شريط يرصد مسار أسطورة ويرسخ ثقافة الاعتراف بعطاء مغاربة رواد يعرض ومنذ يوم أول أمس شريط «العربي أو مصير أسطورة كرة القدم» للمخرج المغربي ادريس المريني، في القاعات السينمائية بمدن الرباط و الدارالبيضاء ومراكش. الفيلم يرصد حياة أسطورة كرة القدم المغربية، والملقب ب»الجوهرة السوداء»، الحاج العربي بنمبارك، من بطولة محمد خشلة و محسن مهندي وفضيلة بنموسى وحنان الابراهيمي وبشرى أهريش بالاضافة إلى عدد آخر من الممثلين المغاربة و الأوروبيين. وقد رصد المخرج ادريس المريني في فيلمه الطويل «العربي» الذي عرض بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، مشوار أسطورة كرة القدم المغربية والعالمية الحاج العربي بنمبارك، والذي تميز بكثير من العطاء والمعاناة ونكران الذات. ويتناول فيلم «العربي» رحلة «الجوهرة السوداء» (1917 /1992)، من ثلاثينات إلى خمسينات القرن الماضي وهي المرحلة التي كتب فيها بنمبارك اسمه بأحرف من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم العالمية. وقال المريني في تقديمه للفيلم «أنه ليس عملا استثنائيا وإنما هو بسيط وعميق في رسالته»، مشيرا إلى أن «فكرة إخراجه راودته بعد أن تعرف إلى هذا الهرم عن قرب، فأعجب بقوة شخصيته وبأخلاقه وإصراره على النجاح». واضاف ان الفيلم هو «محاولة لمحاربة النسيان واللامبالاة وتكريم للذاكرة المغربية»، من خلال رصد مسار أسطورة كرة القدم المغربية، الذي لقب ب»الجوهرة السوداء» قبل النجم البرازيلي بيليه، من ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الماضي. وكانت بداية «الجوهرة السوداء» الكروية، الذي كان يلعب كمهاجم، في فرق أحياء الدارالبيضاء ثم لعب في فريق الاتحاد الرياضي عام 1934، وفي سنة 1938 انتقل إلى عالم الاحتراف، حيث وقع لفريق أولمبيك مارسيليا الفرنسي. وبعد توقف دام خمس سنوات في الدوري الفرنسي بسبب الحرب العالمية الثانية عادت الحياة إلى الدوري الفرنسي، فعاد بنمبارك إلى التباري، ولكن هذه المرة بصحبة نادي باريس (ستاد دو باري). كما لعب في صفوف المنتخب الفرنسي في عدة محافل رياضية وبعد ذلك انتقل إلى الدوري الإسباني وبالتحديد إلى فريق «أتليتكو مدريد» حيث لعب في صفوفه من سنة 1948 إلى 1953 وحقق معه عدة نتائج. وعاد العربي بنمبارك بعد تجربته في فريق «أتلتيكو مدريد» إلى فرنسا وبالتحديد إلى فريقه الأول أولمبيك مرسيليا، حيث خاض معه نهاية كأس فرنسا سنة 1954 وساهم في انقاذ الفريق من النزول إلى الدرجة الثانية. وفي تسلسل درامي لأحداث الفيلم، واجه العربي بن مبارك في حياته كثيرا من العراقيل كان أبرزها وأكثرها مرارة فقدانه لزوجته وأبنائه الثلاثة ومرض ابنه و كذلك معاناته المريرة مع المرض. ويؤكد المخرج المريني ان الفيلم تناول حياة «الجوهرة السوداء» من خلال تقنية «الفلاش باك» (الاسترجاع) ليشارك المشاهد أقوى اللحظات في مسار العربي بن مبارك وأكثرها رمزية وتعبيرا. ونقلت مصادر عن المريني قوله انه «أضاء بفيلمه زاوية من حياة الحاج العربي بنمبارك الذي منح الكثير للرياضة المغربية، وكشف حبه لكرة القدم منذ طفولته، حين منحها كل اهتمامه على حساب متابعته لدراسته، إذ أحدثت له نوعا من الخلل في حياته رغم محاولة والدته وأخيه الأكبر تنبيهه الى ذلك. الفيلم من انتاج مشترك بين شركة «انتاج كوم» و»الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون»، كما ضم نخبة من الممثلين من بينهم حنان الإبراهيمي وبشرى أهريش و فضيلة بن موسى ومحمد كشلة وعبد الحق بلمجاهد وماريون دسيبويس وفرنان شومب وصيل أليساندرو أوتو فيجيو. يذكر أن المركز السينمائي المغربي ينظم المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة بالتعاون مع فاعلين آخرين كغرفة المنتجين وغرفة الموزعين وأصحاب دور العرض السينمائي ورابطة المؤلفين والمخرجين، ويتنافس على جوائزها 19 فيلما في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة أنتجت جميعها خلال العام الحالي و19 عملا في مسابقة الأفلام القصيرة.