نبيل بنعبد الله: لا بد من سياسة صحية تضمن العلاج والتغطية الصحية على قدم المساواة لكافة المواطنين الحسين الوردي: لا يمكن إعادة الثقة في القطاع الصحي إلا من خلال تنظيمه وتخليقه وتحسين أدائه في إطار الاستعدادات الجارية لاستحقاق 25 نونبر، وبهدف تسليط الأضواء على البرامج الحزبية في مختلف القطاعات، نظم حزب التقدم والاشتراكية مساء الجمعة الماضي بالدار البيضاء لقاء مناقشة حول موضوع «استراتيجية حزب التقدم والاشتراكية للنهوض بقطاع الصحة». اللقاء الذي حضرته نخبة من مهنيي وممثلي القطاعات الصحية والطبية، وجمهور من الشباب من طلبة كليات الطب والصيدلة، إضافة إلى عدد من أعضاء الديوان السياسي للحزب ومن قطاع الصحة التابع له ومجموعة من المناضلين، (اللقاء) تميز بكلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله الذي شدد على أهمية عقد هذا الجمع في مرحلة حاسمة تتسم بحراك سياسي كبير وبرغبة جامحة للشعب المغربي في التغيير في مختلف المجالات، وعلى رأسها المجال السياسي الذي توحدت مطالب القوى الحية والفئات الشعبية ببلادنا حول ضرورة العمل اليوم وأكثر من أي وقت مضى على تطهيره من مختلف الاختلالات ومظاهر الفساد والرشوة، وفضح المفسدين ومصاصي الدماء الذين عملوا ومازالوا يعملون بقوة من أجل تكريس تلك المظاهر والاختلالات، وهم يحاولون، يضيف الأمين العام، العودة اليوم، بمناسبة الانتخابات المرتقبة في يوم 25 نونبر، بنفس الممارسات البائدة، من أجل إحباط طموحات الشعب المغربي وتطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، طموحات تعززت من خلال إقرار، في ظل الاستقرار، دستور جديد بمضامين متقدمة تؤسس لملكية برلمانية دستورية واجتماعية، ولفصل السلط وإقرار الحكامة الجيدة وتكريس الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكافة المواطنين. وتبلورت (الطموحات) من خلال الالتزام السياسي الواضح على أعلى مستويات السلطة في البلاد من أجل ضمان استحقاقات ديمقراطية، نزيهة وشفافة، تمكن من بروز نخبة سياسية قادرة، بناء على برامج حقيقية، على تغيير المشهد السياسي والأوضاع المجتمعية إلى الأفضل. وفي هذا السياق، حذر الأمين العام من ترك الساحة فارغة وإتاحة الفرصة للكائنات الانتخابية الفاسدة والمفسدة لتعبث بمستقبل البلاد كعادتها، مشددا على أن التحدي الأكبر المطروح على بلادنا اليوم هو ضرورة نبذ كل مشاعر العزوف واللامبالاة وعدم الاكتراث، والعمل بقوة على استثمار الرغبة الجامحة في التغيير التي عبر عنها الشعب المغربي في الآونة الأخيرة، وكذا المعطيات السياسية الإيجابية التي أفرزها هذا الحراك، وذلك من أجل التعبير بصوت عال عن رفض استمرار الممارسات المخلة بالديمقراطية، وفضح أصحابها وقطع الطريق عليهم، والتعبئة من أجل المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة واختيار النخبة السياسية النزيهة والكفاءات الوطنية الصادقة والبرامج الحقيقية القادرة على بلورة المكتسبات، وتحويل مضامين الدستور الجديد إلى واقع ملموس، وبناء المشروع المجتمعي الديمقراطي والعدالة الاجتماعية. وأكد نبيل بنعبد الله، أن حزب التقدم والاشتراكية سيظل يدافع عن هذا المشروع بكل قوة من خلال ممارسة سياسية نظيفة ومن خلال نخبة من المناضلين الذين اتخذوا بدورهم من مسألة الدفاع عن هذه القيم هدفهم الأساسي. ولم يفت الأمين العام أن يوجه، في هذا الإطار، تحذيرا قويا إلى كل من يحاول اليوم الوقوف في طريق مناضلي ومرشحي الحزب، بأساليب معروفة، من خلال التهديد والترهيب، من أجل ثنيهم عن خوض معركتهم في محاربة الفساد والمفسدين. وأكد على أن الحزب عازم على مواصلة نضاله ومعركته من أجل الديمقراطية، مهما كانت الظروف، وبنفس القيم والقناعات التي عرف بها حتى في أحلك الظروف. وأشار نبيل بنعبد الله، من جهة ثانية، إلى أن الدستور الجديد الذي جاء لإقرار الحقوق، جعل من المسألة الصحية محورا أساسيا ضمن الجيل الجديد من حقوق المواطنين، وذلك من خلال ضمان ولوج الخدمات على قدم المساواة، وضمان العلاج والتغطية الصحية، والحماية الاجتماعية والتضامن التعاضدي. ومن هذا المنطلق، يضيف بنعبد الله، يتأسس برنامج حزب التقدم والاشتراكية في القطاع الصحي على منظور شمولي يجعل من وزارة الصحة أداة أساسية لبلورة وتنفيذ السياسة الصحية، ويجعل القطاع ضامنا للإنصاف والتوزيع العادل للعرض، ودمقرطة وتنظيم وضبط هذا العرض، مشددا على ضرورة أن يبقى للدولة دور أساسي في هذه السياسة بحيث لا يستقيم أن يتم إخضاع قطاع اجتماعي حيوي كالقطاع الصحي إلى المنطق الليبرالي.