%92 من النساء يؤيدن دخول بناتهن للبرلمان والمجالس الجماعية، فيما لا تتجاوز نسبة الرجال الذين يعبرون عن ذات الموقف 74% أظهرت دراسة أعدتها المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية ومعهد بحوث السياسات المتعلقة بالمرأة، بتعاون مع اتحاد العمل النسائي بأن النساء في المغرب يدعمن ترشيح النساء في المناصب السياسية، كما يدعمن ترشح الفتيات لخوض الانتخابات التشريعية ويساندن المرشحات منهن للوصول إلى البرلمان. وكشفت الدراسة التي شملت كلا من المغرب، لبنان واليمن ،وتمحورت مواضيعها في المغرب حول التمثيلية السياسية للنساء ومشاركتهن وتكافؤ الفرص على المستوى الاقتصادي، وكذا سبر الآراء حول مدونة الأسرة، (كشفت) عكس ما يتم ترويجه بخصوص عدم دعم النساء للنساء في المجال السياسي، بل أظهرت من خلال المجموعات المستجوبة أن العقلية المحافظة والتي في الغالب ما تكون ذكورية تحصر دور المرأة في الزوجة والأم والمرأة التي هي في خدمة زوجها وعائلتها، وأظهرت أن ضعف حضور النساء في مراكز اتخاذ القرار يعد أحد العراقيل التي تواجهها المرأة. كما أبانت عن أن النساء اللواتي يوجدن داخل المؤسسات السياسية والخاصة بما فيها النساء البرلمانيات أو اللواتي ينتمين للأحزاب السياسية ليس لديهن تأثير كبير على اتخاذ القرار، وعن اعتقاد يسود داخل بعض هيئات المجتمع المدني من أن حضور النساء داخل الأحزاب السياسية يتم استغلاله والمتاجرة به سياسيا، هذا فضلا أن النساء يعانين التهميش داخل الأحزاب السياسية. وأفاد واضعو هذه الدراسة أن الأسئلة التي تم طرحها على عينة تضم ألفي امرأة، وخمس مائة من الرجال، تمحورت حول الدعم المقدم للنساء في المجال السياسي والمساندة للفتيات ولعمل المرأة خارج البيت، وكذا الدعم أو معارضة النساء اللواتي يشاركن في عملية صنع القرار، كما أشاروا في هذا الصدد إلى أن هذه الأسئلة تتيح إبراز الاختلاف الحاصل على مستوى العقليات بين بعض المجموعات الاجتماعية، أو بين النساء والرجال، ثم الاختلاف في الرؤى بين النساء القاطنات بالعالم القروي واللواتي يقطن بالحواضر، وكذا حسب الفئات العمرية التي تنتمي لها النساء. نتائج البحث الذي أجرته المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية المتواجد مقرها بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، والتي تدعم في برامجها الديمقراطيات الناشئة وتفعيل وتحسين دور المرأة في الحياة الديمقراطية، وذلك بتعاون مع اتحاد العمل النسائي، وتم الإعلان عن محاورها الكبرى خلال عشاء مناقشة نظم نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، أبانت عن مواقف إيجابية اتجاه ترشيحات النساء الراغبات في الوصول إلى المناصب السياسية سواء منها تلك الصادرة عن النساء أو الرجال، لكنها أظهرت بشكل جلي أن النساء هن أكثر استعدادا من الرجال لدعم ترشيحات النساء، فحوالي 61 في المائة من النساء يدعمن النساء المرشحات للمناصب السياسية، فيما لا تتجاوز نسبة الرجال الذين يتقاسمون هذا الرأي 38 في المائة، وعبرت نسبة 27 في المائة من النساء عن موقف إيجابي نسبيا من ترشح المرأة للمناصب السياسية، كما أبدت نسبة 36 في المائة من الرجال نفس الموقف. أما فيما يتعلق بالفئات العمرية فالنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و54 سنة أبدين أكثر من النساء اللواتي يتجاوز عمرهن 55 سنة، استعدادهن الكامل لدعم النساء في الحياة السياسية، كما أن المستوى التعليمي للنساء برز كأحد العناصر المساهمة في إبداء دعم أكبر للنساء، حيث أن النساء اللواتي لديهن مستوى تعليمي ابتدائي أو عالي عبرن عن دعمهم الكامل لترشيح المرأة، بنسبة 66 في المائة من النساء الحاصلات على تعليم ابتدائي، و73 في المائة من اللواتي اجتزن مستوى تعليمي متوسط، و71 في المائة من النساء اللواتي وصلن إلى مستوى التعليم الثانوي والعالي، في حين أن نسبة 54 في المائة من النساء اللواتي أبدين تحفظا على تقديم الدعم للمرأة لم يحصلن على أي تعليم. لكن مقارنة مع النساء اللواتي يقطن بالعالم القروي، فإن اللواتي ينتمين للمناطق الحضرية يبدين موقفا أكثر إيجابية اتجاه دعم النساء كقياديات سياسيات، حيث أن نسبة النساء القرويات اللواتي يدعمن المرأة لاتتجاوز 54 في المائة، في حين تصل إلى نسبة 67 في المائة في صفوف نساء الحواضر. ومن جانب آخر أبانت نتائج الدراسة فيما يخص دعم الفتيات على الانخراط والمشاركة في الحياة السياسية، عن وجود موقف جد إيجابي اتجاه مثل هذه المشاركة سواء كانت على المستوى المحلي أو الوطني، كما أبرزت أن النساء أكثر استعدادا من الرجال لتشجيع بناتهن لتصبحن برلمانيات أو مستشارات في المجالس البلدية، حيث أن أبدت هذين الموقفين نسبة 92 في المائة من النساء مقابل نسبة 74 في المائة من الرجال. ومن جهة أخرى كشفت نتائج الدراسة عن أن النساء اللواتي لا يبدين تشجيعا لبناتهن لخوض غمار الحياة السياسية يرتبط موقفهن بثلاثة أسباب، فالسبب الأول والثالث الذي قدمته النساء يرتهن للتصور التقليدي الذي يتم ترويجه حول قدرات المرأة ودورها، في ما السبب الذي يرتب في المرتبة الثانية يرتبط بخيبة أملهن في السياسية بصفة عامة وبالمغرب بصفة خاصة. فالرد الذي كان أكثر شيوعا في الدراسة والذي أبدته النساء المستجوبات، كان يتمحور حول أن السياسة تعد مجالا صعبا بالنسبة للنساء، وعبر عن هذا الموقف 36 في المائة من النساء. فيما اعتبرته نسبة 27 في المائة من المستجوبات بأنه مرادف للمشاكل في إشارة إلى الرشوة، في حين أفادت نسبة 24 في المائة من النساء أن المرأة لا يجب أن تشتغل خارج البيت. وربطت نسبة 55 في المائة من الرجال سبب عدم تشجيعهم بناتهن على ممارسة العمل السياسي لكون دور النساء ينحصر داخل البيت، ويلاحظ أن هذا الرأي عبرت عنه نسبة من الرجال تشكل ضعف نسبة النساء اللواتي أبدين نفس الموقف، فيما اعتبرت نسبة 28 في المائة من الرجال المستجوبين أن السياسة مرادف للمشاكل بما فيها الرشوة، أما الذين يعتبرون أن ممارسة السياسية مجال صعب فتصل نسبتهم إلى 21 في المائة. ومن جانب آخر أظهرت نتائج الدراسة غياب المعرفة والوعي فيما يخص نظام الكوطا الذي أقره المغرب منذ سنة 2002 حينما تبنت الأحزاب السياسية ميثاقا تم على أساسه ضمان 30 مقعدا للنساء عبر تبني اللائحة الوطنية، إذ عبرت 96 في المائة من االنساء المستجوبات جهلن كل شيء عنه (نظام الكوطا)، فيما أكد 85 في المائة من الرجال عدم معرفتهم بوجود الكوطا. كما كشفت الدراسة أن الوعي بهذه الآلية يرتفع مع ارتفاع المستوى التعليمي للمستوجبين من الجنسين.