نزل القُنْزُع* ليطوف بين أدغال مهجورة بمحاذاة قصره، ليطلع على تفاصيل أصقاع الأرض، حاملا معه هاتفه النقال، أحْنى ظهره، وأرْسَى ما تبقى من قوامه المتهالك متمسكناً، ثم مضى يتخابث مع نفسه حول أسئلة تناهت الى مسمعه بعد أن إستهجن كل ما كان يخامر ذهنه مما هو قادم عليه، - أيْ نعم،سيدي، قتلى، جرحى. - جميل جداً، وماهي أخبار البترول؟ - أهله غاضبون. - لا تأْبه، جميع الأقْراص المهدئة بين أيدينا، حالياً، هم يملكون البترول، ونحن نملك الجيعة /البيرة/ وقريبا سنحمي سيارتنا وطائرتنا من سموم نفطهم، لنعتمد على الطاقة الكهربائية، - والذهب؟ - لا تقلق، سنعوضك خسارتك بأحسن منها، ولن تصيبك خصاصة, أنسيت أننا نهيمن على جميع أرْباضهم، وكل الرعيان نحركهم نحن من مقرنا، دون اللجوء لمسكنهم، وأجهزتهم معطلة، ريثما نغير مرعاهم. - أي مرعى؟ - هم يسمونها الخريطة، ونحن نغازلهم فيها. - هذه تعني مؤامرة؟ - سمها ما شئت، في حينه، غيرنا ثقافتهم البائدة، أذكاهم لا يخطو خطاه، حتى يستشير مع صناديدنا، ألم تلاحظ غياب أسماء محمد وقدور، ليحل محلها هارون وفرعون وقارون، ومردوخ، ومن تم، بدأنا نحصل على مبتغانا حتى التخمة، - رد القنزع محْتَدماً: وأنا منهم! - أنت ميسور الحال، وطَلُوب، حوصلتك لم تعد تتحمل كراهيتنا، ما دمت أوْليتهم ظهرك. - ما هي قرابة آنشتين لكم؟ - لدينا في كل زمان ومكان آنشتين، عملية التناسخ من شيمتنا. - لكن الأنياب تقدر على النمو لتعود لعادتها. - قمنا باجتثاتها، وأعدادنا حساباتنا، جميع الرعيان رؤوسهم بين فخذينا، لا تسمع لهم ضجيجا،، دعهم يركبون صهوات خيولهم، إننا نحتفظ بجماجمهم كما كان يصنع المعتضد في عهد المعتمد. ارتجفت أوصال القنزع بعد أن ارتأى تفسيخ أفكاره مجرد أمواج هادرة، وعرف أن على ظهره بردعة بعد أن قضى خمسا وعشرين عاما، يحمل حملها الخسيس. عاد إلى قصره، حتى انتهى به المطاف عند جماعة البرادع، وشكل معهم رابطة/أعْولَ المُعْولون. هامش: *القنزع : صاحب خصلة شعر مثل الديكة.