إسبانيا تبحث عن وسطاء أفارقة للتفاوض مع أمير كتيبة الملثمين المدعو «الأعور» كشفت مصادر إسبانية أن حكومة ثاباثيرو باشرت البحث عن وسطاء إفريقيين للاتصال مع جماعة مختار بلمختار المدعو «الأعور»، أمير كتيبة الملثمين ب «إمارة الصحراء» المنضوية تحت لواء ما يعرف «بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، والذي سبق وأن تفاوضت معه لتحرير رهينتين مقابل مبلغ مالي وصل إلى حوالي 4 ملايين أورو مع تحرير سجين متورط في قضايا إرهابية. وأكدت الخارجية الإسبانية في بلاغ لها، أن سفارة إسبانيا بالجزائر تجري حاليا اتصالات مكثفة لمعرفة الظروف التي تم فيها اختطاف المواطنين الإسبانيين والمواطنة الإيطالية وكذا للحفاظ على سلامتهما الجسدية. ويتابع رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس ثباثيرو، تطورات الأزمة من العاصمة البلجيكية. وتقول مصادر إنه على اتصال بوزيرة الخارجية، ترينيداد خيمينيث، التي توافيه بتقارير عن المستجدات. وكشف حادث الاختطاف عن تورط عدد من الناشطين الإسبان ترسلهم إلى مخيمات البوليساريو، الجمعيات المساندة لهذه الأخيرة العاملة في التراب الإسباني، تحت ذرائع تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الصحراويين في تندوف، والوقوف إلى جانب «دولتهم». وفيما تتحرك إسبانيا لإطلاق سراح المختطفين، اتخذت السلطات الإيطالية كامل التدابير اللازمة لإيجاد قنوات تحرير الرهينة الإيطالية. ويرى مراقبون أن عملية الخطف هذه هي الأولى من نوعها في مخيمات اللاجئين الصحراويين بمدينة تندوف، بالجزائر، حيث يزور هذه المخيمات عدد كبير من المتعاونين والنشطاء الأوروبيين والأفارقة على مدار السنة. وفي سياق ذي صلة، أشارت تقارير صحافية متطابقة عن أجواء المعركة الدامية التي حدثت بين مهاجمين قيل إنهم تسللوا إلى منطقة الرابوني الواقعة على الأراضي الجزائرية والقريبة من مخيمات تندوف التابعة لجبهة البوليساريو، حيث تم اختطاف الأجانب الثلاثة المساندين لها، وهم نيام، بعد معركة استعمل فيها السلاح الناري حيث أصيب سائق تابع للبوليساريو بجروح نتيجة إطلاق النار عليه حينما حاول مطاردة المختطفين الذين اقتادوا رهائنهم على متن سيارات رباعية الدفع في الساعات الأولى من صباح يومه الأحد. ويلف العملية غموض كبير، خاصة وأن منطقة «الرابوني» التي يقطن بها حوالي 150 ألف شخص، تعتبر من بين المواقع الأكثر حماية، وهي محصنة أمنيا وعسكريا وبالتالي يصعب اختراقها لو لم يكن هناك تنسيق ما بين القادمين من الخارج والموجودين في الداخل. ويذهب العديد من المختصين في قضايا الإرهاب، إلى عدم استبعاد فرضية تورط عناصر محسوبة على البوليساريو في عملية الخطف، بالنظر إلى سهولة تنفيذ العملية والدقة في تحديد المكان الذي لا يمكن أن يصل إليه إلا من كانت له دراية بجغرافيا مخيم رابوني وله علم مسبق بتواجد هؤلاء الأجانب الثلاثة بداخله، الشيء الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة أو بتعاون عناصر من داخل جبهة البوليساريو. يشار إلى أن العديد من الأصوات الدولية ارتفعت في الآونة الأخيرة، لتحذر من خطر الإرهاب وانتشار الأسلحة والتهريب في المنطقة، وكانت ماريا سيرفوني عضو المنظمة الدولية للنساء الديمقراطيات المسيحيات، قد حذرت عقب مداخلة لها أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بداية أكتوبر الجاري بنيورك، من التهديد الذي يشكله استمرار هذا النزاع في قلب منطقة شمال أفريقيا مع «وجود الميليشيات المسلحة للبوليساريو وتدفق الأسلحة من دون أي رقابة، وهي وضعية يمكن أن تتحول معها هذه المنطقة إلى أرض خصبة لبروز جماعات مسلحة من كل نوع».