المشاركون يؤكدون على دور الرياضة المدرسية في محاربة الهدر المدرسي تحت شعار «تلاميذ اليوم أبطال الغد»، نظمت الجمعية المغربية لمحاربة الهدر المدرسي ودعم التعلمات صباح السبت المنصرم بالثانوية التأهيلية القرويين بمدينة فاس ندوة تربوية في موضوع «الرياضة مدخل أساس لمحاربة «الهدر» الانقطاع عن الدراسة كرة اليد نموذجا»، وذلك بحضور رئيس الجمعية والأطر التربوية ورياضيين من تلاميذ المؤسسة وضيف الشرف الأستاذ الحسين بوهروال ممثلا للجامعة الملكية المغربية لكرة اليد بصفته رئيسا للجنة القوانين والأنظمة وكرة اليد المدرسية وممثلي المنابر الإعلامية بذات المدينة. في بداية هذه الندوة ألقى رئيس الجمعية الأستاذ عزيز الوارثي كلمة مقتضبة رحب خلالها بالحاضرين، وذكر بإن المحور الذي تتضمنه هذه الندوة يعتبر غاية في الأهمية، لأن الرياضة تهذيب وأخلاق وممارسة وهي دعامة أساسية لمدرسة النجاح كما ورد ذلك في البرنامج الاستعجالي الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية من خلال المجال E1P6 الذي أعطى أولوية خاصة للرياضة، وباعتبار أن الرياضة يضيف الوارثي هي وسيلة من الوسائل التي تحارب الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة. فجمعيتنا تشتغل على نقطتين أساسيتين الأولى هي استقطاب المتعلمين المهددين بالانقطاع عن الدراسة والثانية دعم التمييز واستنبات التفوق. لذلك فلابد من بذل الجهد بالنسبة للشباب في الجانب الرياضي وهذا ما نشجعه، حيث الفرصة لإبراز الطاقات وبالتالي الحفاظ على الصحة التي تعتبر رأس مال الوطن وكذلك تحسين الوضعية الاجتماعية من خلال الموارد المالية التي يجنيها الرياضي فيما بعد. وفي ختام كلمتة شكر رئيس الجمعية الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد على دعمها وحضورها هذه الندوة، ومشيدا في نفس الوقت بالدور الذي يلعبه أساتذة التربية البدنية والرياضة عامة وأولئك المنتمون لثانوية القرويين بالعاصمة العلمية التي تتميز في عدة أنواع رياضية وخصوصا كرة اليد التي أحرزت فيها على الرتبة الثانية سنة 2009. وفي عرضه ذكر الحسين بوهروال ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد والذي سبق له أن شغل منصب أول مدير للرياضة المدرسية، بمسيرة الرياضة المدرسية عبر تاريخها الحديث وعلى الخصوص انطلاقا من سنة 1994 الذي تم فيها إحداث مديرية التربية البدنية والرياضة والصحة المدرسية على إثر النتائج السلبية التي حصدها المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك بأمر من جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، وتأسيس الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية سنة 1996 التي شكلت رافدا أساسيا لهذه اللعبة، حيث التأهيل والتكوين والتنظيم بالإضافة إلى الموارد المالية التي فتحت آفاقا جديدة أمام التلاميذ الرياضيين من أجل إبراز قدراتهم وإمكانياتهم الرياضية والإبداعية، وكذلك بالنسبة للأساتذة من أجل إنتاج الطاقات والكفاءات التي جعلت أبطالنا المدرسيين يبرزون ويحققون ألقابا على المستويات المغاربية والعربية والدولية، وهكذا تواصلت هذه المجهودات، ولازالت تباشر حاليا بعد تعيين إبن الميدان والبطل العربي السابق في الجمباز الدكتور محمد فريد دادوشي على رأس مديرية الإرتقاء بالرياضة المدرسية، وأكيد