أنهى الحارس المغربي ياسين بونو الموسم الكروي رفقة ناديه إشبيلية الأندلسي، بشكل لافت للنظر وبتألق دفع الإعلام الدولي إلى تخصيص عدة مقالات حول نجاحه وحول مساره الرياضي. بدوره، بصم زميله في الفريق الأندلسي وفي المنتخب الوطني يوسف النصيري عن مسار متوهج أكد خلاله أنه من طينة اللاعبين الموهوبين والمتحمسين لتقديم أحسن العروض مستقبلا. مساء الجمعة الأخير، عاد ياسين بونو ليؤكد للعالم أنه حارس كبير يمتلك مقومات عمالقة الحراس،كما أكد أن البطولة المغربية لاتزال معطاء تنجب المواهب والكفاءات العالية في مجال كرة القدم. اللاعبان الدوليان المغربيان "ياسين بونو" و"يوسف النصيري" أحرزا رفقة النادي الأندلسي على لقب بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم، بعد تفوق ناديهما على فريق "انتر ميلانو" الإيطالي بنتيجة 3ء2 في المباراة النهائية التي أقيمت مساء الجمعة، على أرضية ملعب "راين إنيرجي" بمدينة كولن الألمانية. خلال المباراة النهائية، أصر الحارس المغربي "ياسين بونو" على أن يعين نفسه نجما بدون منازع وهو ينجح في التصدي لكل المحاولات الهجومية الخطير للاعبي الآنتر الإيطالي. وبتتويجهما رفقة إشبيلية باللقب، يكون ياسين بونو و يوسف النصيري أول لاعبين مغربيين يحرزان لقب الدوري الأوربي في نسخته الحالية. وكلاهما تلقا تكوينهما في المغرب قبل أن يقررا ولوج عالم الاحتراف، فياسين بونو حمل ألوان الوداد البيضاوي وتلقى تكوينه في مدرسة الوداد الرياضي، ومن الوداد انتقل في أول تجربة احترافية له إلى صفوف أتلتيكو مدريد ووصولاً إلى فريق جيرونا ثم ليحط الرحال في إشبيلية بعقد إعارة .وخلف تتويج بونو تفاعلا قياسيا في مختلف منصات التواصل الاجتماعي من قبل الجماهير المغربية ، بعدما أشادوا بتدخلاته الرائعة في المسابقة أمام ولفرهامبتون ومانشستر يونايتد ثم في النهائي أمام إنتر ميلان. ويمكن أن يعتبر بونو واحدا من الأسباب الرئيسة لفوز إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي بعدما نجح في الدفاع عن مرماه خلال مباريات البطولة التي لعب فيها 10 مباريات، وحافظ على نظافة شباكه في 6 منها، ولم يدخل مرماه سوى 6 أهداف.. وقال بونو في تصريحات صحفية عقب الفوز باللقب ": أنا سعيد للغاية لحصد لقب الدوري الأوروبي، لعبنا موسما جيدا، وأعتقد أن الفوز مستحق جدا..إشبيلية دائما يُظهر قوته في الدوري الأوروبي، واليوم استطعنا أن نثبت ذلك.. ياسين بونو حارس المنتخب المغربي من مواليد مدينة مونتريال الكندية في 5 أبريل 1991، نشا وترعر في بلده المغرب حيث لامس الكرة في أحياء مدينة الدارالبيضاء قبل أن يلتحق بمدرسة الوداد الرياضي لتكوين الأطفال، ثم تدرج في الفئات العمرية للفريق قبل أن يلتحق بالفريق الأول للوداد حيث سطع نجمه ونال ثقة الناخب الوطني. انتقل في سنة 2014 إلى نادي نادي جيرونا الإسباني قادماً إليه من أتليتيكو مدريد ، ثم انتقل علي سبيل الإعارة لنادي اشبيلية. في 2011، وبمناسبة خوض الوداد لنهاية أبطال افريقيا، أصيب الحارس الرسمي حينها نادر المياغري، ما جعل بونو يظهر لأول مرة بقميص الوداد .