أكدت واشنطن أنها ستواصل الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن السلطة, فيما طالبت المعارضة السورية الغرب بفعل المزيد لمساعدة سوريا, غير أن الأسد أكد الأربعاء أن بلاده استطاعت تجاوز المرحلة الأصعب, وتزامن ذلك مع صدور اتهامات بالتجسس على سوريين بالخارج واختطاف آخرين فقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قولها إن عملية التغيير في سوريا لا يمكن تسريع وتيرتها من الخارج، لكنها ستكتسب مزيدا من الدعم مع مرور الوقت. وأكدت كلينتون أن واشنطن ستواصل الضغط على الرئيس بشار الأسد للتنحي عن السلطة. وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون طالب الدول الغربية ببذل جهود كافية للضغط على روسيا حتى تغير موقفها من سوريا. كما حثها على فعل المزيد لدعم المعارضة السورية وقال غليون الذي يقيم في فرنسا, لقناة "فرانس 24" التلفزيونية إن المجلس الجديد يأمل بأن يحظى باعتراف الدول الأوروبية بمجرد استكمال هياكله. وتتبنى بعض الدول الغربية قضية المحتجين المطالبين بالديمقراطية في سوريا، وتصدرت الدعوات التي تطالب بإصدار مجلس الأمن الدولي قرارا لإدانة القمع الدموي الذي تمارسه الحكومة السورية ضد مواطنيها والتقى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه مع غليون في باريس في وقت سابق هذا الأسبوع, مما عدّ بادرة دعم رمزية للمجلس الوطني السوري. كما أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ومناطق جنوب آسيا ألستر بارت أن شرعية النظام في سوريا أصبحت منتهية. وقال بارت في مقابلة مع الجزيرة في باريس إن لندن مستعدة لدعم المجلس الوطني السوري المعض دعوة عربية من جهة ثانية, دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى وقف جميع أعمال العنف في سوريا فورا والبدء بحوار وطني شامل يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري في التغيير والحرية والإصلاح السياسي. كما عبر نبيل العربي عن استعداد الأمانة العامة للجامعة العربية لمواصلة جهودها واتصالاتها مع كل من الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة من أجل التوصل إلى صيغة لتجاوز الأزمة في سوريا بصورة سلمية. لكن العربي أوضح أنه لم يتلق أي طلب حتى الآن لتحديد موعد لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث مستجدات الأوضاع هناك. الأسد يرى أن المرحلة الأصعب تم تجاوزها (الجزيرة-أرشيف) تجاوز المرحلة الأصعب وفي الوقت الذي يحاول فيه المعارضون السوريون في الداخل والخارج تكثيف الضغوط على النظام السوري وإقناع المجتمع الدولي بفرض مزيد من العقوبات عليه, صدر اليوم بيان رئاسي سوري نقل عن الأسد تأكيده أثناء لقائه وفدا من الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان، على أن سوريا استطاعت بإرادة ووعي شعبها تجاوز المرحلة الأصعب. وأضاف الأسد أن بلاده "تقوم بالاستفادة مما جرى للنهوض بالواقع السوري وجعل سوريا الدولة المتمسكة بمبادئها وعروبتها وقوميتها نموذجا يحتذى به في المنطقة". ويتعارض هذا مع ما نقلته وكالات الأنباء عن الناشط والمعارض السوري المقيم بسوريا ميشيل كيلو, الذي اتهم النظام بأنه إنما "يراهن على الخلافات بين من هم في الداخل والخارج، ونحن نحاول ألا نعمل لصالح هذا الغرض". وحث كيلو الذي يزور العاصمة الفرنسية باريس حاليا المعارضة السورية على تجنب الانقسامات التي تصب في صالح الأسد خاصة بين ناشطين من داخل البلاد وخارجها تجسس واختطاف ويبدو أن النظام السوري لا يستهدف معارضيه في الداخل فحسب، وإنما يسعى أيضا إلى تقويض جهود معارضيه في الخارج كذلك عبر ابتزازهم بالتجسس والاختطاف, حسب ما جاء في بعض وكالات الأنباء. لافتة في إحدى المسيرات الاحتجاجية بسوريا تنبه إلى أن ما يسيل "دم وليس بماء" (رويترز-أرشيف) فقد نقلت وكالة أنباء رويترز عن محققين أميركيين قولهم الأربعاء إن رجلا سوري المولد اعتقل في فرجينيا ووجهت إليه اتهامات بالتجسس على محتجين مناهضين للنظام السوري في الولاياتالمتحدة ونقل هذه المعلومات إلى دمشق. واتهم محمد أنس هيثم سويد البالغ من العمر 47 عاما وهو مواطن أميركي من أصل سوري بأنه عميل للمخابرات السورية ويجمع تسجيلات مرئية وصوتية للمحتجين على نظام بشار الأسد. واتهم سويد أيضا بتجنيد آخرين لجمع معلومات عن المحتجين وإرسال المواد المسجلة إلى شخص في السفارة السورية بواشنطن وإلى دمشق وفقا للائحة الاتهام التي كشف عنها النقاب اليوم. وأضافت اللائحة أن سويد سافر إلى سوريا في يونيو/حزيران حيث التقى الأسد وأجرى حديثا خاصا معه. وفي إطار متصل أكد النائب اللبناني سامي الجميل الأربعاء وجود "معلومات خطيرة جدا" لدى قوى الأمن حول تورط السفارة السورية في بيروت في خطف معارضين أربعة سوريين في لبنان، وطالب بتحرك سريع للقضاء في هذا الموضوع