نبيل بنعبد الله يؤكد أن القيادة الحزبية الحالية تجتهد لتكون في مستوى ما قدمه سي علي والرعيل الأول حزب "الكتاب" يواصل السير على الدرب واضعا مصلحة الشعب فوق كل اعتبار التقدم والاشتراكية يتطلع لتجميع كل القوى الحية في بلادنا على نهج الراحل الوحدوي سي علي يعته روح علي يعتة وتوجهاته حاضرة بقوة في التحضير للمؤتمر الوطني 11 للحزب مواصلة إصدار جريدتي البيان وبيان اليوم بنفس الروح النضالية وبنفس التضحية والقدرة على تجاوز الصعاب بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الزعيم والمناضل التقدمي على يعته، الأمين العام المؤسس لحزب التقدم وبالاشتراكية، نظم الديوان السياسي للحزب، زيارة ترحمية، إلى قبر الفقيد، زوال يوم الجمعة 13 غشت 2022، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء التي كانت قبلة لرفيقات ورفاق من مختلف الأجيال، غصت بهم جنبات قبر الراحل، يشد كبار السن منهم الحنين إلى أيام النضال والانضباط في حضرة سي علي، وتهفو أفئدة الشباب منهم إلى سماع ما علق في أذهان الأوائل من ذكريات الأيام الخوالي. في ظل هذه الأجواء المفعمة بقيم الوفاء وروح الاستمرارية، وبحضور أعضاء من المكتب السياسي، ومجلس الرئاسة، وعشرات من أعضاء اللجنة المركزية، ومناضلات ومناضلي الحزب الذين قدموا من مدن مختلفة، ومنتخبيه بالدار البيضاء، بالإضافة إلى إدارة مؤسسة "بيان.ش.م" وصحافييها، وتقنييها، وعمال مطابعها، ألقى نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، كلمة استحضر فيها بقوة خصال ومناقب الفقيد علي يعته، والمكانة البارزة التي تبوأها في الحياة السياسية المغربية، واستعرض جهوده من أجل بناء يسار مغربي متسم بالنضج السياسي وبروح المسؤولية، وإسهامه القوي والغني في الحياة البرلمانية، ودوره الريادي والمتميز في المشهد الإعلامي الوطني، مؤكدا على أنه بالرغم من رحيله جسديا، منذ عشرين سنة، فإنه ما يزال حاضرا بقوة في كيان كل الرفاق والرفيقات، من خلال فكره ومبادئه وقيمه، التي تشكل اليوم مصدر إلهام في سلوكهم النضالي وفي الحياة السياسية. وكانت القضايا الوطنية، يقول نبيل بنعبد الله، في صلب فكره ونضاله؛ وذلك منذ انخراطه في العمل السياسي خلال مرحلة شبابه، مما جعله يقضي سنوات طوالا داخل تنظيمات "الحزب الشيوعي في المغرب" قبل أن يتحول هذا الأخير إلى "الحزب الشيوعي المغربي"، حيث أصبح الرفيق علي يعته منذ 1945 أمينا عام له. واعتبر بنعبد الله أيضا أن الفقيد علي يعته، انطلاقا من القيم السامية التي كان يؤمن بها، جسد طموحات الشعب المغربي المتطلع إلى صيانة وحماية حقوقه، والدفاع عن مصالح وطنه الذي مزق الاستعمار كيانه المجالي، وترجم رفقة رفاقُه هذا التجسيد عبر تكريس جهودهم النضالية لترسيخ قيم التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والفكر الاشتراكي، ليس فقط بالنسبة لشعبهم بل وكذلك لجميع الشعوب المناضلة من أجل انعتاقها عبر العالم. وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الوقفة الترحمية لهذه السنة، تأتي على بعد أسابيع قليلة من المؤتمر الوطني