بناء معسكر الإصلاح والتقدم تتطلب من الجميع الدفع في اتجاه استقرار البلاد انطلق مصطفى عديشان في تحليله للأوضاع السياسية الحالية، باستحضار تسلسل الأحداث وأساسا ما عرفته الساحة السياسية قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2007، مشيرا كون حزب التقدم والاشتراكية دق ناقوس الخطر ونبه إلى أن الممارسات التي تحاول تشويه العمل السياسي عموما، والحزبي خصوصا، ساهمت في ضعف مشاركة وانخراط المواطنات والمواطنين في العمل السياسي المنظم وفي حركية المواطنة، كنتاج من جهة لتراكمات سياسية قديمة وحديثة، متصلة بالانحرافات التي عرفها البناء الديمقراطي في المغرب، قبل تجربة التناوب وحتى بعدها، وكرد فعل من جهة أخرى للخصاص في المجال الاجتماعي الذي لا يزال كبيرا، مما يقتضي جهودا كبيرة لإعادة الاعتبار للسياسة والعمل السياسي والمشاركة في العمليات الانتخابية. فالانتقال الديمقراطي والمشروع الحداثي هما في حاجة ماسة إلى عمل حكومي وحزبي، قوي ونشيط، يرد الاعتبار للعمل السياسي ويجد الأساليب الكفيلة بمحاربة البطالة، الفقر، الأمية والإقصاء الاجتماعي، يقول عديشان. وأضاف المسؤول الحزبي خلال لقاء بجرادة، أن المشاكل التي تتخبط فيها غالبية الشرائح الاجتماعية، وبالخصوص الفئات الشعبية، هي التي تدفعهم إلى اعتبار معركة البناء الديمقراطي أمرا ثانويا، فضلا عن الممارسات غير المحفزة لبعض المؤسسات وبعض الأحزاب، وهو ما يستلزم التعريف الواسع بالحلول العملية المقترحة من طرف الحزب، سواء في المجال السياسي أو الاجتماعي.. وقال عديشان بأن المغرب في حاجة إلى حزب التقدم والاشتراكية، كحزب مجدد، حامل لمقاربة نقدية إيجابية، متجذر في اليسار، منتج للمفاهيم المؤطرة للتغيير، وقادر بسبب وزنه السياسي، على ممارسة التأثير المؤكد في اتخاذ القرارات وضمان حماية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين. هذا مع الحفاظ على ميزته كقوة اقتراحية، ذات رؤى واضحة، وهي الأدوار التي يقوم بها وزرائه في حكومة عبد الإله بنكيران بتفان وإخلاص، وهو ما لم يستسغه البعض مرة أخرى، ويتم شن حملة مسعورة على مناضليه في محاولة لتشويه سمعة الحزب، والحزب بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف. وعلاقة بمستجدات الوضعية الاقتصادية ببلادنا، قال المتدخل بأن الأزمة السائدة في أوروبا كان لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد المغربي الذي يشكو عجزا في الميزان التجاري وتراجعا ملحوظا للتحويلات الخارجية وعجزا ماليا ارتفع إلى نسبة 7 بالمائة، وعلى الرغم من ذلك بذلت الحكومة الحالية مجهودات ملحوظة، لعب فيها وزراء حزب التقدم والاشتراكية دورا مهما، مبتكرين أساليب تدبيرية تخفف من وطأة الأزمة وتستجيب لانتظارات المواطنات والمواطنين. إن الحديث عن الأوضاع المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمالية، وبتطورات المشهد السياسي، وبقضية وحدتنا الترابية ومستجداتها، تستوجب، يقول مصطفى عديشان، تطوير أداء الحزب على المستوى المحلي بما يضمن ليس فقط تعزيز فعالية الحزب، بل أيضا الإسهام البناء في تدعيم معسكر الإصلاح والتقدم في مرحلة تتطلب من الجميع الدفع في اتجاه استقرار البلاد، ومواجهة كل الانحرافات وتسريع وتيرة الإصلاحات والدفاع باستماتة عن المصالح العليا للوطن والشعب. وتأتي كلمة عديشان في إطار اللقاءات الحزبية التي يؤطرها أعضاء المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية تنفيذا لمقررات الدورة العاشرة للجنة المركزية، (أبريل 2013)، حيث ترأس مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المكلف بقطب التنظيم وحياة الحزب، لقاء بالمقر الإقليمي لجرادة يوم السبت 25 ماي 2013، بمعية الكاتب الجهوي للجهة الشرقية، ورئاسة عضو اللجنة المركزية والكاتب الإقليمي عزيز الداودي، وحضور المنتخبات والمنتخبين والهياكل التنظيمية القاعدية وممثلي المنظمات الموازية بالإقليم.