مختطفو الرهائن دخلوا الرابوني بزي مدني وتم تسليحهم من طرف عناصر أمنية للبوليساريو فيما تضاربت الأنباء أول أمس الأحد حول حياة الرهائن الأوروبيين، خرجت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي شاكون بتصريحات تؤكد صحة ما تداولته وكالات الأنباء نقلا عن (أ.ف.ب). وقالت المسؤولة الإسبانية خلال حديث لها مع قناة «أنتينا تريس» صباح أمس الاثنين، إن الرهائن كلهم على قيد الحياة. وأشارت وزيرة الدفاع الإسبانية، التي فضلت عدم إعطاء توضحيات إضافية، أن إسبانيا اختارت التعامل مع ملف الاختطاف بجدية وحذر، مضيفة أنها تعمل بشكل واسع وبتنسيق مع سفاراتها في بعض الدول لتحرير الرهائن. وأضافت شاكون أن وزارة الخارجية هي المخولة بالإخبار عن تطورات ملف المختطفين. ولم يفتها الإشادة بالجهود التي تقوم بها الوحدات العسكرية المتواجدة خارج التراب الإسباني في إطار المساعدة الإنسانية وعمليات حفظ السلام. ولم تتحدث شاكون عما إذا كان المختطفون قد طالبوا بفدية مالية مقابل الإفراج عن الرهائن، أم لم يطالبوا بذلك. وكان وسيط إفريقي قد أعلن أن العاملين الإنسانيين الأوروبيين الثلاثة، الذين خطفوا في 23 أكتوبر في غرب الجزائر، على قيد الحياة، وهم رهائن لدى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، نقلا عن تقرير ل «فرانس برس». وقال الوسيط ومقره بلد في غرب إفريقيا إن «الرهائن الأوروبيين الثلاثة أحياء،( وهم إيطالية وإسبانية وإسباني، خطفوا الأحد الماضي في مخيمات تندوف). وأضاف أن «أحد الخاطفين نقل إلينا هذه المعلومة». مؤكدا أنهم في (تنظيم القاعدة) «قالوا إنهم سيبلغوننا بمطالبهم لاحقاً». وتابع المصدر أن مقاتلي «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذين دخلوا منطقة الرابوني للمشاركة في عملية الخطف «لم يكونوا مسلحين، وكان لديهم شركاء في المخيمات من أعضاء ومناصري التنظيم زودوهم بالأسلحة ورصدوا الرهائن لخطفهم». وأضاف «نعلم أن مسلحين إثنين بزيّ البوليساريو سمحا بمغادرة السيارات التي كانت تنقل الرهائن». إلى ذلك، نفى مسؤول من مالي بقوة وجود الرهائن في صحراء بلاده. وقال: «عندما نسمع مسؤولاً مزعوماً في البوليساريو يؤكد أن الخاطفين أتوا من مالي وعادوا إلى هذا البلد، ننفي بشدة هذه المعلومات». وكان ريشار مينتر، مؤلف كتابين كانا الأكثر مبيعا على لائحة مجلة (نيويورك تايمز) وعنوانهما «فقدان بن لادن» و»حرب الظل»، قد حذر من أن هذا التنظيم الإرهابي، الذي يتحرك في الصحراء انطلاقا من الجزائر ومرورا بمالي والنيجر حتى موريتانيا، يريد أن يجعل من الصحراء «أفغانستان المقبلة». وأكد الصحافي، المتخصص في التحقيقات، الذي سبق أن زار مخيمات تندوف، أنه لاحظ إحباط الشباب هناك وفقدانهم لأي أمل في مستقبل أفضل، في وسط يسود فيه الفكر الوحيد كنظام حكم، وقال إن هذا الإحباط يجعل هؤلاء الشباب يسقطون في أيدي مستقطبي المجموعة الإرهابية «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، التي تعززت مواردها المالية بفضل عمليات اختطاف الرهائن التي تستهدف بالخصوص المواطنين الأوروبيين، وتواطئها مع الشبكات العابرة للحدود العاملة في تجارة المخدرات، وبالتالي فإنها تغري هذه الشبيبة بمستقبل يقوم على الربح السهل؛ يضيف ذات المصدر. وفي تدخل له في مؤتمر عقد أخيرا بواشنطن حول موضوع «الإرهاب بشمال إفريقيا بعد وفاة بن لادن .. تحديات للسياسة الخارجية الأمريكية»، أكد ريشار مينتر أن شباب تندوف بجنوب الجزائر محرومون من حرية الحركة والولوج إلى التعليم، وبالتالي يصبح الكثير منهم «فريسة سهلة» لفصيل تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. ولاحظ الخبير الأمريكي أن روابط «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بمخيمات تندوف لا تقتصر فقط على استمالة شباب محروم من حقوقه الأساسية الأولية، سيما أن أربعين من قادة البوليساريو تربطهم صلات بهذه المجموعة الإرهابية، من خلال عمليات تهريب متعددة الأوجه، معتبرا أن تندوف تتوفر فيها جميع العناصر التي قد تجعل منها معقلا للقاعدة مستقبلا.