الحادي عشر، ومن الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الذي يسير على الدرب وفيا لتعاليم سي علي يعته ولمبادئه ولقيمه ولتوجهاته، مدافعا عن القضايا الوطنية الأساسية وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية التي جعل منها الراحل أم القضايا دائما، ووفيا للنضال من أجل إرساء دعائم الديمقراطية والنظام الديمقراطي، ولقضايا الشعب بمختلف فئاته. كما أن حزب التقدم والاشتراكية، يقول نبيل بنعبد الله، يواصل المسار الإعلامي الذي كان سي علي يعته سباقا له، وذلك من خلال مواصلة إصدار جريدتي البيان وبيان اليوم بنفس الروح النضالية وبنفس التضحية، وبما يكفي من القدرة على تجاوز صعاب اليوم التي لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن ترقى إلى مستوى العراقيل التي واجهت الراحل في مهامه الإعلامية. وشدد بنعبد الله في كلمته التي استأثرت بانتباه الجميع، على أن القيادة الحالية لحزب التقدم والاشتراكية تجتهد لتكون جديرة بالثقة التي أسندت لها كي تكون في مستوى ما قدمه سي علي والرعيل الأول منذ نشأة الحزب في بداية الأربعينيات باذلة أقصى الجهود من أجل أن يظل حزب التقدم والاشتراكية سائرا على الدرب نفسه والتوجه ذاته الذي يجعل منه حزبا "يتعامل، ويتعاون، منفتحا، لكن مستقل في قراره، يضع دائما مصالح هذا الوطن وهذا الشعب فوق كل اعتبار" . وفي الاتجاه ذاته، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أن حزب "الكتاب" يواصل الاجتهاد من أجل وضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار حزبي ضيق، وتوفير ظروف تجميع جميع القوى الحية في بلادنا وخاصة منها الديمقراطية والتقدمية من أجل خدمة مسار التغيير، ومن أجل الوقوف إلى جانب المستضعفين والقضايا العادلة في بلادنا، مشددا على أن روح علي يعته وتوجهاته ستظل حاضرة بقوة مع رفيقات ورفاق الحزب، مؤطرة لكل ما يقومون به في التحضير لهذا المؤتمر، أثناءه وبعد انعقاده. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: باسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على أشرف المرسلين.. "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم ينتظر، وما بذلوا تبديلا". صدق الله العظيم. حبيبنا ورفيقنا وزعيمنا سي علي يعته رحمة الله عليك. ها نحن نقف على رأس قبرك بعد مضي 25 سنة على وفاتك على إثر الحادثة الفاجعة التي أصابت أسرتك الصغيرة وأسرة حزبك حزب التقدم والاشتراكية، وأصابت الوطن برمته. 25 سنة كنت دائما فيها حاضرا، بماضيك وعطائك على رأس الحزب الشيوعي المغربي ثم حزب التحرر والاشتراكية ثم حزب التقدم والاشتراكية من أجل حصول بلادنا على الاستقلال وقيامك بدور رائد من أجل أن يحقق المغرب تحرره الوطني في المقاربة التي تفرد بها حزبنا دائما والتي تمزج بين مسيرة التحرر الوطني ومسيرة البناء الديمقراطي ومسيرة إسعاد شعبنا من خلال توفير شروط العدالة الاجتماعية. في هذه المرحلة، كما في المراحل التي جاءت بعد ذلك، كنت دائما إلى جانب ثلة من القياديين والرواد الذين أبلوا البلاء الحسن، وقضوا نحبهم