خصص الزميل حميد النقراشي حلقة الجمعة 21 أكتوبر الجاري، من برنامجه «أنيس المبدعين» للاحتفاء بالمخرج والمنتج التلفزيوني والسينمائي ادريس المريني، في بداية عقده السادس، والذي راكم تجربة معتبرة يقارب عمرها أربعة عقود في المجال السمعي البصري كتابة وإخراجا وإنتاجا واستشارة وتسييرا إداريا وغير ذلك، منذ تخرجه من جامعة هامبورغ الألمانية في منتصف السبعينات من القرن الماضي إلى لحظة انجازه وعرضه لثاني أفلامه السينمائية الروائية الطويلة «العربي»، الذي حاول من خلاله التوثيق سينمائيا لجوانب من المسيرة الرياضية لنجم كرة القدم المغربية والدولية من ثلاثينات إلى خمسينات القرن العشرين الحاج العربي بنمبارك، 1917 -1992، مع ربطها بمواقف إنسانية جد مؤثرة عاشها الراحل في مختلف مراحل حياته بالمغرب والخارج. ولتأثيث فضاءات هذه الحلقة المباشرة من برنامجه، التي امتدت من منتصف الليل إلى الثانية صباحا، استضاف الصحافي المقتدر حميد النقراشي المحتفى به وثلة من أصدقائه الفنانين والمثقفين والإعلاميين ومتتبعي أعماله السمعية البصرية، نذكر منهم الأساتذة شكيب بنعمر وعبد السلام الخلوفي وأحمد سيجلماسي ومحمد بن الفتوح ومحمد الأشرقي وطلحة جبريل والحاج يونس. تنوعت تدخلات ضيوف البرنامج وتكاملت فيما بينها لتقدم في الأخير شهادة حية عن مسار فني غني بالعطاء وعن بصمة يتميز بها المخرج المبدع ادريس المريني، وتتمثل في هاجس توظيف كاميرا السينما والتلفزيون لتوثيق جوانب من تاريخ المغرب السياسي، فيلم «بامو» نموذجا، والفني، برنامج «نغموتاي» نموذجا، والرياضي، فيلم «العربي» نموذجا، الذي ظل حاضرا في أعماله منذ انطلاقته الأولى كمنتج ومخرج إلى الآن. لقد كان واعيا منذ البداية بأهمية التوثيق للذاكرة المغربية وبضرورة تسليط الأضواء على جوانب من عطاءات المبدعين المغاربة في مجالات عدة حتى لا يلفهم النسيان. فما أحوجنا إلى مزيد من البرامج والأفلام التي توثق لرموزنا الإبداعية بالصوت والصورة ترسيخا لثقافة الاعتراف وحفظا للذاكرة الوطنية من التلف. فتحية لاذاعة طنجة ولحميد النقراشي وضيفه المحتفى به ولجنود الخفاء ولكل الذين ساهموا عبر برامجها المختلفة في الاعتزاز برموزنا الثقافية والفنية والرياضية والسياسية الوطنية وغيرها، والتوثيق لها بالصوت. تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الفنان إدريس المريني من مواليد سلا يوم 11 فبراير 1950، بعد حصوله على البكالوريا الأدبية سنة 1970 التحق بجامعة هامبورغ الألمانية وحصل منها سنة 1975 على شهادة الميتريز في التواصل السمعي البصري. انطلقت مسيرته الفنية بالتلفزة الألمانية كمساعد في الإخراج والإنتاج وبعد عودته إلى المغرب التحق، في إطار الخدمة الوطنية، بوزارة الأنباء وبعد ذلك تم إدماجه في سلك الوظيفة العمومية كمنتج ومخرج بالتلفزة المغربية بالرباط سنة 1977، وهي السنة التي صور فيها، بمساعدة الرائد الراحل حميد بنشريف، بعض الأغاني، ما يسمى حاليا بالفيديو كليب، كقارئة الفنجان للراحل عبد الحليم حافظ وراحلة للراحل محمد الحياني وغيرهما. كما أخرج، بكاميرا 16 ملم، أفلاما سينمائية وثائقية وروائية قصيرة وطويلة في الثمانينات نذكر منها «شراع» و «شالة» و «الضحية» و «بامو»، بالإضافة إلى تسع حلقات من برنامجه التلفزيوني الثقافي الناجح «وثيقة» سنة 1984 ومجموعة من الأعمال التلفزيونية الوثائقية مثل «الراحل محمد الخامس» سنة 1987 و «البيضاء» سنة 1989 و «مسجد الجسن الثاني» سنة 1993 وعدة حلقات من السهرة الفنية العائلية «نغموتاي» ابتداء من سنة 2000 وغيرها.