فتح عدد من الأساتذة الجامعيين والحقوقيين والطلبة والباحثين، السبت 25 فبراير 2023، بمراكش، النقاش العام في اللقاء التشاوري الجهوي الثالث لتشخيص واقع السياسات الثقافية الجهوية الموجهة للشباب، من خلال استحضار أدوار الجماعات الترابية في تحقيق التنمية الثقافية حسب الاختصاصات الذاتية والمشتركة والمنقولة لها من الدولة في ما يتعلق بتدبير الشأن الثقافي الترابي، واستحضار الالتقائية في تنزيل السياسات الثقافية الجهوية بين الفاعلين على المستويين المركزي والترابي. وأكد المشاركون والمشاركات، في اللقاء التشاوري الجهوي الثاني بجهة مراكش – آسفي حول موضوع "السياسات الثقافية الجهوية: أي حضور للشباب؟"، على أهمية تفعيل آلية شركات التنمية المحلية في الاتجاه الرامي إلى تنزيل السياسات الثقافية الجهوية بشكل فعال، إضافة إلى ضرورة العمل على تطوير آليات وطريقة دعم الجماعات الترابية للفاعل الثقافي على المستوى الترابي، من خلال السعي إلى خلق علاقة بين الفاعل السياسي والفاعل المدني على أساس التعاون والتكامل، مع ضرورة أن يكون للبعد الثقافي حضور وازن في متن المخططات الإستراتيجية الترابية (برنامج التنمية الجهوية، برنامج تنمية الإقليم، وبرنامج عمل الجماعة). ومن بين التوصيات التي طرحها الأساتذة الباحثون والمشاركون والمشاركات في هذا اللقاء أولوية الرفع من الدعم المالي للميدان الثقافي على المستوى الترابي، وحضور مقاربة العدالة المجالية في توزيع المشاريع والبرامج والبنيات الثقافية على المستوى الجهوي، وأهمية الرفع من إمكانيات الجماعات الترابية للقيام بدورها في تنزيل السياسات الثقافية على المستوى الترابي، مع العمل على تثمين الموروث الثقافي وإدماجه في الترويج أو التسويق الترابي. كما خلص اللقاء الجهوي الثالث إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لتكوين وتأطير الفاعل الثقافي على المستوى الترابي شريطة استحضار خصوصيات العالم القروي والتفاوتات المجالية عند إعداد السياسات الثقافية، وذلك عبر صياغة برامج خاصة بالفئات المجتمعية المستهدفة. ويذكر أن هذا اللقاء يأتي في سياق المرحلة الثانية من مشروع "الأكاديمية الشبابية للسياسات الثقافية بالمغرب" الذي ينفذه المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت لمدة ثلاث سنوات (2022-2024)، بهدف المساهمة في فتح نقاش عمومي حول السياسات العمومية الموجهة للشباب في المجال الثقافي على المستوى الوطني والجهوي، وتمكين الجمعيات والديناميات الشبابية التي تعمل في مجال الثقافة من المرجعيات والمفاهيم والميكانيزمات اللازمة للترافع حول السياسات العمومية في المجال الثقافي، وكذا رسملة التجارب والمبادرات والديناميات الشبابية التي تشتغل في المجال الثقافي، والترافع من أجل إقرار سياسات عمومية موجهة للشباب في المجال الثقافي، وإدماج الأبعاد الثقافية المتنوعة في البرامج والمناهج التعليمية. وجاء ذلك خلال تنظيم المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة مع المركز الأفرو متوسطي للدراسات الإستراتيجية والتنمية المستدامة (أفروميد) ومؤسسة فريدريش إيبرت اللقاء التشاوري الجهوي الثاني بجهة مراكش – آسفي حول موضوع "السياسات الثقافية الجهوية: أي حضور للشباب؟"، السبت 25 فبراير 2023 بمدينة مراكش، وبحضور ثلة من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين، والإعلاميين وفعاليات مدنية وحقوقية وجمعوية من مختلف أقاليم الجهة. وبدأ اللقاء التشاوري الجهوي الثاني أشغاله بجلسة افتتاحية تناوب على تقديم الكلمات الترحيبية فيها كل من أمينة بوغالبي منسقة البرامج بمؤسسة فريدريش إيبرت، يوسف الكلاخي رئيس المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، وعبد الصادق حيدر رئيس المركز الأفرو متوسطي للدراسات الاستراتيجية والتنمية المستدامة (أفروميد). وبعد ذلك انطلقت الندوة الموضوعاتية حول موضوع "أي دور للجماعات الترابية في تفعيل سياسات ثقافية جهوية؟" التي قام بتأطيرها كل من سعيد خمري أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، المهدي منشيد أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومحمد الغالي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري ومدير مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض مراكش. كما شهد اللقاء تنظيم ورشتين تفاعليتين لفائدة المشاركات والمشاركين، الأولى حول موضوع "التعبيرات الثقافية الشبابية ومواقع التواصل الاجتماعي" وأشرف على تأطيرها الأستاذ طارق ضرار صحفي وباحث في التواصل الرقمي، أما الورشة الثانية فكانت حول موضوع "دور المجتمع المدني في إعداد وتقييم السياسات الثقافية الجهوية" من تأطير الأستاذ المامون حساين باحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني.