نجوى عوان (25 سنة) نموذج لشابة تحدت الإعاقة وحولتها إلى قصة نجاح في رياضة كرة المضرب على الكراسي المتحركة، صانعة بذلك لنفسها اسما رياضيا وبطلة واعدة في هذا النوع الرياضي على المستويات الوطنية والإفريقية والعربية. وتعد عوان واحدة من الشابات المغربيات اللائي بصمن على مسار حافل بالعطاء وإثبات الذات من خلال تحديها للإعاقة وفرض ذاتها كواحدة من الرياضيات المغربيات المتألقات في سماء الرياضة بمختلف أصنافها. ولمع اسم عوان التي أصيبت بإعاقة جسدية جراء بتر ساقها سنة 2008، في عالم كرة المضرب على الكراسي المتحركة، حيث توجت بطلة المغرب في هذه الرياضة 2017، ثم بطلة إفريقيا مرتين، و بطلة العرب في فئة الشابات. ولم تمنع هذه الإعاقة البطلة عوان من تحويل حياتها من عادية إلى قصة ناجحة بفضل إرادة جامحة وإصرار على تحقيق حلمها وبلوغ هدفها حيث لمع اسمها وحولت قصتها إلى اسم مؤثر يحتذى به في صنف رياضي لم يكن معروفا في الأوساط الرياضية النسائية. مسار عوان الحاصلة على الإجازة في مادة الرياضيات التطبيقية وماستر في الهندسة والتكنولوجيا للتربية والتكوين، اتسم ببصمة عالمية من خلال مشاركتها في كأس العالم للعبة سنة 2016 بطوكيو، وتأهلها إلى كأس العالم بالبرتغال سنة 2020، إلى جانب احتلالها سنة 2018 للمركز ال36 عالميا في كرة المضرب الأرضية. وقالت عوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الإعاقة التي ألمت بها نتيجة عضة كلب بيتبول، وخطأ طبي حرمها من ساقها، لم يمنعها من الاستسلام بل رفع من معنوياتها وشق طريقها لتبرز بعد سنوات من العمل الجاد كنموذج لشابة تحدت الصعاب ورسمت لنفسها اسما في رياضة كرة المضرب على الكراسي المتحركة. واعتبرت أن حالتها الصحية، بعد الحادث الذي سبب لها إعاقة جسدية دخلت بعدها في اكتئاب، لم تكن حاجزا أمام شموخها في التغلب على الإعاقة التي جعلت منها حلقة أساسية لتجاوز المحن لتصبح بطلة المغرب في رياضة كرة المضرب على الكراسي المتحركة وبالتالي السير بخطى ثابتة نحو تحقيق أحلامها. سقف أحلام وطموح نجوى لا حدود له، حيث تسعى اليوم إلى بلوغ المراكز الخمس الأولى على الصعيد العالمي في هذه الرياضة، وهو ما سيسمح لها بتعزيز حظوظها و حضورها في مختلف الملتقيات والبطولات العالمية الكبرى. ولا تخفي البطلة المغربية الصعوبات التي تواجهها في كسب رهان أحلامها، لكن بحسبها أن النجاح والتفوق لا يضاهيه سوى الإصرار والعزيمة القوية والالتزام بالبرامج الاعتيادية والتمارين الرياضية كسبيل للوصول إلى المبتغى. وأكدت أن من بين العوامل الأساسية لتحديها للإعاقة هي أسرتها التي ساندتها في محنتها لسنوات وساهمت في تغيير نظرة المجتمع للشخص المعاق وبالتالي مساعدتها في الاندماج خاصة انخراطها في هذا الصنف الرياضي الذي كان بالنسبة لها مفتاحا لمسلسل من النجاحات. وتابعت أنه على الرغم من الانجازات المحققة لا يزال الطريق طويلا أمامها لتحقيق الأفضل وكسب رهان التموقع بين أحسن اللاعبات الخمس في العالم وتشريف المغرب في مختلف المحافل والتظاهرات الرياضية. واستطرت قائلة إنها لا تؤمن بالمستحيل وستعمل جاهدة نحو النجاح والتألق واعتلاء منصات التتويج لتصبح واحدة من أبرز البطلات المغربيات في عالم الكرة الصفراء. إصرار عوان على التحدي وتحقيق حلمها من خلال تألقها في هذا الصنف الرياضي على المستوى العالمي جعل منها نموذجا لشابة فرضت وجودها وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي والنجاح. بكل شجاعة وسخاء وروح رياضية، تجسد نجوى عوان من خلال مسارها، درسا من دروس الحياة الغني بالمعاني، وأن الظروف الصعبة التي مرت بها عززت ثقتها بنفسها وجعلت منها نموذجا يحتذى به.