رفضت الاستسلام لقدرها، وقررت أن تتحدى واقعها وتجعل من قصتها مثالا حيا يدحض فكرة أن الإعاقة يمكن أن تكون عائقا أمام النجاح، وتؤكد بالمقابل أن النقص الحقيقي يكون في الفكر لا الجسد، انها نجوى عوان، 18 سنة، بطلة المغرب في رياضة التنس على الكراسي المتحركة، التي فقدت إحدى ساقيها بسبب حادث في صغرها لكنها لم تفقد معها عزيمتها في الاستمرار. لم تكن تعلم نجوى، ابنة مدينة الدارالبيضاء، أنها ستصبح يوما من ذوي الاحتياجات الخاصة، ذلك أنها ولدت بدون إعاقة، إلى أن بلغت سن التاسعة من عمرها حيث ستتغير حياتها رأسا على عقب، في هذا الإطار تحكي نجوى لموقع القناة الثانية أنه في سنة 2008 تعرضت لعضة من طرف كلب من نوع بيتبول، غير أنه بعد نقلها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج كانت ضحية لخطأ طبي. خطأ طبي، جعل نجوى تعيش في دوامة العمليات الجراحية، حيث أجرت أزيد من 17 عملية جراحية على ساقها اليسرى "كنت أتألم كثيرا، ذلك أنه احدى العمليات تجاوزت 10 ساعات"، توضح نجوى، مشيرة إلى أنه أمام هذا الوضع قررت أن تضع حدا لمعانتها وتقوم بتر ساقها. لم يكن قرار سهلا على نجوى أو عائلتها، غير أنها لم تحس بتبعاته إلا بعد بلوغها سن ال13 سنة، في هذا الإطار تعود نجوى بعجلة الزمن إلى الوراء وتتذكر تفاصيل رفضها من طرف الآخرين " في سن 13 بدأت معاناتي الفعلية، حيث أصبحت أحس أنني مختلفة عن الآخرين، أصدقائي ينظرون إلى بنظرة شفقة، وهو الأمر الذي لم أكن أتقبله". وأمام تزايد معاناة نجوى مع نظرة الآخرين لها، قرر والدها تسجيلها بإحدى نوادي التنس الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة غير أنها لم تتقبل الفكرة في البداية، ذلك أنها لم تكن قادرة بعد على التعايش مع وضعيتها الصحية وتقبلها، حسب تصريحاتها، مشيرة إلى أنها كانت تؤمن بأنها ضحية في حين أن باقي أعضاء النادي ولدوا بإعاقتهم، وهو الامر الذي جعلها تنفصل عن النادي. مع مرور الوقت، بدأت نجوى تتقبل إعاقتها، ذلك أنه بعد مرور سنتين قررت العودة إلى نادي التنس من جديد " أصبحت أحس أنني بالفعل مختلفة لكن بنظرة ايجابية، ذلك أنني رغم الإعاقة امارس الرياضة ومتفوقة، وهو الأمر الذي قد يتعذر على العديد من الأسوياء القيام به"، تحكي نجوى. وإلى جانب تفوقها في الرياضة، استطاعت أن تتفوق نجوى كذلك دراسيا، ذلك أنها تتابع دراستها الجامعية في السنة الثانية تخصص علوم رياضية تطبيقية، لتؤكد بذلك أن الإعاقة يجب أن لا تثني أحدا على تحقيق النجاح "لا يجب أن نفقد الأمل، فطالما هناك حياة هناك أمل، وهذا الأخير قادر على جعلنا نتحدى جميع العراقيل التي تواجهنا"، تصرح نجوى.