أن هذا القطاع سيعرف المزيد من النجاح، بفضل الأوراش والبرامج التي تشتغل عليها هذه المديرية والجامعة. وترتبط الرياضة المدرسية بكرة اليد ارتباطا عضويا يضيف بوهروال، باعتبارها تمثل القاعدة العريضة للممارسين والمؤطرين والحكام، ويمكن القول أن دور الرياضة المدرسية بارز في محاربة الهدر المدرسي، اعتبارا لما أنجبته هذه الرياضة من أبطال وما شكلته من حافز مهم بالنسبة للتلاميذ من أجل مواصلة دراستهم حتى يتمكنوا من الظفر بمراكز لهم داخل فرق المؤسسات والمنتخبات المدرسية والمنتخبات المدنية الوطنية. كما ذكر الحسين بوهروال بأن هذه الندوة تتزامن مع استعدادات الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد من أجل استضافة بلادنا بطولة إفريقيا للأمم المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن 2012 وكأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس نفس السنة، بعد أن احتضنت مدينة مراكش منذ عدة أسابيع المؤتمر الدولي لكرة اليد الذي عرف نجاحا شهد به الجميع. وعلى المستوى الداخلي يقول بوهروال، فالجامعة بصدد مراجعة قانونها الأساسي ووضع قانون أساسي للعصب الجهوية والقوانين العامة والقانون الداخلي، وذلك بعدما عرفت الساحة الرياضة عدة تحولات هامة تمثلت في دسترة الرياضة والاعتراف بها كمكسب دستوري وحق من حقوق الإنسان وصدور قانون التربية البدنية والرياضة 30/09، ليعيد تنظيم المشهد الرياضي المغربي بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله راعي الرياضة والرياضيين الذي يوكل عناية خاصة للرياضة والشباب الذي فتح آفاقا جديدة لهم من أجل المساهمة في الإقلاع الرياضي والإقتصادي والاجتماعي للمغرب. وقد تجاوب الحاضرون مع هذا العرض القيم للأستاذ الحسين بوهروال، من خلال العديد من الأسئلة التي كانت تصب كلها في كون الرياضة لم تعد مسألة للتسلية بل أصبحت واقعا قائم الذات، وهنا استحضر بوهروال ما يعرفه المغرب من مرافق وبنيات تحتية وفرص للتكوين من شأنها إتاحة المزيد من فرص الشغل والتألق للرياضيين المغاربة، ومن بينهم على وجه الخصوص متعلمينا بالمؤسسات التعليمة ذكورا وإناثا. وفي ختام الندوة أخد الكلمة رئيس اللجنة الرياضية بالجمعية راعية هذه الندوة الهامة والإطار الوطني في التحكيم السيد مصطفى معزوز، الذي عبر عن سعادته بإقامة الندوة في هذه الثانوية العريقة بالمغرب، حيث ذكر قائلا بأن كان بالإمكان عقد هذا الاجتماع في أي مكان فاخر أو قاعة كبيرة بأحد فنادق المدينة، لكن أعضاء الجمعية أصروا على عقد الندوة بهذه الثانوية وسط حشود التلاميذ والتلميذات، الذين أحثهم بالمناسبة على ممارسة الرياضة وأن يعملوا على التميز فيها ليصبحوا أبطالا، وبالتالي تغيير مسارهم الحياتي والاجتماعي، وهنا أعطى أمثلة عديدة لبعض التلاميذ الرياضيين الناجحين من أبناء المؤسسة ومدينة فاس بصفة عامة. وذكر معزوز بأن الهدر المدرسي يؤدي للانحراف، وهكذا وجه نداء للمتعلمين الرياضيين الحاضرين وغيرهم طالبا منهم الارتباط بالمؤسسة التعليمية ارتباطا وثيقا لأنها هي المستقبل، ليسدل الستار عن فعاليات الندوة بتسليم الأستاذ الحسين بوهروال نيابة عن عبد اللطيف الطاطبي رئيس جامعة كرة اليد بعض المستلزمات الرياضية لثانوية القرويين وخاصة لفريقها المتألق في رياضة كرة اليد المدرسية على الصعيد الوطني.