أيضا. إلى جانبهم كنت رائدا متميزا قائدا وطنيا غيورا مستشرفا للآفاق حتى في أحلك اللحظات. كنت لوحدك وإلى جانب كل الإسهامات الأخرى من داخل حزبنا مدرسة للنضال وللعطاء وللقيم… مدرسة للمبادئ. مدرسة في ممارسة العمل السياسي والعمل الوطني ببعد أخلاقي دائم. وبعد حصول المغرب على الاستقلال رغم الصعاب ورغم المحن ورغم اللحظات الحالكة التي عاشها شعبنا وعاشها حزبنا على وجه الخصوص، كنت دائما حاضرا موجها متميزا في المواقف التي كان يصدرها الحزب من أجل إرساء دعائم المشروع الديمقراطي التقدمي الذي لازلنا إلى يومنا هذا نناضل من أجله. وكنت مؤثرا في القرار السياسي الوطني لأنك كنت تتميز رفيقي العزيز سي علي ببعد النظر.. وكنت تفتح الآفاق.. وكنت تنير ليس فقط طريق الحزب لكن كنت ربما تساعد المغرب الرسمي على اتخاذ مجموعة من المبادرات التي من خلالها دخلنا حقبا تاريخية أساسية، ومنها حقبة مواصلة مسيرة التحرير باسترجاع صحرائنا. وفي الوقت ذاته حقبة الدخول في ما نظرت إليه وأسميته بالمسلسل الديمقراطي، دائما إلى جانب القيادة الجماعية لحزبنا وآنذاك كان حزب التقدم والاشتراكية قد دخل إلى عهد المشروعية سنة 1974. ومنذ ذلك الحين وأنت تساهم بكتاباتك ثم بحضورك المتميز في البرلمان منذ 1977 وبدور الزعامة والريادة الذي كان لك على رأس حزب التقدم والاشتراكية ومكتبه السياسي ولجنته المركزية. كنت دائما سي علي منيرا للطريق، مربيا، صارما في مواقفك، لكنك كنت منفتحا على آراء الآخرين وكنت تتميز بروحك الوطنية، وبسعيك الوحدوي الدائم من أجل تجميع كافة القوى الوطنية خدمة للمشروع الديمقراطي التقدمي. وأسهمت بقسط كبير في إنشاء أول تجمع وحدوي بوطننا الذي كان له الفضل في إنجاز عدد من المكتسبات التي مازلنا نرتكز عليها في عهدنا هذا من خلال تأسيس الكتلة الديمقراطية. وواصلت المسار إلى حدود تلك الحقبة التي وقع فيها تحول أساسي. ومع الأسف لم تعش مباشرة هده الحقبة، أي بداية مرحلة التناوب التوافقي. غادرتنا في هذه الظروف وكان الوطن في أمس الحاجة إليك. اطمئن يا رفيقنا العزيز. ها نحن اليوم من خلال هذا الحضور ومن خلال الغائبين وكما يقال بالدارجة "الغائب حجته معه"، من خلال كل هذه الطاقات ومن خلال كل من تعاقبوا على المسؤولية منذ فقدانك، ومن يتحمل هذه المسؤولية اليوم على جميع المستويات الوطنية أو الجهوية أو الإقليمية أو المحلية.. اطمئن، فحزب التقدم والاشتراكية يواصل المسير على نفس الدرب الذي رسمته له، وظل وفيا لتعاليمك ولمبادئك ولقيمك ولتوجهاتك، ظل مدافعا عن القضايا الوطنية الأساسية وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية التي جعلت منها أم القضايا دائما وهو الشيء الذي نحافظ عليه اليوم، وظل حزب التقدم والاشتراكية وفيا للنضال من أجل إرساء دعائم الديمقراطية والنظام الديمقراطي الذي نعمل وعملنا منذ نشأتنا من أجله. كما ظل حزب التقدم والاشتراكية وفيا لقضايا الشعب بمختلف فئاته. أنت سي علي الذي كرست حياتك وأيامك وتواجدك بمكتبك بالدار البيضاء، ولكن أيضا في البرلمان، من أجل استقبال كل أفراد هذا الشعب. من أجل