دعا وزير الثقافة بنسالم حميش مساء الجمعة الماضي إلى إغناء تجربة «ليلة الأروقة» وتوسيعها لتشمل مدنا صغرى بالمملكة، وعرض اللوحات الفنية بفضاءات مفتوحة لترسيخ سياسة القرب الفني. وقال حميش، في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة السادسة ل»ليلة الأروقة» برواق محمد الفاسي بالرباط، أن «الأمل يحدونا للمضي قدما لإغناء هذه التجربة وتوسيعها لتشمل جميع المدن المغربية بما فيها المدن الصغرى، وعرض هذه اللوحات في الساحات العمومية وأرجاء مفتوحة من خلال ترسيخ سياسة القرب الفني». وأعرب عن أمله في أن تستلهم تجربة الفضاء الذي أسسه الفنان الراحل محمد القاسمي على صخور الهرهورة القريبة من الرباط، حيث جعله فضاء مفتوحا على السماء والبحر. وبعد أن أكد على أن هذه التظاهرة «تشكل موعدا سنويا هاما ينتظره الفنانون والجمهور بشوق وتطلع»، أبرز أهمية أن تشتمل «ليلة الأروقة»، إضافة إلى اللوحات الزيتية، القطع النحتية والتراكيب والتوظيفات الضوئية. وقد شكل رواق محمد الفاسي فضاء للاحتفال باللون والضوء والإبداع بكل أطيافه واكتشاف عشاق التشكيل، من خلال هذه الفسحة التشكيلية، أعمال الفنان الصديق راشدي. وتميزت لوحات راشدي المعروضة بالرواق - كما يقول عنه الروائي عبد الكريم جوطي في كلمة تقديمية بكتيب المعرض- باستعمال مادة الإسمنت، «التي يتحرر من خلالها الخيال». الإسمنت، يضيف الجوطي، «مادة صلدة وباردة وبلا حس خلقتها الأزمنة الحديثة لتسريع وثيرة البناء ومواكبة شراهة المدن والتوسيع على حساب الحياة البرية، وهي، فوق ذلك، مادة منبوذة وقبيحة لذا يتم إخفاءها بمواد الملاط والصباغة». وأضاف أن راشدي «ينزع عن إسمنته اللون الرمادي المأتمي المراوح بين الحدين الأبيض والأسود، ويقذفه في بياض ناصع يدعونا من خلاله الفنان إلى الصفاء والعذرية ونورالأشياء التي لم تولد بعد، وبالأحرى دعوة مفتوحة للإقبال على الحقيقية». يذكر أن «ليلة الأروقة» تنظم في الوقت ذاته، إلى ما بعد منتصف الليل بساعة، ب 13 مدينة مغربية أخرى وب64 رواقا، تحت شعار ‹›ليلة الأروقة: مسار فني ليلي››. وستنظم بالإضافة إلى الرباط (32 رواقا)، بكل من الدارالبيضاء (عشرة أروقة) وطنجة (خمسة أروقة)، وشفشاون والمحمدية والجديدة ومراكش وتطوان وأكادير (رواقان)، وآسفي وخريبكة وفاس وبنسليمان ووجدة (رواق واحد). وتشارك في الرباط مجموعة من الأروقة والمؤسسات، فضلا عن رواق محمد الفاسي، من بينها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ورواق (أركان) وباب الكبير وباب الرواح و متحف بنك المغرب والمسرح الوطني محمد الخامس، بالإضافة إلى المعاهد الثقافية الأجنبية. وتضع وزارة الثقافة دليلا شاملا يتضمن نبذة عن الفنانين المشاركين في هذه الليلة بكل الفضاءات حتى يتسنى لعشاق الفن التشكيلي، مسبقا، اختيار وجهاتهم والأروقة المناسبة لأذواقهم. يذكر أنه منذ انطلاق الدورة الأولى ل»ليلة الأروقة» التي نظمت سنة 2006 بتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي بالرباط، شكلت هذه التظاهرة تجربة فريدة ومتميزة مكنت من اكتساب جمهور جديد للفن التشكيلي واكتشاف فضاءات عرض جديدة.