عرضوا اللجوء على الرئيس السوري، بينما تحدث المجلس الوطني السوري المعارض عن «طريق مسدود» وصلت إليه المبادرة العربية، وسط خلاف بينه وبين «هيئة التنسيق» على مقاربات الحل. وتحدثت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن رسالة من وزير الخارجية وليد المعلم إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تتحدث عن «تحريض أميركي» قد يشكل «مؤشرا لتبرير تدخل خارجي وعقوبات اقتصادية وسياسية ضد سوريا بموافقة من بعض الدول العربية». وفي رسالة لمجلس الأمن اتهم المعلم واشنطن بأنها «تشجع المجموعات المسلحة على مواصلة نشاطاتها الإجرامية»، في إشارة إلى نصيحة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية للسوريين بألا يسلموا أنفسهم. وتوصلت جامعة الدول العربية وسوريا إلى ورقة لإنهاء الأزمة، لكن المجلس الوطني السوري -الذي تشكل في تركيا قبل شهرين- بات يرى أنها تواجه «طريقا مسدودا». وطالب المجلس -في رسالة من رئيسه برهان غليون إلى نبيل العربي- ب»حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة وفقا للقانون الدولي»، داعيا لموقف عربي يحمل «الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام». وقال إن مسعاه الوحيد حاليا «في ضمان حماية المدنيين» هو التواصل مع الأممالمتحدة، مشددا على عدم منح النظام «أي مهلة إضافية»، لأنه «يسعى لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل». وبات المجلس يطلب عقوبات تشمل تجميد عضوية سوريا في منظمات وهيئات الجامعة، وفرض الدول الأعضاء عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، وإرسال مراقبين عرب ودوليين لتوثيق الانتهاكات، وتمكين وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإغاثية من دخول سوريا والعمل دون قيود. لكن رئيس «هيئة التنسيق» المعارضة حسن عبد العظيم وإنْ أيّد نشر مراقبين لتوثيق استهداف المدنيين ورفض منح النظام مهلة جديدة، فإنه عارض التدخل الأجنبي، ولم يطلب تجميد عضوية سوريا في الجامعة، التي ستعقد السبت المقبل اجتماعا وزاريا طارئا لبحث الأزمة. ولم يتمكن عبد العظيم أمس من دخول مقر الجامعة في القاهرة مع مرافقيه (وبينهم عبد العزيز الخير) بسبب هجوم محتجين سوريين رشقوهم بالبيض، واتهموهم بالعمل سرا لصالح الأسد. وتواجه «هيئة التنسيق» انتقادَ مكوّنٍ معارضٍ آخر هو «تيار بناء الدولة السورية» الذي هاجم إصرار عبد العظيم على الذهاب منفردا لاجتماع القاهرة، بعد فشل أعضاءِ وفدٍ مشترك في الاتفاق على عدد من الأمور. وقال العربي عقب لقائه عبد العظيم إن «باب الجامعة العربية مفتوح لأي سوري» في الداخل والخارج، وأعرب عن أسفه لمهاجمة وفد «هيئة التنسيق». وحسب دبلوماسي عربي، فمن المقرر أن يقدم ممثلو المعارضة في اجتماع السبت مطالب بينها تجميد عضوية سوريا وطرد سفرائها من الدول العربية. وتطرق هذا الدبلوماسي ?الذي كان يتحدث لرويترز دون كشف هويته- لتوجه من المعارضة نحو مطالبة التكتل العربي بتحويل قائمةِ انتهاكات القوات السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكنه استبعد قطع الجامعة علاقاتها بسوريا، ف»مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة إذا قطعنا كل العلاقات؟»، وتوقع إجراءات أخف كإرسال لجنةٍ لمراقبة الوضع أو وفدٍ ليرى من ينتهك خطة السلام. وقد دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجامعة إلى «مواقف حاسمة وسريعة»، ردا على عدم تعاون سوريا مع ورقة العمل العربية. وتحدث مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان من جهته عن قادةٍ عرب أبلغوه -في أحاديث خاصة- أنهم عرضوا اللجوء على الأسد لإقناعه بالتخلي عن السلطة. وقال -أمام لجنة فرعية للخارجية في مجلس الشيوخ- «كل القادة العرب تقريبا يقولون إن نظام الأسد ينبغي أن ينتهي، وإن التغيير في سوريا حتمي». لكن فيلتمان أبدى قلقا للجوء بعض المحتجين إلى «حمل السلاح دفاعا عن النفس»، وقال إن ذلك سيكون «كارثيا»، وسيخدم النظام الذي يحاول «دفع المنشقين إلى الانتقال من التظاهر السلمي إلى الانتفاضة المسلحة». بدورها قالت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن حماية المدنيين هي التحدي الأكثر «إلحاحا» لمجلس الأمن، وإن الأزمة «ستبقى على جدول أعمال هذه الهيئة رغم الفيتو الروسي الصيني». إلى ذلك، قال دبلوماسي بالجامعة العربية لرويترز إنه من المقرر أن يقدم ممثلو المعارضة مطالب ليناقشها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ السبت القادم من بينها تجميد عضوية سوريا وطرد سفراء سوريا من الدول العربية. وأوضح الدبلوماسي -الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه- أن ممثلي المعارضة يتجهون لمطالبة الجامعة العربية بتقديم قائمة بالجرائم التي ارتكبتها القوات السورية ضد المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية. لكنه أوضح أنه «من غير المرجح بدرجة كبيرة» أن تقطع الجامعة العربية العلاقات مع سوريا»، وقال «مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة إذا قطعنا كل العلاقات مع الدولة السورية؟». وقال الدبلوماسي إن الوزراء العرب قد يختارون إجراءات أقل شدة مثل إرسال لجنة عربية إلى دمشق لمراقبة الوضع هناك أو إرسال وفد ليرى من الذي ينتهك خطة السلام في سوريا. يأتي ذلك بينما لقي 27 شخصا مصرعهم في أنحاء متفرقة من سوريا أمس، بينما أشارت المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى احتمال نشوب حرب أهلية بسوريا مع تزايد أعداد الجنود المنشقين، وكشف مسؤول أميركي عن تقديم قادة عرب عرضا باللجوء للرئيس بشار الأسد.