اتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم في إطار تحالف "أوبك+" الأربعاء على خفض كبير في حصص الانتاج ما أثار غضب الولاياتالمتحدة التي أكدت أن القرار سيضر الدول التي تعاني أصلا من ارتفاع أسعار الخام. وأفادت المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاؤها العشرة بقيادة روسيا أنه جرى الاتفاق خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نونبر. وهذا أكبر خفض منذ ذروة تفشي جائحة كوفيد عام 2020. يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي. وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بعد الاجتماع الحضوري الأول لأعضاء التحالف منذ مارس 2020، إن أولوية "أوبك+" هي "الحفاظ على سوق نفط مستدام". لكن هذه الخطوة أثارت استنكار الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قام بزيارة مثيرة للجدل إلى المملكة العربية السعودية في يوليو هدفت جزئيا للضغط من أجل زيادة إنتاج النفط مع ارتفاع الأسعار في محطات الوقود. وتوقيت القرار سيء أيضا لأجندات بايدن السياسية، إذ يأتي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي الشهر المقبل. وقال البيت الأبيض في بيان وقعه مستشار الأمن القومي جايك سوليفان وكبير المستشارين الاقتصاديين بريان ديس إن بايدن "يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك+ القصير النظر". وأضاف البيان أن خفض الإنتاج سيضر بالدول "التي تعاني أصلا" من ارتفاع الأسعار بينما "يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي" للهجوم الروسي على أوكرانيا. أما المتحدثة باسم الرئاسة كارين جان بيار فقالت إن القرار "يشكل خطأ"، مضيفة "من الواضح أنه عبر قراره اليوم، فان أوبك+ يقف إلى جانب روسيا". قرر تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 90 دولارا للبرميل في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، بعد أن ارتفعت إلى 140 دولارا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام. وارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال بما يقرب من اثنين بالمئة إلى 93,41 دولارا بعد إعلان الأربعاء. ويمكن للقرار أن يعزز خزائن روسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام ومحاولة مجموعة الدول السبع للحد من أسعار النفط. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الذي شارك في اجتماع "أوبك+"، إن تحديد سقف للسعر سيكون له "تأثير ضار" على قطاع النفط العالمي، مؤكدا أن الشركات الروسية "لن تزود الدول التي تستخدم هذه الأداة بالنفط". وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية العملاقة باتريك بويان في مؤتمر لصناعة النفط في لندن "هناك سبب يجعل روسيا مستعدة للمشاركة في خفض إنتاج أوبك – لأنها غير متأكدة مما إذا كانت ستجد من يشتري النفط". قرر تحالف "أوبك+" إجراء خفض كبير في الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في أبريل 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات الإغلاق خلال تفشي كوفيد. وباشر التحالف زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق، وعاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة هذا العام ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء بحصصهم. واتفقت المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا من أكتوبر، كان الأول منذ أكثر من عام. دعت الدول المستهلكة لأشهر "أوبك+" لزيادة الإنتاج على نطاق أوسع بهدف خفض الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات. يعقد الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة "أوبك" في 4 دجنبر، وكانت المنظمة وشركاؤها يجتمعون شهريا عن بعد في الفترة الأخيرة.