قدم مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الخميس الماضي، أمام عضوات وأعضاء الفرع المحلي للحزب بتابريكت، بسلا،عرضا لمخرجات الدورة الثالثة للجنة المركزية التي التأمت بالرباط نهاية شهر أكتوبر المنصرم. وركز مصطفى عديشان، خلال هذا اللقاء الذي أدارته الرفيقة نسيمة بوحتين، عضوة مكتب الفرع المحلي الحزب التقدم والاشتراكية بتابريكت، (ركز) على السياق العام للدورة الثالثة للجنة المركزية، وما يميزه من تطورات ومتغيرات متسارعة على المستويين القاري والعالمي، خاصة الأوضاع في فلسطين التي تتعرض بشكل يومي للقصف الهمجي من قبل الاحتلال الصهيوني، الذي يشن حرب إبادة وتطهير عرقي على قطاع غزة أمام صمت وتواطؤ مفضوح للمنتظم الدولي، معربا عن إدانة حزب التقدم والاشتراكية لهذا العدوان الغاشم الذي راح ضحيته آلاف من الأطفال والنساء من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى إدانته الحصار الجماعي الذي وصفه بالظالم، على قطاع غزة وساكنتها حيث منع الاحتلال الصهيوني مرور المساعدات الغذائية والطبية، بالإضافة إلى الحرمان من الماء والكهرباء. ووقف عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في سياق حديثه عن مخرجات الدورة الثالثة للجنة المركزية، على السياق المرتبط بالأوضاع على المستوى الوطني وما تعرفه قضية وحدتنا الترابية من تطورات، بالإضافة إلى فاجعة الحوز التي خلفت خسائر بشرية ومادية، مسجلا في الوقت ذاته، الهبة الجماعية للشعب المغربي الذي أبان عن روح تضامنية عالية، مما أظهر قدرة المغاربة على التضامن والتلاحم في الظروف العصيبة، ومما يبعث في نظره، على الاعتزاز بالسلوك الحضاري والأخلاق الأصيلة للمغاربة عموما والساكنة المتضررة على وجه التحديد. وأبرز مصطفى عديشان في ذات السياق الورقة التي عممها حزب التقدم والاشتراكية، بخصوص زلزال الحوز، حيث أكد من خلالها على ضرورة تحويل محنة الزلزال إلى فرصة لتحقيق قفزة تنموية حقيقية على صعيد مختلف مناحي الحياة، بالمناطق المتضررة من الزلزال، وأيضا بكافة المجالات القروية الجبلية. إلى ذلك، أوضح عديشان، أن اللجنة المركزية في دورتها الثالثة، ناقشت مجمل القضايا ذات الصلة بالتدبير الحكومي العاجز أمام مواجهة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة، مشيرا إلى أن هذه الحكومة أبانت عن ضعف كبير على مستوى الحضور السياسي والتواصلي، بالإضافة إلى تجاهلها لمعاناة عموم المغاربة من غلاء المعيشة الذي بات يتهدد السلم الاجتماعي ببلادنا. وأوضح عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب، أن حزبه ظل حاضرا على مستوى المشهد السياسي بمواقفه وعلى مستوى البدائل التي يقترحها من أجل تجاوز هذه الأوضاع المتردية على مختلف المستويات، مبرزا في هذا السياق مقترح البديل الديمقراطي الذي يرى فيه حزب التقدميين المغاربة ضرورة ممكنة لفتح آفاق واعدة من أجل الإصلاح في بعده السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مشيرا إلى أن نجاح أي بعد إصلاحي مرتبط بمدى قدرة هذه الحكومة على التعبئة المجتمعية والديمقراطية، وعلى إحداث انفراج سياسي وحقوقي، بالموازاة مع تقوية الفضاء السياسي وتحضير الشروط الملائمة لانتخابات سوية قادرة على استقطاب أفضل الطاقات. وجدد مصطفى عديشان التأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية، في رؤيته ومقارباته البرنامجية، يدعو إلى ضرورة وضع الإنسان في صلب العملية التنموية وإقرار عدالة اجتماعية ومجالية وتوزيع منصف وعادل لخيرات البلاد، مع التركيز على حيوية الاستثمار الأقوى في المدرسة العمومية والبحث العلمي والارتقاء بالصحة العمومية والمستشفى العمومي، والاستثمار في الثقافة والإبداع، والنهوض بأوضاع الشباب، وتوسيع مجال الحريات بما في ذلك إخراج منظومة جديدة للقانون الجنائي، والنهوض بالمساواة وبلورة مدونة أسرة حديثة تنسجم مع تطلعات المغاربة. إلى ذلك أكد مصطفى عديشان، على أن اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، في دورتها الثالثة، أعطت الانطلاقة لدينامية الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس حزب الكتاب، وذلك بالمصادقة بالإجماع على تصريح بالمناسبة، يضع هذه الذكرى في سياقها التاريخي والنضالي بما راكمه حزب التقدميين المغاربة طوال مسيرته من إسهامات فكرية وسياسية أغنت التاريخ السياسي للمغرب الحديث.