قال مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إن البلوكاج الذي شهده الفضاء العام خلال السنوات القليلة الماضية، لا يمكن أن يجسد نمطا لتدبير وحكامة الشأن العمومي. وأضاف عديشان الذي قدم في لقاء نظمه الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسلا يوم الجمعة الماضي، مخرجات التقرير السياسي للدورة الرابعة للجنة المركزية للحزب، أن السمات الغالبة على الفضاء الوطني العام هي الضبابية والالتباس والارتباك، بالإضافة إلى حالة القلق والحيرة على مستوى مجموعة من الأوساط. وأوضح عديشان أن السبب في ذلك يرجع بالأساس لمجموعة من القضايا الخلافية التي برزت في الفترة الأخيرة، والتي قال إنه تم استعمالها واستغلالها بشكل شعبوي وسياسوي من قبل بعض الفاعلين السياسيين، مقدما في هذا السياق عددا من النماذج لملفات عالقة، كمشروع قانون الإطار وقضية الأساتذة، وقبلها ملف التجار الصغار. وحسب رؤية اللجنة المركزية التي طرحت تساؤلات حول المستفيد من هذه الأوضاع، في دورتها المنعقدة في ماي المنصرم، قال عضو المكتب السياسي إن حزب التقدم والاشتراكية يرى أن الحاجة اليوم ماسة أكثر من أي وقت مضى من أجل تجاوز حالة الحيرة والقلق، وكذا “العبث” الذي ينفر المواطن من كل عمل سياسي هادف، والذي يبعده عن الإسهام في البناء الديمقراطي الرصين. وبالإضافة إلى ذلك، أبرز عديشان أن حزب “الكتاب” يرى، أيضا، أن هناك حاجة ماسة إلى ترشيد آليات التحالف الأغلبي الذي قال إنه يشتغل بعيدا عن منطق الحكامة الجيدة وتتحكم فيه المقاربات السياسوية ومتاهات وحسابات تنذر بحملة انتخابية سابقة لأوانها. في هذا السياق، أكد عديشان على أن المخرج من هذه الحالة يكمن في دعم البناء الديمقراطي ودولة المؤسسات التي تضطلع فيها كل مؤسسة بسلطاتها وصلاحياتها الدستورية الكاملة، بالإضافة إلى ضرورة مباشرة الإصلاحات الهامة التي تحتاجها البلاد، مشددا على أن حزب التقدم والاشتراكية داعم لهذا التوجه انطلاقا من موقعه. وذكر المتحدث بالنداء الذي أطلقته اللجنة المركزية من أجل حوار وطني تشارك فيه كل الفعاليات والقوى الحية بالمغرب، والذي يروم الانكباب على بلورة البدائل والمخارج التي يتعين الاتفاق حولها من أجل ضخ نفس ديمقراطي جديد في شرايين ومفاصل الحياة الوطنية وذلك على الصعيد الديمقراطي والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي. كما، أوضح أن النداء الوطني للجنة المركزية يجب أن ينصب على الاتفاق حول مجموعة من المخرجات لاستعادة الثقة بين المواطنين والدولة، التي قال إنها وصلت إلى الأزمة بسبب التهميش والإقصاء الاجتماعي والثقافي والسياسي وكذا بسبب حرمان فئات شعبية واسعة من التعلم والمعرفة، داعيا إلى العمل على النهوض بهذه الأوضاع والخروج باتفاق يسمح باستعادة العلاقة الطبيعية بين المواطنين والفعل السياسي. إلى ذلك، جدد مصطفى عديشان التأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية متمسك بقول كلمة الحق والجهر بها والتنبيه إلى مكامن الخلل في المنظومة العامة، وذلك بمسؤولية ورؤية جادة، وفي احترام تام لجميع المؤسسات، مذكرا بمواقف الحزب التاريخية، منذ عقود من الزمن إلى المرحلة الراهنة.