تكريمات وإعلان عن انطلاق فضاءات ثقافية جديدة تم الإعلان خلال افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للفيلم بسلا عن قرب فتح عدد من الفضاءات الثقافية بالمدينة, كما تميز بتكريم المخرجة التركية حليمة كونير والنجم المصري حسين فهمي. وتسلم المكرمان خلال حفل افتتاح التظاهرة الذي نظم مساء الإثنين الماضي بالمركب السينمائي هوليود, شواهد تقديرية ودرع المهرجان. وفي كلمة بالمناسبة أعلن رئيس مجلس مدينة سلا , عن الانتهاء من كل الإجراءات المتعلقة ببناء مركبين ثقافيين بكل من تجزئة سعيد حجي ومدينة سلاالجديدة. ولتأهيل السينما بالمدينة, قال العمدة نور الدين الأزرق, إن المجلس الجماعي للمدينة سيدعم المهرجان الوطني للفيلم «حمامة السلام» الذي سينظم بمناسبة ذكرى استقلال المغرب. كما سيتم تخصيص ثلث ميزانية التنشيط الثقافي بالمجلس لتمويل مسابقة إنتاج أفلام فيديو لا تتعدى مدتها 13 دقيقة تدور مواضيعها حول مدينة سلا. وسيعلن عن فتح باب الترشيح لهذه المسابقة في يناير المقبل. من جهته قال رئيس جمعية أبي رقراق نور الدين شماعو إن مهرجان المرأة بسلا فرصة للالتقاء بين رواد السينما في العالم والاطلاع على جديد الفن السابع بالمغرب والعالم. وأضاف أن اختيار بوركينافاصو ضيف شرف المهرجان يرجع إلى أن سينما هذا البلد عالجت في الآونة الأخيرة قضايا اجتماعية ومنها قضايا المرأة مما سيحقق لبوركينافاصو مكاسب قانونية واجتماعية. وافتتح المهرجان , الذي حضره على الخصوص وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري ووزير الثقافة بنسالم حميش ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي بعرض فيلم «عين النسا» للمخرج رادو ميهايليانو. المهرجان الذي يقام في مدينة سلا بالمغرب على امتداد ستة أيام، وينكب على عرض الأفلام السينمائية التي تتطرق إلى قضايا المرأة في مختلف أصعدة الحياة، ثقافياً واجتماعياً وسياسياً. ويشهد المهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا برمجة عامة تتضمن 12 فيلماً سينمائياً طويلاً، تنتمي كلها إلى السينما الإفريقية وسينما جنوب الصحراء، وهذه الأشرطة تمثل بوركينا فاسو ضيفة شرف الدورة الخامسة للمهرجان، والكاميرون، وبنين، ومالي، وساحل العاج، وموريتانيا، والسنغال، والتوغو، والنيجر، والغابون، والكونغو الديمقراطية، ثم تشاد. أما المسابقة الرسمية لمهرجان فيلم المرأة فيتنافس حول نيل جائزتها الكبرى 12 فيلماً من 11 دولة، ومن ضمنها: فيلم «أكادير بومباي» للمخرجة المغربية مريم باكير،وقصة الشريط عن إيمان الطفلة التي تعيش في تارودانت في جنوب المغرب، وتعشق بجنون الأفلام الهندية، وشعورها بالملل يجعلها تحلم بالعيش في أغادير التي لا تبعد كثيرا عن مدينتها، وبفضل مساعدة جارتها ليلى تستطيع إيمان الذهاب إلى أغادير، لكنها ستواجه واقعا قاسيا هناك يغير وجهة نظرها نحو العالم من حولها، وفيلم «ستة، سبعة، ثمانية» للمخرج المصري محمد دياب، الذي يحكي عن ثلاث نساء وبحثهن عن العدالة في مواجهة الاعتداءات الجنسية، التي يقعن ضحيتها من خط حافلة في القاهرة، و»أجنبيتنا» لسارة بويان من إنتاج بوركينا فاسو وفرنسا، و»الغرفة الصغيرة» لستيفاني شيا وفيرونيك رايمون من سويسرا، و»عندما نرحل» لفيو ألداك من ألمانيا، وغيرها من الأفلام الأخرى. ومن مميزات هذه الدورة من المهرجان أن لجنة التحكيم كلهن نساء، برئاسة الممثلة والكاتبة الكندية لويز بورتال، كما يقدم عروضاً خاصة للفيلم الوثائقي المصري والفيلم القصير المغربي، علاوة على ورشات تقنية تهتم بالتكوين في كتابة السيناريو. وفي هذا الصدد أوضح أحد النقاد أن تكرار التداريب والورشات الخاصة بكتابة السيناريو في جميع المهرجانات السينمائية بالمغرب يعطي انطباعاً كأن السيناريو هو المشكل التقني الوحيد القائم في السينما، أو المعضلة الوحيدة التي تشتكي منها السينما الوطنية. وتأمل جمعية بورقراق «ربط صورة سلا بطموحها لتصبح مرة أخرى مدينة تعزز القيم الإنسانية والثقافية من جودة وابتكار وانفتاح وحوار وتسامح». سكان مدينة سلا استقبلوا المهرجان بصدر رحب كالعادة، ذلك أنه ساهم في النهوض بالسينما المحلية. وأغلقت العديد من دور السينما خلال السنوات الأخيرة وقد يكون ذلك سببا للحضور المخيب للمهرجان قبل أن تقوم الجمعية بترميم وفتح قاعة سينما هوليود التي تعرض فيها معظم أفلام المهرجان..