الجبهة الإسلامية للإنقاذ: إقدام نظام بوتفليقة على هذه الخطوة يؤكد مرة أخرى على توجهاته الاستبدادية الدموية فيما دافع ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة مراد بنمهيدي عن قرار نظامه منح حق اللجوء لعائلة القذافي التي دخلت الأراضي الجزائرية قبيل أيام، هاجمت الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية نظام بوتفليقة، وانتقدت بشدة «استضافة النظام الجزائري لعائلة المجرم الطاغية معمر القذافي». حسب ما قالته في بيان لها. وكان ناطق باسم المجلس الانتقالي الليبي قد وصف الخطوة الجزائرية بأنها «عدوان ضد الشعب الليبي» وأكد أن المجلس سيستخدم كل الوسائل القانونية لإجبار الجزائر على تسليم أسرة القذافي. وقال بيان للجبهة الإسلامية للإنقاذ، حصلت بيان اليوم على نسخة منه، أن إقدام نظام بوتفليقة على هذه الخطوة (استضافة عائلة القذافي)، يؤكد مرة أخرى «توجهاته الاستبدادية الدموية وأنه يشكل خطرا على أمن واستقرار المنطقة وعائقا في مسار الديمقراطية والحرية». ونبهت الجبهة من أن نظام بوتفليقة « ولن يتوانى في الإقدام على جرائم أكثر بشاعة ليبرر بقاءه ويضفي الشرعية على سياسته الديكتاتورية»، محذرة في هذا الاتجاه من نوايا النظام تفجير المنطقة بعمليات إجرامية تنسب إلى ما يسمى الإرهاب ليتاجر بها في الساحة الدولية لإيهام العالم وكسب تعاطفه. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أعلنت أن زوجة العقيد معمر القذافي وثلاثة من أبنائه (صفية وابنته عائشة وابنيه هانيبال ومحمد يرافقهم أبناؤهم) دخلوا أول أمس الاثنين الأراضي الجزائرية. إلى ذلك، كشفت الجبهة في بيانها، عن تخوف نظام بوتفليقة من الوصول إلى مصير نظام القذافي، مذكرة في بالجرائم التي ارتكبها نظام الجنرالات في حق الشعب الجزائري من تقتيل وتنكيل. «لقد قتل أزيد من ربع مليون جزائري وألقى بالآلاف من الشباب في المحتشدات في الصحراء وسجن الآلاف من أبناء الشعب لا يزال المئات منهم يعانون في غياهب السجون إلى يوم الناس هذا»، هكذا وصفت الجبهة الوضع في الجزائر، معتبرة إياه أسوأ من نظام القذافي. وفيما حذرت الجبهة النظام الجزائري من تحركاته الأخيرة، طالب المجلس الانتقالي الوطني الليبي بمحاسبته، وإعادة تسليمه لعائلة القذافي. ولم تعترف الجزائر التي تتقاسم حدودا طويلة مع ليبيا، بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، ولم تبادر رسميا إلى طلب تنحي معمر القذافي. وفي غضون ذلك، لم يعرف إلى حد الآن هل غادر القذافي الأراضي الليبية أم لا يزال في طرابلس، وتضاربت الأنباء بشأنه، حيث يؤكد المجلس الانتقالي الوطني الليبي أن «بو منيار» لم يغادر ليبيا، في حين ذهب تقارير إعلامية وصحفية إلى مغادرته للأراضي الليبية. هذا وأكد الثوار مقتل خميس القذافي، في اشتباكات بالجنوب الليبي، في حين لم يعرف مصير سيف الإسلام. وفي تطور لاحق، كشف مصدر جزائري أن السلطات الجزائرية أمهلت نفسها 12 ساعة من التفكير قبل أن تقرر السماح ل31 من أفراد أسرة القذافي تتقدمهم زوجته صفية وابنته عائشة وولداه محمد وهنيبعل، دخول أراضيها. ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية في موقعها الإلكتروني مساء أول أمس الاثنين عن مصدر مؤكد قوله إن أسرة القذافي وصلت على متن سبع سيارات رباعية الدفع في الساعات الأولى من صباح الاثنين إلى المركز الحدودي الجزائري تينالكوم في ولاية إيليزي في أقصى جنوب شرق البلاد، إلا أن شرطة الحدود رفضت دخولهم وأوقفتهم 12 ساعة كاملة، قبل أن يصدر قرار من السلطات العليا بالسماح لهم بدخول الأراضي الجزائرية.