الوداد يحقق فوزا ملغوما على إنييمبا النيجيري في انتظار مباراة الإياب لم يستطع فريق الوداد البيضاوي أول أمس السبت تحقيق نتيجة أفضل من الفوز بهدف يتيم سجله البنيني جون لويس باسكال في الدقيقة 89، وذلك في اللقاء الذي استضاف فيه فريق إنييمبا النيجيري برسم ذهاب دور نصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا، لتكون نتيجة مباراة الإياب بالعاصمة آبا هي الفيصل في الكشف عن هوية الطرف الأول في النهائي. ولعل أهم ما حققه الوداد في هاته المباراة التي أدارها طاقم تحكيم مصري بقيادة جهاد جريشة ومساعدة مواطنيه شريف صلاح وأيمن دجيش، هو إلحاقه الهزيمة الأولى بالضيوف في المسابقة، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس الذي عرف حضور قرابة 35 ألف متفرج، في حين لم يتجاوز عدد الجماهير النيجيرية التي حضرت لمساندة فريق إنييمبا بضعة عشرات. وانطلق اللقاء بأفضلية طفيفة للفريق الأحمر الذين حاولوا الضغط على الزوار واستغلال الأرض والجمهور، غير أن تعليمات المدرب فيليكس أوكي إيموردي كانت تقتضي بعودة كل لاعبي إنييمبا إلى الوراء وتدعيم خط الدفاع، لمنع الوداد من تسجيل هدف مبكر سيفتح شهية زملاء نادر المياغري التهديفية، وبالتالي الخروج بتعادل سيكون بمثابة انتصار للفريق النيجيري. وظهرت علامات الحذر واضحة على طريقة لعب أصحاب الأرض، إضافة إلى التراخي من بعض اللاعبين مما أثار استهجان الجماهير الودادية، بعدما لم تقدم مجموعة من الأسماء الأداء المتوقع في مباراة من هذا الحجم كأجدو وياجور ولمساسي، وبدا خط الوسط مهللا نتيجة غياب سعيد فتاح الموقوف لمباراتين، والذي يعتبر وسيلة الربط بين الدفاع والهجوم في الفريق الأحمر. وعرفت نصف ساعة الأولى من المباراة مجموعة من المحاولات للكتيبة الحمراء، إلا أنها لم تشكل خطورة كبيرة على دفاع الخصم بسبب التسرع وغياب التركيز من جهة، وتألق الحارس النيجيري بول غودين من جهة، في المقابل لم يلمس المياغري كرة قادمة من الخصم إلا في مناسبة واحدة ودون خطورة تذكر، علما أن الحكم المصري ألغى هدفا لياجور بداعي ارتكابه خطأ، فيما كانت تسديدة أيوب الخاليقي من خارج منطقة الجزاء أخطر فرصة حقيقية للتسجيل أبعدها بول غودين ببراعة، ليتم الإعلان عن نهاية الشوط الأول بنتيجة البياض. وفي مطلع الشوط الثاني، سارع مدرب الوداد ميشيل دوكاستيل إلى إجراء التغييرات، إذ أقحم المدرب السويسري على التوالي كل من يوسف القديوي وجون لويس باسكال بديلين لمحسن ياجور وعبد الرحمان لمساسي، في محاولة لتدعيم خط الوسط الذي كان نقطة ضعف الوداد في مباراة السبت، خاصة وأن دوكاستيل كان يعلم أن نتيجة التعادل لا تصب في مصلحة فريقه إذا العبور إلى نهائي عصبة أبطال إفريقيا. وكان لإدخال القديوي مفعول السحر، فمباشرة بعد نزوله خلق مشاكل عدة لدفاع إنييمبا بفضل مراوغاته واختراقاته، وتحصل في أكثر من مرة على ضربات خطإ مباشرة، كما أنه مرر كرة أرضية لأيوب الخاليقي الذي بدا يتوغل في منطقة الخصم، لكن الحارس النيجيري تصدى لرأسيته بسهولة، بالإضافة إلى صناعته لفرصة حقيقة لتسجيل الهدف أضاعها باسكال ببشاعة أمام المرمى الخالي. وانتظر الجميع إلى آخر أنفاس المباراة - وبالضبط في الدقيقة 89 -، ليتمكن باسكال بعد كرة ثابتة من البديل ياسين لكحل، والتي كان وراءها أيضا يوسف القديوي من كسر التعادل السلبي مسجلا هدف الفوز، وهو ما لم يكن كافيا لطمأنة جماهير الوداد على مستوى فريقها ومقدرته على تجاوز عقبة دور نصف النهائي وبلوغ المباراة النهائية. وكان الجمهور الودادي تمنى النفس أن يحقق فريقها أكبر نتيجة ممكنة تبعده عن الحسابات وتجعله الأقرب للنهائي، دون ما حاجة لانتظار لقاء العودة في «آبا» خاصة وأن الفرق المغربية تعاني كثيرا بالأدغال الإفريقية، نظرا للأجواء الحارة والمشاكل التي تصادفها من الناحية التنظيمية في مثل هذه المباريات، ما يعني أن دوكاستيل سيعمل على تحفيز لاعبيه لبذل جهد مضاعف وتحقيق الفوز أو التعادل الإيجابي لبلوغ نهائي عصبة أبطال إفريقيا.