احتضنت مدينة غرناطة (الأندلس بجنوب إسبانيا) يومي الأربعاء والخميس الماضيين، أشغال ملتقى إسباني مغربي حول موضوع «النساء المغربيات والأندلسيات في العالم القروي». وحسب مصادر بمؤسسة الثقافات الثلاث فإن هذا الملتقى تناول عددا من المواضيع تتعلق بالخصوص بوضعية المرأة القروية المغربية والأندلسية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وتناول المشاركون في هذا اللقاء الدولي المنظم بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج عدة جوانب تتعلق بوضعية النساء القرويات الاسبانيات والمغربيات. وأشارت المصادر، ذاتها إلى أن هذا الملتقى الذي أشرف على افتتاحه مسؤولون بالحكومة الجهوية بالأندلس وبمؤسسة الثقافات الثلاث تميز بمشاركة العديد من النساء الاسبانيات والمغربيات الفاعلات في المجالات الجمعوية والاقتصادية والثقافية. وقد شكل هذا اللقاء الذي يعتبر بمثابة منتدى لتبادل التجارب والخبرات بين النساء المغربيات والأندلسيات فرصة لدراسة العوامل الأساسية في مجال تطور المرأة في العالم القروي وخصوصا في مجال التكوين والتوفيق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية والاستقلالية الاقتصادية. كما شكل هذا الملتقى الذي يمثل خطوة أولى في اتجاه إحداث شبكة للعمل المشترك فرصة لتقديم تجارب وخبرات المقاولات الاسبانيات والمغربيات في مجال إحداث المقاولات في الوسط القروي بالبلدين. وقد تم تنظيم هذا الملتقى في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية التي تنعقد حاليا بجهة الأندلس بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج. ويتضمن هذا البرنامج الثقافي، الذي انطلقت فعالياته خلال شهر ماي الماضي ليمتد على مدار السنة بالعديد من المدن الأندلسية تنظيم العديد من الأنشطة من ندوات وحفلات موسيقية ومحاضرات وأنشطة رياضية ومعارض. ويتوخى هذا البرنامج الثقافي المنظم تحت شعار «المغرب في الأندلس» من جهة تمكين المغاربة المقيمين في الأندلس من الحفاظ على الاتصال مع جذورهم ومن جهة أخرى إتاحة الفرصة للجمهور الاسباني للتعرف أفضل على المملكة المغربية وحضارتها وثقافتها. يذكر أن مدينة إشبيلية كانت قد احتضنت السنة الماضية سلسلة من الأنشطة الثقافية بهدف تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني وتقريب «الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب». وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.