بعدما كان مركز الثقل أينما حل، بات رونالدو يشكل عبئا حتى على المنتخب الوطني بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما يجعل البرتغال مثقلة بهمه في مستهل مشوارها في مونديال قطر الذي تبدأه الخميس ضد غانا. في خطوة تعتبر "انتحارية" في عالم الاحتراف، قرر رونالدو شن حرب على فريقه عشية انطلاق نهائيات المونديال القطري، فكان تخلي فريقه عنه "بمفعول فوري" متوقعا مساء الثلاثاء. بالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته ال191 وأهدافه ال117 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم وكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألا يشركه المدرب فرناندو سانتوس أساسيا كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جدا على حجم المشكلة التي أوقع نفسه بها أفضل لاعب في العالم خمس مرات. ووصل الأمر بصحيفة "آبولا" البرتغالية إلى الخروج بعنوان "القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال"، رغبة منها بأن يكون التركيز على المنتخب الوطني الباحث عن محاولة الانضمام إلى العمالقة والفوز بلقبه العالمي الأول، ليضيفه إلى تتويجه القاري الأول والوحيد عام 2016 في كأس أوروبا. وتألق المنتخب البرتغالي في فوزه الودي التحضيري الأخير على نيجيريا 4-1 بغياب رونالدو. ويخوض رونالدو مشاركته الخامسة في كأس العالم التي يفتتحها أبطال أوروبا 2016 ضد غانا الخميس في المجموعة الثامنة. وبدا ابن ال37 عاما ظاهريا غير متأثر بالجدل الذي تسبب به، مطمئنا "الجو العام ممتاز.. اللاعب التالي الذي يأتي إلى هنا، ليس عليكم أن تسألوه عن ذلك، لا تتحدثوا عني، ليس عليكم التحدث عن كريستيانو رونالدو… ساعدوهم واسألوهم عن كأس العالم". وفي مجموعة مفتوحة يصعب التكهن بنتائجها، سيحاول رونالدو يصبح أول لاعب يحرز هدفا على الأقل في خمس نسخ مختلفة لكأس العالم (من 2006 إلى 2022)، ليتفوق على أسماء عظيمة أمثال الأسطورة البرازيلية بيليه والألمانيين ميروسلاف كلوزه وأوفه زيلر. ومثل نجمه، يبدو المنتخب البرتغالي في تراجع، لكن سانتوس لا يفتقر إلى المواهب، إذ تضم كتيبته وجوها بارزة أمثال جواو فيليكس، رافايل لياو، برونو فرنانديش، جواو كانسيلو، روبن دياش، برناردو سيلفا وغيرهم. لكنه الآن أمام تحدي تجديد أسلوب فريق بني بالكامل حول رونالدو المرشح للمشاركة أساسيا ضد غانا في تكرار لدور المجموعات عام 2014 حين فاز "سيليساو" أوروبا 2-1 بفضل هدف (سي آر 7) بالذات. على الورق، من المتوقع أن تكون الأوروغواي، بطلة العالم 1930 و1950، المنافسة الرئيسة على صدارة المجموعة والفوز على كوريا الجنوبية الخميس على ملعب المدينة التعليمية ضد فريق يعتبر الحلقة الأضعف، سيحدد وتيرة الصراع ويمنح "لا سيليستي" الدفع اللازم لمحاولة الوصول إلى ثمن النهائي للمرة الرابعة تواليا، رغم أن المنتخب الأمريكي الجنوبي لم يعد متوهجا كما كان قبل أربع سنوات بعد أن بات نجما الهجوم لويس سواريز وإدينسون كافاني في سن الخامسة والثلاثين.