قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، في بحر الأسبوع الماضي، بالمؤبد، في حق متهم في عقده السادس، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق، من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار وارتكاب أعمال وحشية وإخفاء جثة. وجاء إيقاف المتهم، وهو متزوج، وله أبناء، حين توصلت الضابطة القضائية بإشعار مفاده العثور على جثة امرأة تحمل جروحا بالغة على الرأس، بمشارف دوار الشعيبات جماعة وقيادة بوحمام بإقليمسيدي بنور، وعند انتقال المحققين إلى المكان تم الوقوف على الأمر، حيث تم التعرف على هوية الضحية، ثم بوشرت التحريات بشأن الواقعة وتم الاستماع بداية إلى والدها الذي صرح أن ابنته الهالكة تبقى ابنته الوحيدة وأنها منذ أن اشتد عودها خرجت عن طوعه ولم يعد قادرا على السيطرة على تصرفاتها. وفي إطار البحث والتحري، توصلت عناصر الضابطة القضائية بمعلومات، مفادها أن الضحية كانت على علاقة بشخص ثان وبعد تحديد هويته، تم الاستماع إليه في محضر رسمي وصرح أنه تربطه علاقة بها، مؤكدا أن الضحية كانت صديقته ويستحيل عليه ارتكاب مثل هذه الأعمال الوحشية في حقها، لاسيما أنها كانت تعتبره بمثابة الزوج المستقبلي ويبادلها الشعور نفسه، معترفا أنه بالفعل التقى الضحية ليلة مقتلها لكنهما افترقا في حدود الساعة العاشرة ليلا وعاد إلى منزله، فيما أكملت سيرها في اتجاه مسكنها. وبعد إشعار النيابة العامة المختصة، أمرت بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم وتعميق البحث، من أجل الوصول إلى الحقيقة وإيقاف المتورطين في ارتكاب هاته الجريمة الشنعاء التي اهتز لها إقليمسيدي بنور، نظرا لبشاعتها. وقامت عناصر الضابطة القضائية بحملات تمشيطية أسفرت عن العثور على مجموعة من الكاميرات توثق خروج الهالكة من منزلها بعد افتراقها مع خليلها، حيث تم تتبع مسار طريقها بعد الاطلاع على مجموعة من الكاميرات، إذ توجهت إلى خارج مركز سيدي بنور وامتطت عربة مجرورة بدابة كان على متنها شخص تم تحديد هويته، والتي كانت توجد بالقرب من المكان الذي عثر به على جثة الهالكة، وبعد الاطلاع على هاتفها تبين أنها تلقت تلك الليلة مكالمات هاتفية من المشتبه فيه الثاني صاحب العربة المجرورة حيث تم استقدامه وبعد مواجهته بالمنسوب إليه أنكر بدوره تهمة قتل الضحية ، وبعد إجراء تفتيش داخل «عشة» في ملكيته تم العثور بداخلها على آثار دم، إضافة إلى بقايا دم يخص الهالكة قرب عجلات العربة، كما عثرت عناصر الضابطة القضائية على آثار سائل منوي بتبان الهالكة يخصه بعد إجراء خبرة جينية من قبل المحققين، وبعد إشعار النيابة العامة المختصة أمرت بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية وتعميق البحث مع الموقوفين، حيث تشبث كل طرف بتصريحاته التمهيدية قبل أن تأمر النيابة العامة المختصة بإسناد التحقيق لعناصر الفصيلة القضائية التابعة للقيادة الجهوية بالجديدة، وبعد التأكد من مكالمات هاتفية والتحقق من تسجيلات الكاميرات والأدلة التي تثبت تورط صاحب العربة، أحيل الموقوفان على الوكيل العام، وبعد استنطاقهما قرر إيداعهما السجن المحلي ومواصلة البحث التفصيلي الذي خلص أن المشتبه الثاني صاحب العربة هو المتورط في قتل خليلته، بعدما قتلها ببشاعة وتخلص من جثتها بعد أن مارس عليها الجنس وكان على معرفة مسبقة بعلاقتها بالمشتبه الثاني، لتتقرر متابعة صاحب العربة في حالة اعتقال وإخلاء سبيل الأول.