أعلن راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الفائز في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، بداية تبلور نواة تحالف بين الأحزاب الثلاثة الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، في حين أشار التكتل الديمقراطي إلى أن المفاوضات ثنائية فقط. وقال الغنوشي في تصريح له أثناء زيارته للعاصمة القطرية الدوحة إن التحالف يشمل إلى جانب حزب النهضة الذي حصل على 90 مقعدا في المجلس التأسيسي، حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية (30 مقعدا) والتكتل الديمقراطي (21 مقعدا). وأشار إلى أن التحالف قابل للتوسع وأن المفاوضات ما زالت في بدايتها. غير أن مصطفى بن جعفر زعيم التكتل الديمقراطي أكد أنه لا وجود لأي تحالف ثلاثي مع النهضة وحزب المؤتمر الذي يتزعمه منصف المرزوقي، مشيرا إلى أن كل المشاورات القائمة حاليا ثنائية و»جس نبض». ولكن بن جعفر قال إنه سيكون طرفا في ما يطرحه حزبه من حكومة «مصلحة وطنية»، وليس حكومة ائتلاف وطني كما يطرحه حزب النهضة أو حكومة تكنوقراط كما تطرحه بعض الأحزاب اليسارية. وأضاف في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية، أن الوضع في البلاد يحتاج إلى حكومة مصلحة وطنية تجمع أغلب الأطراف التي اختارها الشعب في المجلس التأسيسي، ساخرا ممن يطرحون حكومة تكنوقراط بالقول «كأن مشكلتنا هي تنظيم حركة المرور». كما رفض بن جعفر حكومة وحدة وطنية باعتبار أنها «تعني جمع كل الأطراف السياسية»، مشيرا إلى أن هذه الحكومة سبق أن جربها الشعب التونسي بعيد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وفشلت، حسب تعبيره. ومن المتوقع أن يدعو الأسبوع القادم الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع المجلس التأسيسي المنتخب يوم الأحد الماضي إلى الاجتماع لاختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام مؤقت لإدارة الدولة، وتعيين رئيس مؤقت جديد. وسيكلف الرئيس المؤقت الجديد من تتفق عليه الأغلبية في المجلس، تشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الإطاحة ببن علي.