دعت جامعة الدول العربية، أول أمس الأحد بالقاهرة، إلى ضرورة مواكبة التحولات الكبرى للرقمنة والاستخدامات التكنولوجية الحديثة لتحقيق الانتقال الرقمي في كافة المجالات بالعالم العربي ومن بينها الإعلام. وأوضح محمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد- رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ، في كلمة خلال الملتقي العلمي للغة والإعلام المنظم حول"وسائل الإعلام وتطبيقات الذكاء الاصطناعي" والذي يعرف مشاركة أبرز الأكاديميين والخبراء والباحثين من مختلف الجامعات العربية والدولية، أن الانتقال لا محيد عنه حتى تواكب المنطقة العربية المشهد الرقمي الذي أضحى يكتسح مختلف مناحي الحياة، بما فيها الإعلام وذلك على ضوء بروز تطبيقات ذكية تعد قيمة مضافة للعمل الإعلامي من قبيل التحرير الصحفي الآلي والتصوير واستغلال المعطيات والتدقيق اللغوي. وأكثر من ذلك، يضيف خطابي، ضرورة الاستعانة بتقنيات هذا الجنس الصحفي الجديد لتحسين القدرات والكفايات لاستخدام "الروبوت" كمذيع لتقديم النشرات الإخبارية التلفزية أو تغطية الأحداث كالنزاعات المسلحة والكوارث. وتابع أن الإعلام العربي يجد نفسه في ظل هذا التحول المذهل في تاريخ الصحافة أمام حتمية كسب رهان الارتقاء بالقدرات التقنية، والرفع من منسوب تنافسيته ، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينسحب على مختلف القطاعات المهنية. واعتبر أن هذه التطبيقات الذكية تثير كثيرا من التساؤلات حول مستقبل مهنة الصحافة والإعلام إذ بقدر ما تكرس دمقرطة ممارسة حق التعبير عن الرأي فإنها تطرح إشكالية حدود وطبيعة هذه الممارسات وضوابطها القانونية والأخلاقية من قبيل احترام خصوصيات الأفراد أو الحد من الانزلاقات عن الموضوعية في تناول الأخبار والقضايا الحساسة. وأكد خطابي، في هذا الإطار، على السعي في نطاق آليات العمل المشترك على مستوى الجامعة العربية على إدماج البعد الرقمي في استراتيجيات وخطط العمل وفق منظور قائم على روح الانفتاح على التجارب الدولية، وتبادل الخبرات والتجارب فيما بين البلدان العربية مع التركيز من حيث المحتوى على تقديم الدعم للقضايا السياسية والتنموية ومواجهة نزعات العنف والتطرف والإرهاب وحماية مقومات التماسك الوطني. من جهته، أشاد وزير الشباب والرياضة المصري، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أشرف صبحي، بانعقاد هذا الملتقى الذي يتدارس التكامل بين الإعلام والذكاء الاصطناعي في ظل التطوير السريع الذي تشهده المنظومة الإعلامية. وأكد على أهمية طرح ومناقشة الرؤى والأفكار حول التحديات وتطلعات واحتياجات الشباب في هذا الإطار واقتراح المشاريع والبرامج التي تلبي تلك التطلعات، مبرزا أهمية الترويج للأنشطة الشبابية واستخدام الذكاء الاصطناعي داخل المنشآت الشبابية والرياضية. بدوره، أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إسماعيل عبد الغفار، أن رسالة الملتقى تبرز مدى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وتدريس علومه في المناهج لكونه يشكل أحد الركائز الأساسية في الثورة التكنولوجية والصناعية. وتعالج محاور الجلسات العلمية والندوات والحلقات النقاشية لهذا الملتقى عددا من المواضيع منها "الصحافة الرقمية ومستقبل الإذاعة والتلفزيون في عصر الذكاء الاصطناعي"، و"الهوية البصرية والتواجد الرقمي على المنصات الإعلامية"، و"اتجاهات الذكاء الاصطناعي الحديثة في صناعة الأفلام وصناعة محتوى الوسائط المتعددة بمساعده تطبيقات الذكاء الاصطناعي" و"تقنيات الترجمة الآلية والإنتاج الإعلامي".