ورغم الضغوطات قدم مباراة كبيرة رغم الهزيمة 1-0، بعدها خاض 8 مباريات في الدوري المغربي قبل أن يعود المياغري إلى مكانه في عرين النادي الأحمر . وفي يونيو 2012، انتهى عقد ياسين مع الوداد ودخل في مفاوضات من أجل تجديد عقده لكن تجديد لمياغري لسنتين جعله يقرر المغادرة فكانت الوجهة إلى الجارة إسبانيا وتحديدا لنادي أتلتيكو مدريد. في المباراة النهائية أمام الآنتر الإيطالي مساء الجمعة الماضي، شكلت تصديات بونو الناجحة نقط التحول لفائدة فريقه إشبيلية،خاصة بتصديه لانفراد من المهاجم الخطير لوكاكو وكان ذلك التصدي سببًا رئيسيا في تغيير مسار المبار ياسين بونو صاحب ال29 عاما، قال بعد إحراز اللقب: "أهدي اللقب لأسرتي وكل من دعمني والجماهير المغربية».وتابع: "دوري في التتويج؟ حارس المرمى دائمًا عليه مساعدة فريقه، وأحمد الله على هذا التتويج». وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد راسلت اللاعبين المغربيين ياسين بونو ويوسف النصيري مباشرة بعد نهاية المباراة النهائية لدلدوري الأوربي، وهنأتهما على إحراز اللقب. وجاء في المراسلة: "يتقدم فوزي لقجع، رئيس الجامعة المغربية، أصالةً عن نفسه وعن مكونات الجامعة، بأحر التهاني لياسين بونو ويوسف النصيري، بمناسبة فوزهما باللقب الأوروبي». وكتبت الصحافة الإسبانية كثيرا عن توهج ياسين بونو ووصفته بمنقذ الفريق الأندلسي بعد نجاحه في وقف وصد كل الهجومات الإيطالية خاصة تصديه لانفراد صريح من مهاجم النيراتزوي، روميلو لوكاكو، قبل تسجيل إشبيلية للهدف الثالث الحاسم. وقالت الصحافة الأندلسية أن النتيجة التي حققها فريق إشبيلية ما كانت لتحدث لولا التدخلات الفارقة لياسين بونو في المباراة النهائية، والتي حملت بصمته بشكل واضح، وقلبت دفة المباراة وقادت الأندلسيين للتتويج. فبعد انتهاء الشوط الأول 2-2، بدت الأفضلية مطلع ومنتصف الشوط الثاني لإنتر ميلان، أفضلية وصلت إلى ذروتها في الدقيقة 65، حينما انفرد روميلو لوكاكو بشكل كامل بمرمى ياسين بونو، وأطلق تسديدة أرضية صعبة كما قال الكتاب، ولكن المغربي انبرى لها بأداء بدني وذهني رائع لينقذ فريقه من تقدم إيطالي كان يصعب تعويضه في ظل أفضلية النيراتزوري. هذا التصدي أبقى النتيجة على حالها، ولم تمض 9 دقائق حتى كان دييجو كارلوس يسجل الهدف الثالث لإشبيلية والذي منح التتويج لرجال المدرب جولين لوبيتيجي. وقبل أن تنتهي المباراة بدقائق قليلة، وفي الوقت البديل عن الضائع، تصدى بونو مجددًا لمحاولة من أنطونيو كاندريفا، بمنتهى البراعة والثقة في هذا الوقت الحساس من عمر المباراة. وكان بونو قد قاد إشبيلية بالأساس إلى النهائي بعد أداء مبهر أشاد به العالم أجمع جراءه أمام مانشستر يونايتد في نصف النهائي، حيث كان عقبة صعبة أمام كل مهاجمي ولاعبي وسط يونايتد وخصوصا في مطلع الشوط الثاني أيضًا. إلى جانب تألق ياسين بونو، قدم زميله في الفريق الأندلسي وفي المنتخب الوطني المهاجم يوسف النصيري، أداء عاليا في كل المباريات التي شارك فيها مع إشبيلية كما لعب دورا كبيرا في نجاح الفريق الإسباني في إحراز اللقب الأوربي. وبدوره، تخرج يوسف النصيري من المدرسة الكروية المغربية، حيث تلقى تكوينه في أكاديمية محمد السادس قادما إليها من فريق المغرب الفاسي، تم تلقى عرضاً من نادي مالقا الإسباني في 2015 وخاض معه عامين حتى 2018، ثم تعاقد مع النادي الإسباني ليغانيس ليخوض هذه التجربة الجديدة. يشار إلى أن يوسف النصيري من مواليد 1 يونيو سنة 1997.