أعرب محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عن ارتياحه لنتائج زيارته للندن التي مكنته من الوقوف على الموقع الهام الذي تشغله الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا ومدى اندماجها في بلد الاستقبال وكذا انتظاراتها من بلدها الأم. وقال الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في العاصمة البريطانية، إن هذه الزيارة، التي تعد الأولى له إلى المملكة المتحدة، كانت أيضا مناسبة لعرض الرؤية والسياسة والبرامج المعتمدة من طرف المغرب لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مبرزا الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به الأطر المغربية العاملة خاصة في ميدان المالية الدولية والخبرة بلندن. كما ذكر بالمباحثات التي أجراها مع المسؤولين البريطانيين والمشاريع التي تمت مناقشتها خلال هذه اللقاءات، مضيفا أن هذه المبادلات «المثمرة» أبانت عن تقارب في التحليلات وفي وجهات النظر، وعن استعداد البلدين للعمل معا لا سيما وأن المغرب بصدد تطوير سياسة متجددة للشراكة لفائدة الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا. وقال إن المسؤولين البريطانيين استحسنوا هذه المقاربة، وعبروا عن استعدادهم للتفكير في سبل بلورتها على أرض الواقع، معربا عن تفاؤله بخصوص مستقبل الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا. وقد أجرى عامر، الذي كان مرفوقا بالكاتب العام للجمعية المغربية البريطانية ورئيس جامعة الأخوين، ادريس أوعويشة، يوم الأربعاء الماضي، مباحثات مع كل من إريك بايكلز كاتب الدولة البريطاني المكلف بالانسجام الاجتماعي وأندرو استونل نائب كاتب الدولة البريطاني المساعد المكلف بالجاليات والحكومات المحلية.كما أجرى الوزير، مساء نفس اليوم بلندن، لقاء مع عدد من ممثلي الجالية المغربية اليهودية المقيمة ببريطانيا. وشكل هذا اللقاء مناسبة عبر خلالها أعضاء هذه الجالية عن تشبثهم الراسخ بالهوية المغربية وإرادتهم الثابتة في الإسهام في جهود تنمية البلاد. ووصف المشاركون في هذا اللقاء العلاقات التي ربطت على الدوام هذه الجالية بالمغرب بأنها علاقات «طبيعية»، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على استمراريتها والتشبث بها، خصوصا لدى الأجيال الصاعدة. وقال محمد عامر، في تصريح لوكالة المغرب بالعربي للأنباء بالمناسبة، إن هذا اللقاء يندرج في إطار الاتصالات بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، مضيفا أن الوزارة تدرس إمكانية إقامة روابط شراكة مع الجالية المغربية اليهودية المقيمة بكل من البرازيل وكندا وفرنسا. وأضاف الوزير أن لقاء لندن شكل أيضا مناسبة لتبادل وجهات النظر في ما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، خصوصا، المبادرات الثقافية الموجهة للشباب المغربي اليهودي، ولا سيما مشاركتهم في الجامعات الصيفية وفي الرحلات الثقافية المنظمة في المغرب. وعلى صعيد آخر، أشار عامر إلى أن «المغرب تمكن، بفضل حكمة ملوكه، من الحفاظ على روابط متينة بالجالية المغربية اليهودية»، مذكرا بأن هذه الجالية، وعلى غرار جميع المغاربة، متشبثة أيما تشبث بهويتها المغربية ومستعدة للدفاع عن مصالح المغرب، علاوة على توفرها على مؤهلات هامة للمساهمة في تنمية البلاد. وأكد، في هذا السياق، أنه يتعين على الحكومة أن تعمل، في إطار البرامج التي وضعتها لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج، على اندماج هذه الجالية، التي برهنت عن استعدادها للمشاركة في هذا العمل الجماعي.