مختطفو المتطوعين الإنسانيين الأوروبيين كان لديهم شركاء ضمن 'بوليساريو' 'البوليساريو' عنصر لزعزعة الاستقرار في المنطقة المغاربية كتبت يومية "لونيوني صردا".. الإيطالية أن منطقة تندوف بالجزائر، حيث اختطف ثلاثة مواطنين أوروبيين، تحولت إلى "أفغانستان جديدة" وتشكل "منطقة خطرة للغاية بالنسبة للغربيين". وأكدت اليومية، نقلا عن العديد من المصادر، التي وجهت أصبع الاتهام في حادث الاختطاف لمجموعة عناصر صحراوية تعمل بتواطؤ مع تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، أن عملية الاختطاف تؤكد أن "هذه المنطقة تسللت إليها بالفعل عناصر القاعدة الذين هم على أتم الاستعداد للخيانة والمتاجرة بمتطوعي البعثات الإنسانية". وكتبت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن "هذه المنطقة تسيرها عناصر جبهة البوليساريو، التي أضحت اليوم منقسمة إلى فصائل متنوعة". وأشارت "لونيوني صردا" إلى حالة انعدام الاستقرار التي أضحت تسود هذه المنطقة الصحراوية، حيث "الخطر لا يأتي فقط من الإرهابيين، ولكن أيضا من عصابات تهريب المخدرات ومرتزقة الطوارق، الذين عادوا من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي". وأكدت اليومية، نقلا عن الخبير والصحافي الإيطالي، حمزة بوكوليني، أن المختطفين "يعرفون جيدا الوضع بالمخيم (الذي جرى فيه الاختطاف) وتصرفوا، بكل ثقة، دون خوف من ردود فعل حراس البوليساريو أو مطاردة محتملة في الصحراء. وكانت يومية لو "كورييري ديلاسيرا "الإيطالية أكدت، يوم الجمعة الماضي، أن الرهائن الغربيين الثلاث، وهم إيطالية وإسبانيان، اللذين اختطفوا بمخيم الرابوني، قرب تيندوف، كانوا "بين يدي الفرع الصحراوي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وأشارت إلى أن هذه المجموعة التابعة لتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" يقودها حكيم ولد محمد مبارك، عضو سابق بالبوليساريو، الذي انضم لمسلحي "الأمير" الجوادي، أحد قادة القاعدة بالصحراء. وذكرت الصحيفة الإيطالية أن حكيم ولد محمد مبارك، الذي جرى توقيفه بباماكو سنة 2008 ونقله إلى موريتانيا، كان "اعترف، خلال التحقيقات، بوجود معسكرات للاستقطاب والتجنيد داخل مخيمات البوليساريو بالجزائر". هذا وأكد وسيط ومقره بلد في غرب إفريقيا، أول أمس الأحد، أن العناصر التي قامت بعملية خطف المتطوعين الإنسانيين الأوروبيين الثلاثة، يوم 23 أكتوبر المنصرم، من مخيمات تندوف، كان لديهم شركاء ضمن "البوليساريو". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوسيط قوله إن الخاطفين "الذين دخلوا مخيمات تندوف للمشاركة في عملية الخطف، لم يكونوا مسلحين. كان لديهم شركاء في المخيمات من أعضاء ومناصري البوليساريو زودوهم بالأسلحة ورصدوا الرهائن لخطفهم". وقال أيضا "نعلم أن مسلحين اثنين بزي البوليساريو سمحا بمغادرة السيارات التي كانت تنقل الرهائن". وأعلن الوسيط، الذي أكد بأنه أجرى اتصالا مع أحد الخاطفين، وهو عضو بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أن "العاملين الإنسانيين الأوروبيين الثلاثة على قيد الحياة، وهم رهائن لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مضيفا "قالوا (تنظيم القاعدة) إنهم سيبلغوننا بمطالبهم لاحقا". وأكد كذلك الخبير الإسباني في قضايا الإرهاب الدولي، تشيما خيل، أن "البوليساريو" يشكل عنصرا "لزعزعة الاستقرار" في المنطقة المغاربية والمتوسطية بسبب تواطئه مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومافيات الجريمة المنظمة، التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء، مشددا على ضرورة القضاء على هذه الحركة. وأشار خيل، في مقال نشره الموقع الإعلامي "إينبريميثيا" الإسباني، إلى أنه "بسبب علاقاته مع مختلف مافيات الجريمة في منطقة الساحل الصحراء" أضحى "البوليساريو" عنصرا يتسبب في "زعزعة الاستقرار في المنطقة المغاربية والمتوسطية، وتحديدا في وقت أصبحت هذه المنطقة تتطلع إلى الديمقراطية"، مضيفا أن الحركة الانفصالية تشكل "خطرا كبيرا" على المجتمع الدولي. وقال الخبير الدولي في هذا الصدد "لقد حذرنا مرارا وتكرارا من الانجراف الإجرامي لبعض أعضاء (البوليساريو)، الذين تربطهم علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومع مختلف عصابات المافيا والجريمة المنظمة التي تتشط في منطقة الصحراء والساحل. كما أننا مازلنا نعتقد بأن التفكير في إنشاء دولة مستقلة في الصحراء يعد خطرا كبيرا على المنطقة". وحسب الخبير في الإرهاب الدولي، فإن مختلف المراقبين والمحللين الدوليين في النزاع حول الصحراء يتفقون على أن "مثل هذه الدولة، التي ستكون ضعيفة وهشة، ستقع بسهولة في يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي ستتحكم في هياكلها لتنفيذ مخططاتها في مجال الجهاد العالمي، وزعزعة استقرار بلدان المنطقة، وتهديد الاتحاد الأوروبي والمصالح الأمريكية وحلفائها في منطقة البحر الأبيض المتوسط". وفي هذا الإطار، تساءل الخبير الإسباني "هل يقبل المجتمع الدولي بنشوب نزاع جديد في المنطقة نظرا لغياب رؤية مستقبلية؟"، مؤكدا على ضرورة "تضافر الجهود المشتركة لوضع حد لأسباب زعزعة الاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط". وخلص تشيما خيل إلى أن "مشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب كتعبير عن تقرير المصير"، يعد الحل الأنسب لتسوية النزاع التي تغذيه الجزائر.