الحفاظ على التنوع البيئي وتثمين الساحل والشواطئ وإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي نظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يوم الخميس الماضي بالداخلة، ورشة حول التنمية المستدامة لخليج وادي الذهب بمشاركة منتخبين ومسؤولين وفاعلين محليين. وتهدف هذه الورشة، المنظمة بشراكة مع ولاية جهة واد الذهب-الكويرة وبدعم من وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، إلى استحضار بعد التنمية المستدامة في المشاريع المنجزة بخليج وادي الذهب، انسجاما مع الاعتبارات البيئية والانشغالات الاقتصادية والاجتماعية. وحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء الذي يدخل في إطار مشروع دعم التنمية المستدامة لخليج وادي الذهب، يهدف أيضا إلى جمع كافة المتدخلين بهدف تدبير بيئي دائم لهذا الموقع الاستثنائي ذي الأهمية البيولوجية والبيئية; بالنظر إلى ما يتميز به من تنوع إحيائي وإطار طبيعي وموقع جغرافي. ويهدف أيضا إلى تحديد وتبادل ونشر الممارسات الجيدة والتكنولوجيا التي تحافظ على البيئة من خلال برنامج للتحسيس والتربية على التنمية المستدامة. وقد تمحورت الأشغال خلال هذه الورشة حول مدى تقدم المشاريع المرتبطة بحماية البيئة بالداخلة خاصة في مجال التطهير السائل وتحديد المجال العمومي البحري والبحث في مجال الصيد البحري لحماية الوسط البحري لخليج وادي الذهب المعروف بهشاشة توازن منظومته الايكولوجية. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز والي جهة وادي الذهب الكويرة حميد شبار الأهمية الذي تحظى به مسألة الحفاظ على البيئة بشكل عام والوسط البحري بشكل خاص، في إطار رؤية مندمجة للتنمية المستدامة بالجهة، مسجلا أن مدينة الداخلة منخرطة في مسلسل التنمية الحضرية والبيئية من أجل تحسين مستوى عيش المواطنين، في ظل أخذ البعد البيئي في إنجاز المشاريع التنموية بعين الاعتبار. وذكر في هذا الإطار بسلسلة من المشاريع الجاري تنفيذها بغرض حماية وتنظيف وتحسين جودة الوسط البحري لخليج وادي الذهب، وذلك من خلال الحفاظ على التنوع البيئي وتثمين الساحل والشواطئ وإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي. وتم خلال هذا اللقاء التأكيد على اتفاقيات الشراكة الموضوعاتية الجاري تنفيذها بالداخلة من أجل إنجاز مشاريع مندمجة في قطاعات الماء والبيئة بغلاف مالي يناهز 314,55 مليون درهم.وتهم هذه الاتفاقيات إنجاز مشاريع لتدبير النفايات الصلبة بمدن الداخلة وجماعة العرقوب وتحسين مستوى عيش المواطنين من خلال سلسلة من العمليات المرتبطة باستئصال النقط السوداء للنفايات والمطارح الاعتباطية، وإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة من أجل سقي الفضاءات الخضراء، علاوة على إحداث مرصد جهوي للبيئة والتنمية المستدامة. وانتهز المتدخلون المناسبة لإبراز الجهود المبذولة بغية تكريس مبادئ التنمية المستدامة في المؤسسات التعليمية وتحسيس التلاميذ بالمشاكل البيئية لجهتهم في إطار برامج «المدرسة البيئية» و»الصحافيين الشباب». وفي ختام أشغال هذا اللقاء، دعا المشاركون إلى إنجاز دراسة حول الوضع البيئي بالجهة وبالأخص النظام البيئي لخليج وادي الذهب. وللتذكير فمشروع دعم التنمية المستدامة لخليج وادي الذهب يندرج ضمن سيرورة العمليات التحسيسية التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من خلال مختلف برامجها مثل (شواطئ نظيفة (علامة اللواء الأزرق) والمدارس الإيكولوجية والصحافيون الشباب من أجل البيئة، والسياحة المسؤولة (اللواء الأخضر).