عبرت هيئة الربابنة العاملين على متن طائرات شركة الخطوط الملكية المغربية عن إرادة الربابنة في المشاركة في إعادة هيكلة الشركة داعين بالخصوص إلى «تحولات عميقة لأنماط التدبير». وتم التعبير عن هذه الإرادة خلال اجتماع عقده وزير التجهيز والنقل كريم غلاب بحضور الرئيس المدير العام للشركة ادريس بنهيمة مع وفد الربابنة ضم ممثلين للموظفين العاملين التقنيين وممثلي الجمعية المغربية للربابنة الجويين. وأشار بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن الاجتماع تناول «الوضعية الحالية للشركة التي أدت إلى إطلاق برنامج صارم وطموح للعقلنة الداخلية». وهكذا عبر ممثلو الربابنة، يضيف البلاغ، عن وعيهم التام بالمشاكل الاستثنائية التي ترتبت عن الظرفية وأيضا عن الحاجيات البنيوية لمواكبة التسيير داعين إلى تحولات عميقة لانماط التدبير. كما قرروا المساهمة والمشاركة في التخفيف من أعباء التكاليف وضبط المواقيت وجودة الخدمات. لكن خارج العمليات التي تعنيهم مباشرة، عبر الربابنة، عن أملهم في المشاركة بشكل فعال في وضع ومتابعة مجموع عمليات العقلنة المرتقبة، كما طالبوا أن يكونوا شركاء بشكل وثيق كفاعلين ناشطين في وضع استراتيجية تطوير الشركة، وعبروا عن إرادة العاملين الملاحين التقنيين المشاركة في كل عملية إدراج رأسمال الشركة في البورصة، التي قد تقررها الدولة المساهمة دليلا على الثقة التي يضعونها في الشركة الوطنية. وفي تدخله خلال الاجتماع شدد غلاب بالخصوص على الأهمية الاستراتيجية للشركة في القطاع الملاحي للمغرب بالنظر إلى دورها الكبير على الصعيد السوسيو-اقتصادي عموما، وخاصة على الدور المحوري، والذي لا محيد عنه، الذي تلعبه في القطاع السياحي. وأشار بالمناسبة إلى دعمه التام للشركة، مفخرة البلاد وقطاع النقل الجوي، معتبرا أن «الدولة المساهمة لا يمكنها أن تقدم الدعم الهام التي تتطلبها وضعيتها الحالية إلا إذا التزمت الشركة بكل مكوناتها بإنجاز التحولات العميقة المتوقعة في مخطط عقلنتها الداخلي». كما ذكر الوزير بأن هذا البرنامج الذي حدد وتم وضعه موضع التنفيذ من قبل الشركة يتمثل في تحديث أدواتها، وإعادة النظر في آليات تدبيرها وإعادة تنظيم تسييرها الداخلي. وأشار أيضا إلى «الضرورة القصوى» لمثل هذا البرنامج، «إذا ما أردنا إعادة تقويم بشكل مستمر الوضعية الاقتصادية للشركة وإعادة إرساء أسسها وضمان تطويرها بشكل سليم وبنيوي». وقال إن مثل هذا البرنامج من شأنه أن يوفر للشركة «أفضل الظروف الممكنة بالنظر للطبيعة الجديدة لمنافسيها وإعدادها لتجاوز، دون خطر كبير، الظرفية الاستثنائية الصعبة التي تتجسد، بالخصوص، في الكلفة العالية للمحروقات». وانتهز الوزير هذه المناسبة للإشادة بالطرفين وبالإدارة وبالربابنة لروح التشاور والمسؤولية التي عبروا عنها، داعيا إياهم إلى الحفاظ على مناخ الحوار الجدي والبناء والتضامني خلال الفترات الصعبة المستقبلية. كما عبر عن « دعمه التام لكل الشراكات» التي يرونها ضرورية، وكذا عن دعمه الشخصي لتنفيذ ذلك. كما دعا إلى يتم توسيع آليات هذه المشاورات لتشمل كافة مكونات الموظفين التي تمثل القوى الحية للشركة. وفي ختام الاجتماع عبر غلاب عن ثقته في نجاح عملية تقويم ونجاعة مختلف عمليات المواكبة التي ستتم بدعم من الدولة. من جهته، أشاد بنهيمة بالروح البناءة التي طبعت كل الاجتماعات الأخيرة مع الربابنة وجدد التزامه في إشراكهم في وضع ومتابعة مختلف العمليات الجارية. من جهة أخرى، وبخصوص المشاركة في حالة إدراج رأسمال الشركة في البورصة، عبر الرئيس المدير العام عن تأييده لمثل هذه العمليات مع الإشارة في نفس الوقت إلى أن «القرار يعود إلى الدولة المساهمة على أن يتم دعمه من قبل الإدارة».