تم الأسبوع الماضي، الإعلان عن تولي وليد صادي رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خلفا لجهيد زفيزف المستقيل، على أنقاض هزيمة مدوية بانتخابات الاتحاد الإفريقي، أمام الليبي عبد الحكيم الشلماني. تقدم وليد صادي كمرشح وحيد، بعدما مهدت له الطريق، إثر رفض لجنة الترشيحات ملفي كل من عبد الكريم مدوار ومزيان إيغيل. تعهد الرئيس الخامس في ظرف ست سنوات الأخيرة، بتحقيق مجموعة من الإنجازات، وهو الذي جاء على أنقاض هزائم متعددة وخسارات مدوية، وبالضبط منذ أن غادر محمد روراوة المنصب مكرها، بعدما عجز كل من جاء من بعده، عن مجاراة الإيقاع القوي الذي دخل به المغربي فوزي لقجع، الساحة الإفريقية محدثا رجة كبيرة، نسفت ركائز الفساد المتعشعش داخل دواليب الكاف. العجز الواضح كان مصير كل من تعاقب على رئاسة الاتحادية الجزائرية، الجهاز الذي سقط وسط دوامة من الفضائح المدوية، والأخطاء القاتلة والخصاص المالي الفظيع، وهذا ما يفسر أيضا تعدد الرؤساء بتجاربهم الفاشلة… والغريب أن كل من كان مصيره الفشل الذريع، لا يتردد في إرجاع أسباب الفشل للمغرب، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع. إذ تحول تواجد لقجع داخل دواليب أجهزة الكاف والفيفا، والقيمة الاستثنائية التي يتمتع بها على الصعيد الدولي، إلى عقدتهم المزمنة الصعبة على الحل، وعوض البحث عن الأسباب الداخلية وراء هذه الإخفاقات المتتالية، نجدهم يسعون إلى تصدير الأزمة، والبحث عن شماعة يبررون بها نكاساتهم المتتالية… ومن بين الوعود التي قطع الرئيس الجديد، أو تلميذ الرئيس السابق محمد روراوة على نفسه، وضع حد لما يسمونه "تلاعبات" لقجع داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، واستعادة المكانة التي كانت تحتلها كرة القدم الجزائرية في السابق، عندما كانت تستفيد من التواجد مريح داخل أجهزة الكاف، في عهد لوبي حياتو ومن معه… إنه بالفعل بؤس مركب وحالة من الهذيان والهلوسة، وتصريف عقد نفسية أصابت مسؤولي الجارة الشرقية، وهذا ما يفسر حالات التخبط والارتباك، تحولت إلى حديث الخاص والعام، سواء بالداخل أو الخارج… وبدون أدنى شك، فإن لقجع سيواصل المسار بكثير من الثقة وروح وطنية عالية، بنفس التخطيط والمنهجية الناجحة، سواء تواجد وليد صادى أو غيره، لأن منطلقات العمل داخل الجامعة المغربية، تعتمد الدقة في الخطيط والتنفيذ، والرؤية المستقبلية الهادفة، والاعتماد الكلي على الكفاءات الوطنية، وربط علاقات متوازنة مع مختلف الأجهزة والمؤسسات القارية والدولية، وعقد شراكات وفق مبدأ رابح- رابح، وعلى أساس علاقة متوازنة ومثمرة… والمؤكد أن وليد صادي سيصاب بالصدأ المبكر، بعد أن دشن عهده بمراقبة ظل لقجع، فالرئيس الجديد للكاف لن يقدر على مجارات ابن مدينة بركان، فالإيقاع المرتفع الذي يشتغل به والنظرة الاستباقية التي يتعامل بها، هزمت كل سبقه للمنصب، وما عليه سوى الرجوع لكفيله محمد روراوة، فلديه الخبر واليقين…