مسار حافل بالتتويجات وتألق داخل المستطيل الأخضر قاد ياسين بونو ناديه إشبيلية إلى الفوز بكأس الدوري الأوروبي، بالدفاع الملفت والمثير عن مرماه، إذ يأتي هذا الإنجاز بالنسبة لبونو، بعد 164 يوما، عن مونديال قطر وما حققه المنتخب الوطني، حيث بلغ دور النصف، وأنهى رحلته المونديالية السادسة في الرتبة الرابعة. ياسين بونو من أسرة مغربية استنشق أولى النفحات، حيث التحق بمدرسة الوداد في سن الثامنة وقضى بها حوالي عشر سنوات، قبل أن يهتم به نادي نيس الفرنسي وحاول ضمه، لكن تعذر عليه ذلك، بسبب عدم التوافق حول قيمة صفقة الإنتقال. وفي موسم 2009-2010 تحول إلى فئة الكبار في الوداد حارسا ثانيا للمرمى رفقة نادر لمياغري، وبسبب إصابة غيبت لمياغري شارك بونو في أول مباراة مع الوداد في 12 نونبر في لقاء بملعب رادس جمع الترجي بالوداد، وأول لقاء له في الدوري الوطني بالقسم الأول، دار بين الدفاع الحسني الجديدي بالوداد في نونبر 2011، وبعد سنة إنتقل ياسين بونو إلى الإحتراف في أوروبا عبر أتليتيكو مدريد، مقابل 360 ألف يورو، مع إمكانية تمديد العقد لعامين وإنطلقت الرحلة في مسار نحو المجد . وشارك بونو في الألعاب الأولمبية بلندن 2012، وفي ذات الفترة حاول مدرب منتخب كندا آنذاك بينيتو فلورو إقناعه لحمل قميص المنتخب الكندي، كونه يحمل الجنسية الكندية بعد المغربية، لكن الفتى ياسين مرتبط ببلده المغرب ويحلم بحمل قميص المنتخب المغربي. وفي رابع عشر غشت 2013، ظهر مع المنتخب الوطني، حارسا إحتياطيا للمرمى بملعب طنجة في لقاء ودي مع منتخب بوركينا فاصو، وبعد ذلك تابعنا كيف شارك في الكان في دورته الثلاثة 2017 و2019 و2022، وكذا في دورتي المونديال 2018 و2022. وقبل إنجاز كأس دوري أوروبا الأخير لفائدة إسبانيا، نستحضر يوم 6 دجنبر 2022 في ملعب المدينة التعليمية، حيث هزم المنتخب الوطني المغربي خصمه الإسباني بضربات الترجيح، بعد التعادل السلبي 0- 0، برسم دور سدس العشر في المونديال. وحسم المنتخب بقيادة المدرب الركراكي الفوز بتألق ياسين بونو الذي تصدى لضربات نجوم إسبانيا الثلاثة وهم سارابيا، وسولير وبوسكيتش في ليلة خالدة. و هكذا نجد ياسين بونو أبكى الإسبان في دجنبر وأسعدهم وأفرحهم منذ أيام في ماي بالتصدي لضربتي الجزاء لروما عبر كل من جيانولما مانشيني وروجر بيناير. ويؤكد ياسين بونو تفوق موهبته وأدواته التقنية ومؤهلاته البدنية والذهنية، وقد فاز في 28 شتنبر 2022 بجائزة زامورا، باعتباره أفضل حارس في الدوري الإسباني، لكونه إستقبل أقل عدد من الأهداف في الدوري (30 هدفا) متفوقا على منافسه كورتوا، حارس ريال مدريد (31 هدفا)، وكان بذلك أول حارس مرمى عربي في تاريخ منافسات الليغا يتوج بجائزة أفضل حارس. وقاده الإجتهاد والطموح والإيمان بالقدرات والعمل الجاد إلى التألق الكبير وعبر مونديال قطر، كان ضمن الوفد الذي حضي بإستقبال جلالة الملك ومع زملائه اللاعبين، وتم توشيحه بوسام ملكي من درجة ضابط. ويستمر الأسد الأطلسي ياسين بونو في التوهج يحصد الألقاب والتتويجات وتتسع شعبية إسمه من يوم لآخر بالأرقام والإحصائيات والإنجازات وطنيا مع المنتخب الوطني في عالم الإحتراف، وأمامه عروض عديدة تسعى لخطفه من إشبيلية، ليحلق في فضاءات أفسح. ويجسد بونو النموذج والقدوة للموهبة المغربية من الحي إلى النادي وفي البلد وخارج الحدود، وبنفس التواضع والجدية والطموح والتضحية والإلتزام بالواجب إتجاه القميص الوطني، وإحتراما للكرة … ياسين بونو ظل متشبثا بالأسرة والعائلة، بالمدينة والوطن، هو لاعب كبير يتعملق في المرمى حيث عرينه بالتدخلات والتصديات، والإبداع الرياضي الرفيع يوجه الرسائل الراقية.