نجوم تلمع... ونوارس تشاغب على الأنغام تحت سماء موغادور الفسيحة تنطلق يومه الخميس، بمدينة الصويرة فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، المهرجان الذي يحتفي بفنون الموسيقى والغناء، من خلال برنامج غني بألوان ثقافية ومادة فنية متنوعة، جعلت منه جمعية الصويرة موغادور ومؤسسة الثقافات الثلاث، « الجهة المنظمة «، موعدا سنويا قارا ضمن الأجندة الثقافية للمدينة. وتتميز الدورة الثامنة، بإعطاء حيز أساسي للربرطوار الغنائي المغاربي، استدعت من أجل ذلك أعذب الأصوات، أمهر العازفين وأكبر الفرق الموسيقية من المغرب العربي وأوروبا ليحيوا حفلاتها المتميزة تحت سماء موغادور الفسيحة وعند أبواب بحرها ونوارسه المشاغبة في فضاء المدينة، نذكر من بينهم: نعيمة دزايرية، بهاء الروندا، وسناء مراحاتي، والمغني ماكسيم كاروتشي، بالإضافة إلى الفرقتين الموسيقيتين لفؤاد ديدي، وأمين الدبي، والمغنية ليلى المريني والعازف على البيانو موريس مديوني والراقصة الأندلسية كارمن لودسما، إلى جانب العديد من الراقصين من البالي الملكي بلندن. كما ستعرف الدورة تكريم أحد أمهر حراس التراث الأندلسي المغربي والمجددين الأستاذ أحمد بيرو، أحد أعلام الطرب الغرناطي بالمغرب، وتكريمه من طرف المغنية الكبيرة بها الروندا يرافقها أمين دبي وعازفوه، سيتم بالمناسبة كذلك، تقديم فرقة المواهب الشابة للمعهد الموسيقي لمدينة فاس، المكونة من عازفين تتلمذوا على يدي الأستاذ بيرو والذين سيفتتحون الدورة مساء اليوم. ويرتقب مشاركة 150 مغنياً وموسيقياً من الثقافات الثلاث سيفاجئون الحضور بتقديم أغنية مشتركة، عربون المحبة من أجل نبذ الخلافات الناجمة أساسا عن عدم التواصل واحتفاظ كل من الأطراف بصورة نمطية عن الآخر. تقول فرانسواز أتلان، المغنية المغاربية الكبيرة والتي تتولى هذه السنة الإدارة الفنية للمهرجان «لا يزال العديد من اليهود المغاربة يحافظون على هذا النوع الغنائي باعتباره جزءا من تراثهم وثقافتهم الأصلية ورابطا يصلهم بجذورهم، وعلاجا روحيا في ديار الغربة» ومن مفاجآت الدورة المنتظرة بشدة، مشاركة الفنانة الجزائرية نعيمة الدزايرية ترافقها أوركسترا فؤاد ديدي من تلمسان، وعلم أن الفنانة المغاربية الكبيرة قد أعدت برنامجا موسيقيا لم تسبق إذاعته، لتبصم من خلاله على مشاركتها في الدورة الحالية، ويروج أن نعيمة الدزايرية ستلتقي بمرافقها السابق، عازف البيانو موريس المديوني ولعلها ستكون فرصة جميلة ستصدح من خلالها أجمل المقطوعات الموسيقية من التراث الحوزي والشعبي الجزائري خلال الأربعينيات. ويترقب جمهور المهرجان يوم غد في شوق، لمعانقة الحفل الذي ستقدمه الدزايرية إضافة إلى حفل ليلى المريني التي ستتألق في أداء مقطوعات من التراث المغربي اليهودي....هذا و يعد المهرجان هذه السنة بالكثير من الفقرات والمفاجآت الإبداعية الجميلة، من بينها حفل التكريم الذي سيقيمه عازف الكمان الفنان فؤاد ديدي مرفوقا بأوركسترا طرب، للفنان الجزائري نجم الشعبي ليلي العباسي، إضافة إلى الدعوة إلى اكتشاف نمط موسيقي جديد ( الفلامنكو فيزيون) مع مجموعة سونريس دي لفرانتيرا. أما أمسية الختام فستكون مهداة إلى جمهور خاص من ذواقي الفنون الراقية وستحييه مجموعة من الراقصين من البالي الملكي البريطاني في عرض متميز، ناهيك عن الحفل الذي ستحييه الفنانة الشابة سناء المرحاتي ستعيد فيه إلى الذاكرة مقطوعات من ربرطوار فقيد الأغنية الشعبية المغاربية الفنان سامي المغربي. غير أنه لا يجب أن يفهم من هذا التعليق أنه حفل خاص مغلق، بل على العكس تماما، هو دعوة للجمهور العريض إلى تذوق هذا الفن البديع، فالمهرجان مفتوح على العموم ومجاني مائة بالمائة. خلال ثلاثة أيام وهي العمر الافتراضي للمهرجان سيتمكن جمهور مدينة الصويرة وضيوفها من بلوغ ذروة المتعة وتقاسم لحظات من السعادة والتبادل الثقافي من خلال حفلات لفنون متعددة بينها المطروز والملحون والشعبي والغرناطي والحوزي الجزائري. ويهدف المنظمون من هذه الدورة إلى تكريم النساء وإعطاء الفرصة للجيل الجديد كي يتلاقح مع جيل الرواد بغية تأهيله ليحمل مشعل الحفاظ على هذا التراث الغنائي من الضياع والنسيان. ومن جهة أخرى سيتم تنظيم ندوات وجلسات نقاش على هامش البرنامج الموسيقي الغني والمتنوع.