بعد شهرين عن لقاء منتخب الجزائر في مدينة مراكش وتحقيق فوز هام في مسار التصفيات القارية ظهر المنتخب الوطني لكرة القدم في لقاء ودي بمدينة داكار جمعه بالمنتخب السينغالي، وأضاف من خلاله فوزا آخر يقوي معنوياته ويحمس فعالياته. ويساهم في التحضير للقاء القادم والمرتقب في رابع شتنبر بمدينة بانغي بإفريقيا الوسطى. فبأي خلاصات خرج المدرب غيريتس ومن معه؟ وما الفائدة من لقاء ودي في بلد افريقي؟... أكيد أن اللقاء لم يخرج عن إطاره الودي، وأجريت أطواره بعيدا عن ضغط كسب الفوز وربح النقط، لكن التركيبة البشرية أجابت بما قدمت عن أسئلة كثيرة حركتها المرحلة التي تلت الفوز في مدينة مراكش على منتخب الجزائر. وسجل اللقاء في مدينة داكار اضافة اللاعب اسماعيل العيساتي الى لائحة المنتخب الوطني والتي تتسع من يوم لآخر، اضافة الى يوسف العرابي هدافا بتوقيع الهدف الثاني بطريقة احترافية مؤكدا استعداده ومسايرته لإيقاع التباري الذي تعتمده المجموعة. وظهرت التشكيلة التي اختارها أيريك غيريتس منسجمة الأطراف ومنضبطة في نقديم العروض رغم الغيابات، وتابعنا كيف ساد الفريق الأسلوب الجماعي وتخللته التمريرات القصيرة المركزة في بناء هجومي هادف، اضافة الى مساهمة الجميع في الدفاع. واختار المدرب غيريتس إشراك سبعة عشر لاعبا، انطلق بتركيبة بشرية تضم» لمياغري، بصير، قادوري، الكوثري، عليوي، هرماش، خرجة، بوصوفة، حجي، السعيدي والعرابي. ولجأ الى تغييرات بواسطة اللاعبين الاحتياطيين: أولحاج، الشيحاني، برابح، بلهندة، العيساتي، الحمداوي. وجاء اللقاء التجريبي هاما وهادفا نتيجة وآداء ساهم فيه المنتخب السينغالي وجمهوره بما قدموا من مستوى جيد يشرق المناسبة. ولم تكن النتيجة التقنية أهم من اللقاء والاحتكاك والوقوف على مستوى وقيمة مردود اللاعبين فرادى وجماعة. والأكيد أن المدرب غيريتس في هذا اللقاء الحبي كانت عينه على منتخب السينغال وديا، لكن قلبه على منتخب افريقيا الوسطى، الذي سيستضيف المنتخب المغربي في رابع شتنبر المقبل، برسم جولة أخرى في مسار التصفيات القارية المؤهلة للنهائيات، ومنتخبا المغرب وافريقيا الوسطى في الرتبة الأولى بالمجموعة الرابعة، وفي رصيد كل منهما سبع نقط، مع امتياز للمغرب في عدد الأهداف المسجلة. واللقاء الرسمي المقبل محطة هامة أمام المنتخب الوطني ليزكي مساره الإيجابي وحفر الفارق والانفراد بالصدارة. لقاء داكار يؤكد توفر المنتخب المغربي على قاعدة واسعة وكبيرة من اللاعبين المحترفين والمحليين، والمرحلة تعلن ميلاد جيل جديد من المواهب. ويبقى التحسر والألم يتمثل في كون بلدنا أنجب مواهب كثيرة، وتوفر على ثروة من الطاقات وافرزت السنوات في العقدين الأخيرين بروز أسماء لامعة للاعبين مغاربة في عالم الاحتراف، لكن المنتخب الوطني عجز عن تحقيق انجازات هامة قاريا وعربيا معهم. وعاش مشاكل كثيرة ،أدت الى خروجه في أولى المراحل في المنافسات، وخاصة الخارجية، كما غاب عن دورات في كأسي افريقيا والعالم. فهل حان الوقت لتسترجع كرة القدم الوطنية هيبتها في القارة السمراء مع جيل: أوسامة السعيدي، يوسف العرابي، الكوثري، هاماش، العيساتي، بوصوفة، بتأطير من ذوي التجارب: لمياغري، خرجة، حجي وغيرهم. نتمنى ذلك، والانطلاقة من لقاء «بانغي» حيث لقاء افريقيا الوسطى، كما ينتظر أن يزكي منتخبنا التفوق الذي دخله.