قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن هناك أملا في العمل السياسي من خلال مجموعة من المناضلات والمناضلين الذين يقدمون تضحيات جسام من أجل الدفاع عن مجموعة من القضايا الوطنية والاجتماعية. وأضاف نبيل بنعبد الله الذي كان يتحدث، أول أمس السبت، بتنغير، على هامش المؤتمر الإقليمي للحزب بالإقليم الذي انعقد تحت شعار "العمل السياسي، التزام ومسؤولية" أن هناك مجموعة من السياسيين والمنتخبين الجديين الذين يضحون ويناضلون من أجل وطنهم ومن أجل مناطقهم، متابعا "نحن في أمس الحاجة اليوم للقول بأنه ليس هناك فقط سياسيين انتهازيين ولصوص كما يروج، بل هناك مناضلون حقيقيون يناضلون من أجل الساكنة ومن أجل النهوض بأوضاع المناطق التي يمثلونها سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي". وحذر بنعبد الله مما أسماه "الفراغ السياسي" وتبخيس الحياة السياسية والمؤسسات الحزبية، والتي قال إنها تخلق نوعا من الهوة بين الشعب من جهة وممثليه من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذه الهوة لن تساهم في النهوض بالمنطقة ولن تعمل على تحقيق مطالبها وتنميتها. وجرد بنعبد الله مجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها عديد من الجهات والأقاليم بما فيها إقليم تنغير الذي اعتبره إقليما "محروما" و"مقصيا" من ثمار النموذج التنموي الذي عبر عن فشله في تقليص الفوارق الاجتماعية. وطرح بنعبد الله مجموعة من الإشكالات التي يعرفها إقليم تنغير وعلى رأسها تعثر مجموعة من المشاريع، وعدم إتمام مشاريع أخرى انطلقت قبل أربع سنوات، حيث اعتبر أن هذه المشاكل تشير إلى وجود "حكامة فاسدة"، مشيرا إلى أن المغرب، بمختلف أقاليمه وعلى رأسها تنغير، في أمس الحاجة إلى عدالة مجالية حقيقية تجعل جميع الأقاليم تستفيد من خيرات الوطن، وتجعل المواطنات والمواطنين يلامسون الإصلاح ويعيشون بكرامة. وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن المغرب في حاجة إلى نموذج تنموي جديد مبني على الديمقراطية ويهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وإلا فإن هذا النموذج التنموي الجديد، يقول المتحدث، لن يستقيم دون ذلك، مبرزا الأوضاع المزرية التي تعيشها الفئات المحرومة من فقر وإقصاء لا سيما بالقرى والجبال وضواحي المدن سواء على مستوى التشغيل، أو الصحة، أو التعليم، أو الدخل القار، أو البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية. وأشار بنعبد الله، في ذات اللقاء الذي حضره كل من عبد السلام الصديقي، ومصطفى عديشان، عضوي المكتب السياسي، والمستشار البرلماني عدي شجري، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية، فضلا عن منتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم، (أشار) إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، ومنذ بداية مشاركته في الحكومة أول مرة في نهاية تسعينيات القرن الماضي وإلى حدود المرحلة الحالية، أعطى ويعطي الأولوية للفئات المحرومة سواء على مستوى، الصحة، أو السكن، أو الماء، أو على مستوى قطاعات أخرى سيرها الحزب في ما مضى. وأوضح بنعبد الله أن من بين شروط الاستقرار هو أن تواكب بلادنا طريق البناء في إطار الانخراط الواعي والمسؤول لكل المواطنات والمواطنين، وأن تصل إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وأن تعمل على خلق ثروات بالقدر الكافي من أجل توزيعها بشكل عادل على جميع المستويات والمجالات. وعن شعار المؤتمر الوطني العاشر للحزب "نفس ديمقراطي جديد"، قال الأمين العام إنه يرمز إلى الحاجة إلى تجديد الثقة بين المواطنات والمواطنين والفاعلين السياسيين والحاجة إلى دينامية جديدة للعمل الحزبي، متابعا، في هذا الإطار، أن المغرب حقق منذ اعتلاء جلالة الملك العرش مجموعة من المكتسبات جعلت المغرب يعمل بقوة هائلة ويشيد مجموعة من الأوراش الكبرى، بالإضافة إلى مكتسبات هامة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، والحقوقي، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، حسب المتحدث، بالنظر لاستمرار مظاهر الفقر والاقصاء، والبطالة، وعدد من المشاكل الاجتماعية. وأضاف بنعبد الله أن اختيار "نفس ديمقراطي جديد" يأتي كدعوة لجميع المكونات من أجل إعطاء نكهة "الديمقراطية"، بشكل أكبر لعمل المؤسسات، وللحكومة، والبرلمان، والأحزاب، "لأن الحاجة اليوم ماسة لطبقة سياسية وأحزاب قوية ومستقلة قادرة على الدفاع عن القرارات والتوجهات الكبرى" يقول الأمين العام للحزب. وشدد المتحدث على