قال الوزيرالمكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، محمد عامر، إن البرنامج الوطني الخاص بمواكبة المقام الصيفي لأفراد الجالية بالخارج، يشكل دعامة أساسية لتوطيد الصلة بالوطن الأم وتعزيز الهوية الوطنية للأجيال الناشئة وترسيخ دورها في تحقيق التنمية. وأوضح عامر، في ندوة صحفية، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، أن هذا البرنامج يعبر عن سياسة تواصلية تشاركية تنهجها الحكومة لفتح آفاق واعدة، تجعل الجالية المغربية المقيمة بالخارج على اطلاع دائم بالمستجدات التي يعرفها المغرب على جميع الأصعدة. كما يعبر البرنامج، وما يزخر به من تظاهرات وأنشطة، عن ضرورة مواكبة التحولات التي عرفتها الجالية المغربية، والتي كان لها أثر فعال في بروز أجيال جديدة ذات مطالب واهتمامات مختلفة، فضلا عن تحقيق الاندماج الإيجابي والتعايش السلمي لهذه الأجيال في مجتمعات الإقامة، مع الحرص على استمرار ارتباطها بالوطن الأم، والمحافظة على الهوية الوطنية في أبعادها الثقافية والدينية واللغوية. وتعتبر عملية «عبور 2010» بوابة برنامج مواكبة. وبالتالي تم إيلاؤها أهمية قصوى من خلال العمل بتدابير عديدة، منها على الخصوص بدء العمل بميناء طنجة المتوسطي الذي سيسهم في الرفع من جودة خدمات الاستقبال، وبدء العمل التدريجي بجواز السفر البيومتري، وإقرار نظام جديد للمراقبة من داخل السيارات بميناء طنجة المتوسطي. كمال تتضمن هذه التدابير تحسين ظروف الاستقبال بالموانئ والمطارات، والرفع من مستوى الخدمات بها من أجل تسريع وتيرة العبور تفاديا للاكتظاظ، وتقوية الربط الطرقي بين طنجة المدينة وميناء طنجة المتوسطي، واعتماد المراقبة التقنية والقبلية للأسطول البحري وحافلات النقل الدولي المسخرة من طرف وكالات الأسفار، علاوة على تعزيز الموارد البشرية لكافة المصالح الأمنية خاصة بالنقط الحدودية وباحات الاستراحة. وأشار عامر إلى أن العبور الجيد «سيفتح الشهية» لبرنامج «مواكبة» الذي يتضمن هذه السنة أربعة عناصر تهم البعد الإداري والقانوني، والبعد الثقافي، والبعد الاقتصادي والتنموي، والبعد الإعلامي والتواصلي. وبخصوص البعد الثقافي، أبرز الوزير أنه تمت برمجة جامعات صيفية لفائدة 500 من شباب مغاربة العالم ب 11 مدينة مغربية، وإشراك 160 طفلا من الأسر المغربية المهاجرة خاصة بالسنغال وتونس وليبيا للمشاركة في برامج المخيمات الصيفية، وتنظيم مشاركة 220 مغربي شاب مقيم بالخارج في احتفالات عيد العرش، وتنظيم المنتدى الأول لشباب مغاربة العالم بمشاركة 500 شاب من الخارج وفعاليات شبابية من الداخل، وعقد الدورة السابعة لطواف مغاربة العالم للسيارات بمشاركة أكثر من 150 مشارك. وضمن البعد الاقتصادي والتنموي، سيتم إطلاق برنامج دعم إنشاء ألف مقاولة صغرى ومتوسطة لمغاربة المهجر بالمغرب بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، وإطلاق مشروع مواكبة استثمارات أفراد الجالية بمناطق واحات الجنوب في إطار برنامج التنمية المجالية المستدامة بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن متابعة تفعيل صندوق إنعاش استثمارات مغاربة العالم. كما سيتم في إطار هذا البرنامج تنظيم لقاءات تواصلية بمختلف أقاليم وعمالات المملكة لفائدة مواطني المهجر العائدين لأرض الوطن، وتنظيم يوم دراسي بمناسبة اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج في موضوع «دور المساعدة القانونية في حماية حقوق المهاجرين» بمشاركة خبراء ومختصين من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب إطلاق النسخة الجديدة من البوابة الالكترونية للوزارة. ولم يأت برنامج المواكبة من فراغ. فهو،حسب عامر، ثمرة استماع ومرافقة الوزارة للإشكاليات والصعوبات التي تعاني منها الجالية المغربية، ولمطالبها الملحة سواء ذات الصلة بالوطن الأم والتي تهم، أساسا، الملفات العدلية والقضائية وتحسين جودة الخدمات الإدارية وتوفير الدعم اللازم لحاملي المشاريع الاستثمارية ... أوتلك المرتبطة بدول الإقامة والمتعلقة بإحداث مراكز ثقافية وتنويع الأنشطة بها وتشجيع التبادل الثقافي بين الشباب والطلبة المهاجرين وإخوانهم داخل الوطن، والإسراع بتأهيل وتنظيم الحقل الديني لتجاوز المخاطر التي تحذق بالهوية الدينية للأجيال الصاعدة وحمايتها من التطرف، علاوة على تأهيل برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة الأصلية ...