طرح هذه القضايا والدفاع عنها، خاصة قضايا الفئات المستضعفة. فحزب التقدم والاشتراكية واصل هذا المسار بتفان وإخلاص.. ويواصل مسارا آخر عزيزا عليك، كان لك دور أساسي ورائد فيه، وهو المسار الإعلامي. وها هي مؤسسة جريدتي البيان وبيان اليوم حاضرة معنا من خلال مواصلتها لإصدار هاتين الجريدتين بنفس الروح النضالية وبنفس التضحية، بقدرة على تجاوز الصعاب، لا أقول نفس الصعاب لأن الصعاب التي عشتها سي علي كانت أقوى مما نعيشه اليوم، لكن في هذا الفضاء كان لك أيضا دور ريادي، حيث كنت رائدا ومؤسسا منذ سنة 1963 وهي سنة إنشاء النقابة الوطنية للصحافة المغربية وكنت من قيادييها منذ ذلك الحين وأنت تعمل في هذا الفضاء والجميع يذكرك على هذا الأساس. والجميع يذكر الافتتاحيات بالمئات التي كان لها دور أساسي في استشراف تطور بلادنا. نواصل اليوم هذا المسار ونعاهدك سي علي أننا سنظل أوفياء لهذا الخط التقدمي الديمقراطي الذي رسمت معالمه في الصحافة والحزب. وأنت تنظر إلينا أتمنى أن تكون راضيا على حزبك وأن نكون عند حسن الظن وأن نكون جديرين بالثقة التي أسندت لنا وأن نكون في مستوى ما قدمته أنت والرعيل الأول منذ نشأة الحزب في بداية الاربعينيات.. ونحن نتأهب السنة المقبلة للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا العتيد. على أي حال تأكد رفيقي العزيز بأننا نجتهد كل يوم من أجل الحفاظ على هذا التوجه. نجتهد كل يوم من أجل أن يظل حزب التقدم والاشتراكية حزب يتعامل، حزب يتعاون، حزب منفتح لكن مستقل في قراره. نعمل كل يوم من أجل أن نضع دائما مصالح هذا الوطن فوق كل اعتبار. نجتهد كل يوم من أجل أن نضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار حزبي ضيق.. نجتهد كل يوم من أجل أن نوفر ظروف تجميع جميع القوى الحية في بلادنا وخاصة منها الديمقراطية والتقدمية من أجل خدمة مسار التغيير.. نجتهد كل يوم من أجل الوقوف إلى جانب المستضعفين، وإلى جانب كافة القضايا العادلة في بلادنا. وهكذا سنظل مستمرين في هذا المسعى، أوفياء لما تعلمنا منك ومن الرعيل الأول. رحمة الله عليك. رحمة الله على ابنك ندير الذي يرقد ليس بعيدا عنك. رحمة الله على ابنك فهد الذي توفي قبل شهور. ونحن نوجد هنا أمامك، نعتز بتواجد حفيدك إلياس ابن ندير الذي يعلم الجميع أنه يحتل مكانة خاصة في حزبنا وفي قلوبنا جميعا. ونحن نقوم بهذه الزيارة سي علي، أريد أن أؤكد للحاضرين ولك بأننا ونحن نحضر للمؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا وهي محطة هامة، ستظل روحك حاضرة بقوة معنا، وستظل توجهاتك مؤطرة لكل ما نقوم به في التحضير لهذا المؤتمر، أثناء هذا المؤتمر وبعد انعقاد هذا المؤتمر. هناك وجوه بارزة صاحبتك وعاشت معك حاضرة معنا اليوم، أتمنى لها الصحة والعافية ومواصلة المسار. وأتمنى لكم جميعا، ونحن نقوم بهذه الزيارة، أن تعيشوا لحظات سعادة وسداد وتوفيق، وأن يكون لنا جميعا، كرفيقات وكرفاق، إسهام جماعي من أجل أن نكون في مستوى ما قدمه رجل عظيم وهو سي علي يعته رحمة الله عليه. رحمة الله عليك سي علي. و"إنا لله وإنا إليه راجعون".