أن الضرورة تقتضي إعادة النظر في الاقتصاد الوطني، عبر تقوية المجالات التي يلعب فيها المغرب ريادة على المستوى الإقليمي والقاري مع دراسة المجالات الأخرى وتقوية الجبهات الداخلية والنهوض بعدد من القطاعات الحيوية، وحشد الطاقات وإنصاف المناطق المضرورة والمواطنين المضرورين. وأقر بنعبد الله بوجود نوع من "القلق" و"الحيرة" إزاء الوضع السياسي الراهن، خصوصا مع حملات التبخيس التي تستهدف مجموعة من الأحزاب الديمقراطية التي تناضل إلى جانب الفئات الشعبية، ومنها حزب التقدم والاشتراكية الذي أدى ثمن ذلك. وبخصوص قضية الوحدة الترابية، قال بنعبد الله إن هناك تهديدات تحاول النيل من المكتسبات التي راكمها المغرب على مجموعة من الأصعدة، وذلك من خلال الاعتداءات والانتهاكات التي تقوم بها عناصر البوليزاريو، داعيا إلى تمتين الجبهة الداخلية وتحقيق الإجماع الوطني من أجل الدفاع عن الوطن، مؤكدا على أن تقوية المؤسسات والعمل الحزبي من شأنه تحقيق ذلك. وجدد زعيم حزب "الكتاب" التأكيد على تجند الحزب ومكونات الشعب المغربي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن وحدة الوطن وتحصينه والتصدي إلى كل المحاولات الساعية للنيل منه. من جهة أخرى، جدد بنعبد الله التأكيد على تمسك الحزب بالدفاع عن الهوية الوطنية بكل مكوناتها، وعلى رأسها الهوية الأمازيغية التي ناضل ويناضل الحزب من أجلها مع مجموعة من الحلفاء سواء الحركة الثقافية الأمازيغية أو غيرها من المكونات، معتبرا أن الأمازيغية جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية، كما أبرز في ذات السياق، المجهودات والنضالات التي قادها الحزب عبر عقود من الزمن من أجل مراكمة المكتسبات في هذا الجانب، وأساسا من داخل الحكومة، إذ ساهم الحزب من موقعه في تحقيق عدد من المنجزات منها الدفاع عن اللغة الأمازيغية كلغة رسمية أو من خلال تأسيس قناة تامزيغت أو من خلال إصدار القانون التنظيمي الخاص بالأمازيغية. إلى ذلك، أكد بنعبد الله على استمرار الحزب في الدفاع عن جميع القضايا الوطنية، وفي الدفاع عن جميع الفئات ومكونات الشعب المغربي انطلاقا من إيديولوجيته كحزب يساري يحمل هم الفئات المهمشة والفئات الفقيرة ويُسمع صوت الجماهير الشعبية، منوها بالمجهودات التي تبذلها مناضلاته ومناضلوه من أجل تحقيق ذلك. من جهة أخرى، أشاد كل من محمد مقداد الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتنغير، وحميد الشاوي عضو اللجنة المركزية بقيادة الحزب التي تعمل إلى جانب المناضلات والمناضلين على رفع راية الحزب، حيث أشارا إلى أن حزب "الكتاب" يشكل قوة كبيرة في المشهد السياسي الوطني عبر نضالاته وعبر مواقفه القوية إزاء عدد من القضايا الأساسية. ومن جانبها، استعرضت نادية أوهادي رئيسة فرع منظمة طلائع أطفال المغرب بتنغير المجهودات المبذولة من قبل المناضلات والمناضلين على المستوى المحلي وعلى المستوى الجهوي من أجل خدمة الساكنة بصفة عامة وخدمة الطفولة بصفة خاصة. وأكدت أوهادي على أن مناضلات ومناضلي إقليم تنغير مستمرون في حمل المشعل التقدمي والسير على خطى النضال إلى جانب ساكنة الإقليم وفقا للمسار النضالي الذي يؤمن به حزب التقدم والاشتراكية والذي يهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية بين مختلف مناطق المغرب. هذا وعرف اللقاء الجماهيري الذي حضره مئات الأشخاص من مختلف جماعات ودواوير إقليم تنغير تفاعلا من قبل ساكنة الإقليم التي رفعت عدد من المطالب لقيادة الحزب من أجل التعبئة لها والعمل على إدراجها ضمن المطالب الأساسية التي يناضل من أجلها حزب التقدم والاشتراكية، كما عبر عدد من المتدخلين عن اعتزازهم بالنضال من داخل حزب "الكتاب"، داعين القيادة إلى الاستمرار في النضال من أجل تحقيق "الديمقراطية" والنهوض بالعمل الحزبي ومراكمة المكتسبات. جدير بالذكر، أن اللقاء الذي أطره الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد بنعبد الله، جاء على هامش المؤتمر الإقليمي للحزب بإقليم تنغير، كما يأتي في إطار التحضيرات الجارية للمؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية المزمع انعقاده في 11-12-13 ماي المقبل ببوزنيقة. يشار إلى أن الهيئة الإقليمية بتنغير اجتمعت في جلسة تنظيمية مغلقة، أول أمس السبت، وانتخبت، تحت إشراف عضو المكتب السياسي مصطفى عديشان وعضو اللجنة المركزية عبد السلام بوطالب، محمد مقداد كاتبا إقليميا، كما جرى انتخاب مندوبات ومندوبي المؤتمر الوطني العاشر، فضلا عن أعضاء اللجنة المركزية للولاية المقبلة.